أعلنت الأكاديمية السويدية، ظهر امس الخميس، فوز الروائي الفرنسي «باتريك موديانو» بجائزة نوبل للأدب لعام 2014. جاء في حيثيات الجائزة أنه تم منح «موديانو» الجائزة تقديرا ل «الذاكرة الفنية التي تزهو في مصائر شخوصه، وتكشف من ناحية أخرى العالم الكامن تحت الاحتلال»، على حد تعبير بيان اللجنة. كان من بين المرشحين الأوفر حظا، حسب التكهنات قبيل الإعلان عن الفائز: الكاتب الكيني نجوجي واثيونج، والكاتب الياباني هاروكي موراكامي، والكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش والشاعر السوري أدونيس. فازت بالجائزة العام الماضي الكاتبة الكندية أليس مونرو. وتكهنت شركة «لادبروكس» البريطانية للمراهنات بأن «فيليب روث» هو الأوفر حظا للفوز بالجائزة لعام 2014 بين الكتاب الأمريكيين. وباتريك موديانو هو روائي فرنسي مرموق حائز على عدة جوائز هامة منها، Grand Prix du roman de lAcadémie française، وجائزة غونكور، وPrix mondial Cino Del Duca، وAustrian State Prize for European Literature. وُلد موديانو في 30 من يوليو لعام 1945 ببلدة بولون- بيانكور التابعة لإقليم أو-دو-سين في إيل دو فرانس وتقع في شمال فرنسا، لأب من أصول يهودية إيطالية وأم بلجيكية (مُمثلة) عرفت باسم لويزا كولبين، حيث تعرف أبواه على بعضهما في باريس خلال الحرب العالمية الثانية. التحق موديانو بمدرسة Ecole du Montcel الابتدائية، ثم Collège Saint-Joseph de Thônes in Haute-Savoie، وأخيراً أنهى مرحلة الثانوية بمدرسة Lycée Henri-IV بباريس، وحصل على شهادة البكالوريا ب Annecy. نشر موديانو خلال السنوات الأربعين الماضية قرابة عشرين رواية منها (دائرة الليل) 1969، (شوارع الحزام) 1972 التي حصلت على الجائزة الأدبية الفرنسية. ثم (المنزل الحزين) 1975 التي حصلت على جائزة المكتبات. و(كتيب العائلة) 1977، (شارع الحواديت المعتمة) 1978، (شباب) 1981، (أيام الأحد) في أغسطس 1984، (مستودع الذكريات) 1986، (دولاب الطفولة) 1989، (سيرك يمر) 1992، (محلب الربيع) 1993، (بعيداً عن النسيان) 1994، (دورا بروريه) 1997، (مجهولون) 1999، (الجوهرة الصغيرة) 1999، (حادث مرير) 2003، (مسألة نسب) 2005، (في مقهى الشباب) 2007. وتزوج موديانو في 12 سبتمبر عام 1970 وأنجب ابنتين؛ «زينا» و«ماري». حرص موديانو في رواياته على تناول العديد من الموضوعات المؤثرة حيث كتب من وحي عذاباته الشخصية، ووفقاً لصحيفة «المستقبل» عالج موديانو حتى اليوم موضوعات مؤثرة جعلت قراءه يتلهفون دائماً لمطالعة كل جديد لديه. وفي روايته «الأفق» يتناول قصة حب هائلة، يشرحها الروائي ويجسدها في قوة الشعور لدى البطلين من ناحية وعلاقة هذه القصة بالزمن بشكل متواتر: البطلان في العشرينات من العمر يعربان عن ضياعهما في بداية الرواية وسط العاصمة باريس في مرحلة قلقة وماضية وهي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، البطلان هما جان بوسمانس ومارغريت لوكوز يلتقيان وسط حشد في احدى ساحات العاصمة الفرنسية وهما يعيشان القلق والخوف من مطاردات معينة، ويمتلكان احلاماًَ كثيرة لا يمكن ان تتحقق وسط مخاوف المرحلة. يقعان في الحب منذ لحظة لقائهما الاول، وكذلك منذ اللحظة الاولى يفهمان ان حبهما سيكون مستحيلاًَ.