بمشاركة سعودية، ترأس فيها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية، وفد المملكة، في مؤتمر إعادة إعمار غزّة، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فعاليات المؤتمر الدولي، الذي عُقد بفندق ماريوت القطامية، بالتجمع الخامس، أمس الأحد، تحت عنوان "مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين إعادة إعمار غزة" بمشاركة 30 وزير خارجية، و50 وفداً دبلوماسياً من مختلف دول العالم، إضافة الى ممثلين عن 20 منظمة دولية وإقليمية.. إضافة لحضور للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ومبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير، إضافة إلى صندوق النقد الدولي. واختتم المؤتمر الذي دام قرابة 10 ساعات كاملة، بانتظار وفاء الدول المشاركة بإعلان تعهداتها بإعمار القطاع الذي تعرض لأشرس حملة تخريب وعدوان إسرائيلية، يُفترض أن تنتهي في غضون خمس سنوات وفق ما أعلنته حكومة الوفاق الفلسطينية بالمؤتمر. وأعلن وزير خارجية النروج بورغ بريندي في ختام المؤتمر أن المانحين تعهدوا بتقديم مساعدات "قيمتها قرابة 5،4 مليار دولار"، وأوضح أن "نصف هذه المساعدات سيخصص لإعادة إعمار غزة". مؤكدا أن المانحين "ألزموا أنفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في أقرب وقت ممكن من أجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين". وأكد أن رئاسة المؤتمر - التي تولتها النروج بالاشتراك مع مصر - "تلح على المجتمع الدولي بأن يلتزم بتعهداته وأن يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة". وعلى الفور رحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس لجنة إعادة إعمار غزة بنتائج المؤتمر، وقال محمد مصطفى لوكالة فرانس برس: "إنها نتيجة عظيمة وتصويت جلي لصالح الشعب الفلسطيني". السيسي ودعم السلطة وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، أشار الرئيس المصري، إلى أن بلاده تهدف لأبعد من مجرد جهود تهدئة الأوضاع وإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة كما يحدث كل مرة، وإنما إلى تهيئة المناخ السياسي المناسب للتوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، من أجل إقامة الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبينما نقل السيسي للحاضرين تحيات الشعب المصري، وشكر الجميع على تلبية دعوة مصر والنرويج في الحضور للتأكيد على تضامن العالم مع شعب فلسطين، والاتفاق على تقديم الدعم اللازم لسلطته الشرعية ولحكومته الوطنية.. أكد أيضاً أن قطاع غزة جزء من أراضي الدولة الفلسطينية، ويجب أن يتمتع أبناؤه بالسيادة على أراضيهم، مثل أي مواطن في أي مكان بالعالم. وشدد الرئيس المصري، على أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأساسية، ونسعى لحلها بشكل فعال خلال هذه المرحلة، قائلاً: "فلسطين قضية العرب". مجدداً تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني ودعم سلطته الشرعية. مضيفاً: إن بلاده "حملت على عاتقها حقن الدماء وصيانة الشعب الفلسطيني منذ أن أعلنت مبادرة وقف إطلاق النار، مؤكداً على أن بلاده لن تبخل بجهودها وستسعى جاهده لعودة السلطة لغزة. وقال: إن مؤتمر إعمار غزة، يأتي في إطار دور مصر لتأسيس أرضية مشتركة للتحرك الدولي، بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، لإعادة الإعمار للكارثة التي خلفها العدوان الأخير، مؤكداً أن الأمر في القضية يطلب التهدئة الدائمة، وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها في فلسطين، قائلاً: "علينا أن نركز على دور