الإصرار على الاستمرار في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتثبيت الهدنة وصولا إلى حل الدولتين، كان القاسم المشترك للمتحدثين في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد أمس في القاهرة بمشاركة 50 دولة و20 منظمة إقليمية ودولية. وتحدث معظم المشاركين عن أن هذه المرة الثالثة التى يعاد فيها إعمار غزة خلال 6 سنوات. وأعربوا عن تطلعهم أن تكون الأخيرة. وفيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الفلسطينيين يعولون على دعم المانحين بنحو 4 مليارات دولار، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن مساعدات إضافية للفلسطينيين بقيمة 212 مليون دولار، وبادرت مفوضية السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالإعلان مبلغ 450 مليون دولار ستذهب لحكومة التوافق لدعم غزة، كما تبرعت كل من الكويت والإمارات وقطر بمبلغ مليار و 400 مليون دولار. وقال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، إن خطة المنظمة الدولية لمساعدة غزة تحتاج إلى تمويل 2.1 مليار دولار وهي جزء من الخطة الشاملة التي وضعتها السلطة الفلسطينية والمقدرة بنحو 4 مليارات دولار. وحذر من أن الوضع في غزة لايزال قابلا للاشتعال. وقال «غزة لا تزال برميل بارود، الناس بحاجة ماسة إلى رؤية نتائج تشكل تحسنا في حياتهم اليومية»، وأضاف أنه سيزور قطاع غزة غدا الثلاثاء. وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعمال المؤتمر، بدعوة إسرائيل إلى إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، وإعادة الحق للشعب الفلسطيني وفق المبادرة العربية للسلام، وطالب المجتمع الدولي بإظهار الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، موضحا أن إعمار غزة يستند إلى التهدئة وممارسة السلطة مهامها في القطاع. ودعا عباس في كلمته أمام المؤتمر إلى «مقاربة دولية جديدة» لتسوية النزاع وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية على حدود 1967، لتعيش إلى جانب إسرائيل في أمن وحسن جوار، تطبيقا لرؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية. وقال إن العدوان الإسرائيلي على غزة كشف عن هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق. وشهد مؤتمر إعمار غزة انعقاد عدد من اللجان المتعلقة بإعادة التأهيل والتعمير، ومنها لجنة إدخال السلع إلى غزة التي تقوم فيها إيطاليا بدور المنسق بمشاركة اليونسكو وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والولايات المتحدة وفلسطين، كما عقدت لجنة آليات التحويلات المالية التي تنسق لها فرنسا بمشاركة البنك الدولي وصندوق النقد والأونروا وفلسطين.. واختتمت اللجان عملها بعقد لجنة التعافي المبكر التي ينسق لها الاتحاد الأوروبي بمشاركة مكتب اللجنة الرباعية وبريطانيا وإدارة التنمية الدولية والأونروا وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والولايات المتحدة وفلسطين. من جهته، قال وزير خارجية النرويج بورج بريند إن مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة أمس جمع 5.4 مليار دولار لدعم الفلسطينيين. وذكر بريند في بيان أذيع على التلفزيون الرسمي المصري وترجم إلى العربية أن المانحين ساهموا بنحو 5.4 مليار دولار نصفها سيتم تخصيصه من أجل إعادة إعمار غزة والتزموا أن يقوموا بتوزيع المساعدات من أجل الاستجابة للاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني.