بحثت ندوة المتقاعدين بعد سن ال 60 التي نظمتها أمس الأول إدارة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية مشاكل أزمة التقاعد، والآثار النفسية للمتقاعدين. وأوضح الدكتور مجدي عاطف محفوظ أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة قطر، أن دولة قطر تعتبر أكثر دول الخليج نموا في زيادة الأعداد لتلك الفئة، حيث إنه من المتوقع أن تصل نسبة المتقاعدين في قطر في (2020) إلى 8 . 19% من إجمالي السكان. الأمر الذي يترتب عليه استحداث كيانات تنظيمية جديدة لتقديم خدمات وأنشطة تلبي متطلبات فئة المتقاعدين وتعمل على تنمية قدراتهم التكيفية مع المجتمع الذي يعيشون فيه. وأكد الدكتور مجدي ضرورة استثمار القدرات الموجودة لدى ما يصل إلى ثلث السكان في قطر من المتقاعدين وإدماجهم في المشروعات التنموية للدولة، وعدم النظر إليهم بطريقة سلبية على أنهم عالة على المجتمع أو استبعادهم اجتماعيا مما قد يؤثر عليهم نفسيا واجتماعيا، وأوصى بإنشاء قاعدة بيانات عن المتقاعدين في دولة قطر وخصائصهم الصحية والاجتماعية والتعليمية والعملية. على أن يتم تحديث هذه البيانات بصورة دورية مع الربط الشبكي مع المؤسسات الحكومية للحصول على البيانات من مصادرها الأصلية. مع الاستفادة من هذه البيانات في التخطيط الاستراتيجي لتلك الفئة، وإعادة النظر في التأمينات والمعاشات التي يحصل عليها المتقاعد والعمل على زيادتها بصورة دورية ضمانا للحياة الكريمة لفئة المتقاعدين، والاستفادة من خبرات المتقاعدين في كل مجالات العمل كل حسب خبراته لتفعيل مفهوم الشيخوخة المنتجة. ولاسيما في مجال التعليم والعمل التطوعي والخيري على مختلف أشكاله. وطالب بأهمية إتاحة الفرص أمام المتقاعدين للالتحاق بالجامعات سواء للحصول على شهادات عليا للراغبين في ذلك على أن يكون ذلك حقا من حقوق الإنسان، ونشر الوعي الأسري والمجتمعي للتعامل مع فئة المتقاعدين والمسنين عموما باحترام وتقدير على أن يكون ذلك حقا لهم نظير ما قدموه للمجتمع خلال فترة عملهم السابقة وليس من باب الإحسان أو الشفقة، فضلاً عن إقامة فعاليات لعرض إبداعات المتقاعدين وإظهار ما لديهم من مواهب وأفكار إبداعية تساهم في تنمية المجتمع القطري، وإصدار مجلة شهرية للمتقاعدين لنشر آرائهم وأفكارهم في شتي قضايا واهتمامات المجتمع القطري على أن تقتصر المجلة على محررين من المتقاعدين فقط. وشدد المتحدث على ضرورة إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي ترتبط بمشكلات المتقاعدين وأوضاعهم الصحية والنفسية والاجتماعية والحلول الملائمة لمواجهتها. وذلك من خلال التعاون مع برنامج الخدمة الاجتماعية بجامعة قطر، وإقامة مؤتمرات وندوات علمية تتناول القضايا والاهتمامات المرتبطة بالمتقاعدين والتعرف على الخبرات المستحدثة لتطوير هذه الفئة، بالإضافة إلى التدريب المستمر للأخصائيين الاجتماعيين والتخصصات الأخرى العاملة في مجال الرعاية الاجتماعية للمتقاعدين على الاتجاهات الحديثة في العمل والممارسة، والتواصل مع مؤسسات المجتمع لإيجاد فرص عمل للمتقاعدين لمن يرغب في ذلك على أن يتم ذلك بما يتناسب مع قدرات وتخصص هذه الفئة.