في حديث عابر مع أحد منسوبي شركة أرامكو السعودية زميلي المهندس عبدالرحمن المبارك كان محوره التمدد العمراني الأفقي الكبير في الأحساء من جميع الاتجاهات خاصة باتجاه ميناء العقير. وكذلك قرب الانتهاء من الطريق الدائري مضافا إلى ذلك الزيادة السكانية في مدن الأحساء الثلاث الرئيسة والعشرات من القرى التي هي في الحقيقة مدن وليست قرى. وتحول الحديث إلى زحمة الطرق وتلوث البيئة، وبدأنا بحديث تخيلنا فيه وجود مترو مواز للطريق الدائري يربط مدن الهفوف - المبرز - العيون وبعض القرى الموجودة في محيط الخط. وتخيلنا جمال مترو الأحساء لو تم ربطه بميناء العقير وكيف من الممكن ان تتغير أمور كثيرة بسبب هذا النوع من المواصلات العامة. فوجود المترو في الحقيقة ليس وسيلة مواصلات عامة فقط, بل يعكس أشياء كثيرة حول تطور ووعي المجتمع، وكذلك خطوط المترو تعتبر معلما سياحيا ورافدا اقتصاديا إذا تم استغلالها بالصورة الصحيحة. وقد رأى الكل ما حصل في مدينة دبي بعد افتتاح خط المترو مع العلم بأنه خط بسيط مباشر بين عدة نقاط، وبعد افتتاحه قام الكثير ممن يعيش في دبي ومن يزورها باستخدامه كجزء من البرنامج السياحي للمقيم والزائر، لأن الكثير يقوم باستخدامه كنوع من التسلية. ولو تم إنشاء خط مترو في الأحساء فمن الممكن ألا يكون فقط معلما سياحيا أو حضاريا, بل إنه سيسهم في فك الكثير من الاختناقات في الطرق، وكذلك من الممكن أن يكون استخدامه بنفس طريقة المترو في مدن دول تشابهنا في أسلوب استعمال السيارة المتكرر، وهي مدن أمريكا في المقام الأول. ووجه الشبه ينبع من أن كل بيت به سيارة والكل يستخدم السيارة في التنقل للعمل أو الذهاب إلى أي مكان آخر، وهذا بعكس دول أوروبا التي يعتمد فيها الكثير على المواصلات العامة، ولهذا يقوم الكثير من المواطنين في كبرى المدن الأمريكية بالتوفيق بين المواصلات العامة والخاصة. فيقوم المواطن بقيادة سيارته من البيت إلى محطة المترو وبعدها يقوم باستخدام المترو في الذهاب إلى عمله، وفي الحقيقة هذا ما يحدث في الأحساء. فنحن نرى الكثير ممن يسكن في الأحساء، لكنه يعمل في الدمام أو أبقيق أو الجبيل أو في بعض مرافق أرامكو يقودون سياراتهم إلى نقاط محددة على طريق الأحساء - الدمام أو الرياض وبعدها يقومون بركوب باصات أهلية للذهاب إلى مواقع عملهم في مدن بعيدة. وفي الوقت الحالي هناك مطلب ملح لنقل سكة القطار خارج النطاق العمراني وبالإمكان أن يتم استغلال محطة القطار الحالية كمركز أساس لمحطة مترو في المستقبل. وستكون بذلك مركز انطلاق إلى بقية المحطات، ولو تم التخطيط لمشرع كهذا فبالإمكان أن يكون معظم خط المترو يسير فوق الشوارع، لأن هذا سيكون له دور في تسريع تنفيذ المشروع دون التعرض للكثير من أمور البنية التحتية كخطوط الهاتف والماء وغيرها. فالأحساء في الوقت الحالي وبسبب قربها من الساحل ومع إمكانية واحتمال ملاصقتها البحر بطريقة مباشرة عن طريق ميناء العقير في القريب العاجل سيجعل منها أفضل المناطق التي سيكون فيها مشروع المترو ذو فائدة. فتخيل جمال مترو يربط الهفوفبالمبرز والعيون وينتهي في ميناء العقير على شواطئ الخليج العربي الجميلة.