حكومة فلسطين الموحدة ولا نعزل الشعب الفلسطيني الذي يضع أمنيات كثيرة على هذا المؤتمر". ورفض في ذات الوقت فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني، مطالبًا جميع الدول بالعمل لتوفير احتياجات الفلسطينيين في ظل التمسك بالشرعية الدولية. وأضاف: إن مصر ستستكمل رعاية المفاوضات الفلسطينية دون كلل أو ملل، حتى تصل إلى أرض فلسطينية موحدة تحت راية واحدة وعنوان وحيد للشرعية.. وتحدث عن دور بلاده الذي لم يقتصر على الجانب السياسي ولكنه عمل على الجانب الإنساني، واصفاً ذلك الدور بأنه يؤسس أرضية مشتركة للتعاون مع الحكومة الفلسطينية لإعادة الإعمار وإصلاح ما خلفته الأزمة الأخيرة، وتلبية مطالب الشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب التهدئة الدائمة، وإعطاء فرصة للحكومة الوطنية للقيام بدورها". عباس يدين الاحتلال من جهته، أعاد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس التذكير بمأساة فلسطين التاريخية، مشيراً إلى أنه لا يوجد شعب على وجه الأرض، يحمل نفس المعاناة الفلسطينية، التي لا تزال حتى الآن دون حل إنساني وعادل. وبينما وجّه عباس في كلمته، أمام المؤتمر، بالشكر والتقدير لجميع الدول والمنظمات الحاضرة لمؤتمر "إعادة إعمار غزة"، وحيا بشكل خاص، مصر والرئيس السيسي، قال: إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز أسس وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوجهًا بالشكر إلى مملكة النرويج، التي وافقت على المشاركة في المؤتمر، مضيفًا أنه كان يتمنى أن يكون في غنى عن عقد هذا المؤتمر، لافتًا إلى عدم تطبيق مبادرة السلام العربية. وأشار أبو مازن، إلى المحاولات المتوالية للمجتمع الدولي، موضحًا أن الاحتلال الاسرائيلي لم يرضخ لأي من المبادرات، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى تدخل عاجل لإصلاح ما دمرته إسرائيل في قطاع غزة. ولفت أيضاً إلى أن قطاع غزة تعرض لكارثة إنسانية كبدته خسائر فادحة، مؤكداً على أنه كان يتمنى ألا يعقد هذا المؤتمر للمرة الثانية، وذلك لو قام الجميع باحترام القوانين والاتفاقيات الدولية، وأيضاً احترام عملية السلام التي بنيت على اتفاقيات أوسلو، وأيضاً مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين، ولكن لا أحد يحترم ذلك ويدعموا الاحتلال الإسرائيلي. مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتخلى عن مخططه للاستيلاء على أرض فلسطين، وبالتالي ما جرى من عدوان أمر لا يمكن احتماله ولابد من المحاسبة. خطب وكلمات وبعد 10 دقائق من استراحة قصيرة، بدأت الجلسة الثانية، التي تناوب فيها وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ووزير خارجية النرويج، بورج برنده، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالإضافة إلى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، على إلقاء كلمات قصيرة، جددوا فيها تأييدهم لإعمار غزة، وداعين في نفس الوقت لإقرار السلام في المنطقة. ومن أبرز ما تضمنته الكلمات، ما تطرق إليه الأمين العام للأمم المتحدة، كي مون، الذي قدم تعازيه لمن فقدوا ذويهم إثر الحرب الأخيرة في قطاع غزة وكذلك من تسببت له الحرب في إصابات.. وأعرب عن أسفه لمقتل 2200 فلسطيني وتشريد ثلث سكان غزة، ومناطق بأكملها وضعت تحت التهديد، والإغلاق الكهربائي وآلاف المدارس ومؤسسات الأممالمتحدة التي تم تدميرها، فضلاً عن الحالة النفسية التي تواجه الأطفال. وبينما طالب كي مون، بالاستفادة من كافة الفرص التي تأتى من القاهرة، وعدم اتخاذ أية خطوات تفاقم الحدث، أشار أيضاً إلى ضرورة أن