أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا أمس، خوّل بموجبه القوات المسلحة مشاركة الشرطة في حماية وتأمين المنشآت العامة والحيوية بالدولة، وتحال الجرائم التي ترتكب ضد هذه المنشآت إلى النيابة العسكرية، توطئةً لعرضها على القضاء العسكري للبت فيها، وواصلت عناصر القوات الخاصة، والصاعقة عالية التدريب، تساندها مروحيات الأباتشي المصرية، "صيد الفئران" وقصف مواقع التكفيريين المشتبه في ارتكابهم جريمة الجمعة الغادرة، فيما قال موقع "واللا" الإسرائيلي: إن "إسرائيل" وافقت على نشر قوات خاصة مصرية من فرق "777 و999" في رفح والعريش، بالإضافة لقوات المظلات وقوات أخرى، رغم تعارضها مع معاهدة السلام. وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، أن هذا القرار صدر بقانون يستهدف حماية المنشآت العامة والحيوية للدولة مثل محطات وشبكات وأبراج الكهرباء وخطوط الغاز وحقول البترول وخطوط السكك الحديدة وشبكات الطرق والكباري وغيرها من المنشآت الحيوية والمرافق والممتلكات العامة وما في حكمها ضد أي أعمال إرهابية، حيث يعتبر القرار بقانون أن هذه المنشآت الحيوية في حكم المنشآت العسكرية طوال فترة تأمينها وحمايتها بمشاركة القوات المسلحة، والتي ستمتد لمدة عامين من تاريخ إصدار القرار. اصطياد الفئران إلى ذلك، وبينما تواصل عناصر من القوات الخاصة، والصاعقة عالية التدريب، تساندها مروحيات الأباتشي المصرية، قصف مواقع التكفيريين المشتبه في ارتكابهم جريمة الجمعة الغادرة، التي أودت ب59 عسكريا ما بين قتيل وجريح، يسود الغموض مستقبل الوضع في سيناء في ظل التكتم الشديد الذي تبديه قيادات عسكرية رفيعة، حول المستجدات على الأرض، خاصة الشريط الحدودي مع قطاع غزة.. وتضارب الأنباء حول هوية مرتكبي الحادث. وفيما وصلت قوات جديدة تسمى «ضباط النخبة» إلى سيناء وقناة السويس لتبدأ عملها في تأمين المجرى الملاحي للقناة بمشاركة قوات «محمولة جواً» وقوات أخرى مدعمة بضفادع بشرية لتأمين ساحل البحر المتوسط.. أعلن الأمن المصري في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية ارتفاع حصيلة عمليته العسكرية "صيد الفئران" التي أطلقها السبت إلى 17 قتيلاً إرهابياً، بعد نجاحه في تصفية 6 إرهابيين وإصابة 11، وتدمير 6 بؤر إرهابية خطرة في سيناء، والقبض على 6 من المشتبه فيهم لدى محاولتهم الهرب عبر الأنفاق بين غزةوسيناء. وكشفت أنباء تعذر التأكد من صحتها عن أن قوات الجيش استطاعت التعرف على هوية 8 عناصر تكفيرية ممن شاركوا في تنفيذ التفجير، كذا قَتل عنصرين آخرين ممن شاركوا في تفجير سابق بقرية الطويل جنوبالعريش وتعرف الأهالي على هويتهم عقب مقتلهم، حيث أكدوا أنهم شاركوا في الهجوم على نقطة كرم القواديس. بين «داعش» و«جيش الإسلام» بالسياق، لا يزال الغموض يسيطر على الجهة المنفذة والمسؤولة عن مذبحة "كرم القواديس"، رغم إعلان تنظيم "داعش" في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، بعض تفاصيل الحادث الإرهابي.. ليكشف للمرة الأولى عن تواجده بسيناء بالاتفاق مع جماعة أنصار بيت المقدس. وذكر التنظيم في بيان له على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عناصره نجحت في استهداف مدرعة تابعة لجيش الردة" وفق تعبيره، وأضاف: إن التنظيم حصل على المعلومات بشأن الكمين من "إخوتهم" في جماعة أنصار بيت المقدس كما أسموها وأوضح في البيان أنه "إثر وصول سيارات الاسعاف التابعة للجيش لنقل المصابين والوفيات تم استهدافها هي الأخرى بقذائف صاروخية وهاون مما أدى إلى وفاة المصابين". إلى ذلك، تناثرت اتهامات في القاهرة، تطال ما يُسمى "جيش الإسلام" في غزة، والذي يقوده ممتاز دغمش، المطلوب مصرياً على ذمة اتهامات قضائية. وقالت وسائل إعلام مصرية: إن منفذي الجريمة تدربوا في قطاع غزة، ودخلوا سيناء عبر الأنفاق، واستخدموا أسلحة ومتفجرات إسرائيلية بالتنسيق مع شخص يدعى «أبو أنس الليبي» وتحت إشراف تنظيم «أنصار بيت المقدس»، كما استخدموا لاسلكيات ذات شفرة «إسرائيلية» وهواتف متصلة بالقمر الصناعي، لمنع تعقبها. على صعيد آخر، وصل القاهرة ظهر أمس، على متن طائرة خاصة، الجنرال روماند توماس، قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في زيارة لمصر للقاء عدد من المسؤولين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. فرقتان مصريتان وفي السياق، أكد المحرر العسكري لموقع "واللا" الإسرائيلي أفى يشخروف أن "إسرائيل" وافقت على نشر قوات خاصة مصرية من فرقتي "777 و999" في رفح والعريش، بالإضافة إلى قوات من المظلات وقوات أخرى، رغم تعارضها مع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، لكن تل أبيب وافقت لرغبتها في استقرار الأوضاع بمصر، وفق زعمه. وقال يشخروف في مقال له: إن سلسلة الهجمات "الإرهابية" التي تعرضت لها القوات المصرية في سيناء الجمعة الماضية، والتي أودت بحياة 30 جنديا مصريا تعبر عن التحدي الذي يواجه السلطة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعدما نجح الجيش في إرساء الاستقرار الأمني في سيناء. وأضاف "أفي" في مقاله: إن الهجوم الأخير سيجعل الجيش يدخل في حرب مستمرة مع "الإرهابيين" الجهاديين، وليس كما يتخيل البعض أنها حرب ستنتهي في أيام أو في شهور. وأوضح "أفي" أن السيسي عليه أيضا أن يبذل جهوداً مضنية من أجل تأمين الانتخابات البرلمانية المقبلة، من خلال تخصيص وحدات تابعة للجيش المصري من أجل ذلك الغرض، في الوقت الذي يحارب فيه "الإرهاب" في سيناء. وأشار الكاتب إلى أن أهم قضية تعكر شهر العسل بين القاهرة وتل أبيب هي القضية الفلسطينية، لكن من أجل إرساء الاستقرار بالمدن المصرية ينبغي على تل أبيب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بشراكة مصرية.