من يعرف سمو الأمير خالد الفيصل يعرف أنه صاحب رؤية ويسعى دوما للإنجاز بشكل متميز. كنت ومازلت أحد المعجبين به وبحنكته ورؤيته الاستراتيجية وإنجازاته. لقد عرفته أميرا لمنطقة مكةالمكرمة وكنت دوما أحرص على حضور جلسات رجال الأعمال الشهرية التي يعقدها في قصره العامر بمدينة جدة. وفي كل لقاء كان يحرص سموه أن يدون بنفسه آراء ومقترحات رجال الأعمال في الموضوع الاستراتيجي الذي كان موضوع النقاش ذلك الوقت. وكنا نناقش في كل مرة موضوعاً جديداً أو نكمل النقاش في موضوع لم ينته بعد. كنا نرى تلك النقاشات تتحول إلى واقع. ذلك هو خالد الفيصل لمن لم يعرفه. ولقد حمل الأمير خالد الفيصل مسئولية منطقة مكةالمكرمة والتي هي بلا شك مسؤولية ليست باليسيرة وخاصة أن تحركاتك وإنجازاتك لا يراقبها ويرصدها مجتمع منطقة مكة أو المملكة بل المجتمع الإسلامي أجمع. وفي رأيي الشخصي أنه بفضل من الله قد نجح ووفق في كثير من الأعمال وترك بصماته فكان حقاً أن يكرم بجائزة مكة للتميز والإنجاز. واليوم أميرنا خالد يحمل عبئاً آخر وهو تربية وتعليم أبنائنا. ولكم تخيلت سموه يحمل على ظهره كيسا كبيرا فيه الطلبة والمعلمون والمناهج والمدارس وغيرها من الأمور التي نسأل الله عز وجل أن يعينه ويوفقه لإنجازات خالدة تغير من مخرجات التعليم وتكون الفيصل في أن نحظى بأبناء وشباب طموح ومنتج وذي خلق ووطنية عالية. من وجهة نظري أن التعليم يركز على أعمدة رئيسية هي الطالب والمعلم والمنهج والمدرسة بما تحتويه من فصول وتقنيات، إن الاهتمام بأحدها دون الآخر لا يؤدي الى نتيجة بل يجب أن تكون هناك فرق عمل متخصصة تعمل بالتوازي؛ لينجز كل منها دوره في أحد تلك الأعمدة الرئيسية. فالمدرسة بما تحتويه هي البيئة التي تساعد على التعليم. فكلما كانت جاذبة وجاهزة بالتقنيات التي تساعد على التعلم كان المخرج أفضل بلا شك. أما المناهج فهي من الأمور الأكثر تعقيدا. ففي كثير من الأحيان عندما تطلع على المناهج الحالية تجد أنها تفتقر الى الفكر الحديث في التعليم. بل بعضها لا ينزل إلى مستوى فكر الطفل ويأخذه تدريجياً نحو التفكير والتحليل الصحيح. فالمناهج لاتزال تركز بشكل كبير على الحفظ لا الفهم والممارسة. ورغم أن المناهج تعدلت كثيرا في الفترة السابقة إلا أننا نطمح في المزيد من التحسين والتطوير. أما المعلم فقد أصبح دوره اليوم لا يقتصر على التعليم بل التربية كذلك في وقت أصبح المربي فيه هو الخادمة والتلفاز والأجهزة الذكية، بل واصبح على المعلم اليوم أن يربي الأبناء مستخدما الأساليب الحديثة والمنهجيات التي أثبتت التجارب جدواها. لم تعد التربية من خلال الضرب أو الكسر تنفع ولم يعد ذلك المعلم السابق صاحب العصا هو المثال والقدوة هذه الأيام. لقد أصبح المعلم المتمرس في الأساليب الحديثة للتربية هو المطلوب. ولا يمكن للمعلم أن يعرف هذه الأساليب من الكتب أو البرامج التدريبية البدائية بل على التعليم أن تركز على اختيار البرامج والمدربين المختصين بعناية حيث إن الأثر الأخير لهذه البرامج هو كيفية تعامل المعلمين مع أبنائنا. لقد تعبنا من رؤية مقاطع الفيديو التي تبرز معلمين يعاقبون بشدة أبناء المدارس كل ذلك يؤثر سلباً علينا. وأخيرا وليس آخرا لن ننسى الطالب. فهو المتأثر بكل ذلك من بيئة تعليمية ومناهج ومعلمين بالإضافة الى البيئة الخارجية. ثم ما أن يكبر حتى نطلب منه أن يكون جاهزا ومتوافقا مع متطلبات سوق العمل. كيف يكون ذلك وقد خضع لكل تلك التأثيرات التي لم تعده الاعداد الصحيح لحمل مسئولية العمل والإنتاجية وبالتالي خدمة دينه مليكه ووطنه. إننا نتابع بحرص المشروع المشترك بين وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل من أجل التنسيق لاخراج جيل مثقف ومنتج يحمل مهارات وأخلاقيات تواكب متطلبات سوق العمل. خاصة أن الوزارتين تحت قيادة وزيرين صاحبي رؤية استراتيجية ومعروفين بالإنجاز ويعملان وفق رؤية ملك نسأل الله أن يمده بالصحة والعافية. ونحن آباء لأبناء لا يزالون ينهلون من التعليم المدرسي ندعو ونقول وفق الله خالد الفيصل لما يحبه ويرضاه وسخر له من أهل هذه البلاد من يعينه على أداء هذه المسؤولية.