يتسم الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي بالشجاعة لوقف أعمال العنف والنزاع، وقال: "لا يمكن أن ننسى الاحتلال والإنكار الدائم للحقوق الفلسطينية لذلك يجب على المجتمع الدولى المساهمة إقامة دولتين جنبًا إلى جنب في سلام وأمان"، وأضاف: "لابد من الجميع القيام بدوره حتى يكون هذا المؤتمر آخر المؤتمرات". استئناف المفاوضات فيما دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري في كلمته الفلسطينيين والاسرائيليين الى استئناف مفاوضات السلام. وقال كيري: "أقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم، أن الولاياتالمتحدة تظل ملتزمة كلياً وتماماً بالعودة إلى المفاوضات ليس من أجل المفاوضات، ولكن لأن هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك". وأضاف: "لا أعتقد أن أي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس المائدة للحديث عن اعادة اعمار غزة" بسبب التقاعس عن "التعامل مع القضايا الاساسية" التي تؤدي الى تكرار النزاع. وتابع: "ان وقف اطلاق النار ليس السلام، ينبغي ان نعود الى المائدة ومساعدة الناس على القيام باختيارات صعبة، اختيارات حقيقية، اختيارات حول ما هو اكثر من وقف اطلاق النار لأنه حتى وقف إطلاق النار الأكثر ديمومة لا يمكن أن يكون بديلاً (عن السلام) لأمن إسرائيل و(لإنشاء) دولة و(ضمان) الكرامة للفلسطينيين". وعن حجم المساعدات الأمريكيةلغزة قال كيري: "يسعدني اليوم، أن أعلن مساعدة إضافية فورية قيمتها 212 مليون دولار إلى الشعب الفلسطيني". وأكد أن "بهذه المساعدات الجديدة تكون الولاياتالمتحدة "قدمت أكثر من 400 مليون دولار للفلسطينيين عل مدى العام المنصرم بينها 330 مليون دولار منذ بدء النزاع في الصيف". المؤتمر الأكبر يذكر أن مؤتمر" إعمار غزة"، يُعد الأكبر من حيث المشاركة الدولية رفيعة المستوى بعد ثورة 30 يونيو، حيث يعقد على مستوى وزراء الخارجية، وتحت رئاسة الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا وإيطاليا والجامعة العربية والأردن والرباعية الدولية واليابان. من كواليس المؤتمر -دخل الرئيس المصري قاعة المؤتمر، وبرفقته الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لحضور الجلسة الافتتاحية، وغادرا القاعة أيضاً سوياً، بعدما دعا الرئيس المصري لاستراحة 10 دقائق. بعد الجلسة الافتتاحية، التقى الرئيس المصري، نظيره الفلسطيني محمود عباس، واستمع إلى شرح تفصيلي من رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، عقب الزيارة التي أجراها السبت لتفقد أحوال قطاع غزة، حيث نوّه إلى حجم الدمار الذي تعرض له القطاع سواء على صعيد المؤسسات والمنازل، أو المرافق الحيوية، بيد أنه أشاد بالروح المعنوية المرتفعة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يرحب بعودة الشرعية. قدمت الحكومة الفلسطينية خلال أعمال المؤتمر، وبالتنسيق مع البنك الدولي، عرضاً تناول احتياجات القطاع، وإعادة الإعمار للخمس سنوات المقبلة.. حيث يتعين على الدول المشاركة إعلان قيمة تعهداتهم المالية خلال أعمال المؤتمر. يعد المؤتمر الأكبر من ناحية المشاركة الدولية رفيعة المستوى، في مصر بعد ثورة 30 يونيو، وعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية وتحت رئاسة الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي وفرنسا وإيطاليا والجامعة العربية والأردن والرباعية الدولية واليابان. استمرت أعمال المؤتمر قرابة 10 ساعات متواصلة، من الساعة 9 صباحاً، وحتى السابعة من مساء الأحد. لقاء بين الرئيس المصري ونظيره الفلسطيني على هامش المؤتمر