لاتبدو مهمة فريق الهلال سهلة أبدا كما هي المهمة الأولى في سيدني عندما قال الكثيرون إن فريق سيدني من الفرق العادية التي بإمكان الهلال هزيمتها بأقل مجهود، في الوقت الذي تعامل لاعبو الهلال مع هذا الفريق كما ينبغي، وابتعدوا عن الترشيحات بالفوز السهل لولا سوء الطالع بالخسارة التي جاءت وكأنها تقول للهلال إنها تود انتصاره بالكأس الآسيوية من البوابة الصعبة. ربما سيكون الزحف الجماهيري مساء السبت القادم بالرياض أحد عوامل ترجيح الكفة الهلالية، لأن عامل الجمهور سيكون سلاح الهلال للضغط على الخصم ورفع الروح المعنوية للاعبي الهلال، هذا إذا لم يركن الجمهور للهدوء بعد الدقائق الأولى للمباراة، حيث إن المطلوب صرخات جماهيرية لاتتوقف ولنا في جمهور سيدني درس في ذلك. الجميع ركّز في تحليلاته على الزحف الجماهيري، ولم يتحدثوا عن الاخطاء الفنية التي صاحبت موقعة الذهاب من قبل لاعبي الهلال أو المدرب ريجي، وخاصة خط الدفاع وضرورة التفاهم وإغلاق الثغرات، وكذلك تنويع الهجوم وخاصة التسديد على المرمى والذي لم يحسن هجوم الهلال استغلاله في ظل قوة الحراسة الاسترالية والطول الجيد للحارس وحسن استلامه للكرات الطويلة أمام المرمى. الأمر الغريب أن لاعبا بحجم ناصر الشمراني ينساق خلف الاحتكاك مع حارس سيدني وهو صاحب الخبرة داخل الملعب، فماذا لو أشهر له الحكم البطاقة الحمراء وطرده من المباراة في الوقت الذي نحن بحاجة لخدماته، فوجوده في هجوم الهلال مصدر اطمئنان، لتكون نرفزته داخل الملعب مصدرا للتشتت وعدم التركيز في استلامه للكرات وعدم الاستغلال الجيد من أجل التسجيل لأنه تفرّغ للحارس ولم يتفرغ للعب. الهلال يجب أن يستخدم كل الأسلحة في الشوط الاول من أجل تسجيل هدف فيه، لأن المهمة في الشوط الثاني ستكون صعبة للغاية على الهلال ما لم يسجل ويربك الأستراليين، والتعامل المميز من ريجي مع أوضاع المباراة سيقوده لفوز تاريخي متى ما كان ريجي في حالة تفكير دائم أثناء سير المباراة، وقلب الموازين في وجه مدرب سيدني، فالفريق ليس بذلك المخيف للهلال وخاصة أنه سيواجه هلالنا وجمهورنا. تفاءلنا في المباراة السابقة بحكم تاريخ الهلال ونجومه وحسن تعامله مع مثل هذه المباريات، وسنواصل التفاؤل يوم السبت القادم لأننا قادرون على الحسم متى ما أراد لاعبو ومدرب الهلال ذلك، نعم متى مارادوا هم تحقيق الانتصار فكل الاسلحة ستكون معهم وخاصة سلاح الجمهور الذي لن يقصر بالتواجد مبكرا وإغلاق أبواب الملعب لامتلاء المقاعد منذ وقت مبكر، ولكن على لاعبي الهلال التفكير في هذا الجمهور قبل التفكير في أي شيء آخر وإخراج هذا الجمهور سعيدا بإذن الله تعالى.