شن تنظيم «داعش» أمس هجوماً في شرق مدينة عين العرب السورية الكردية «كوباني» بهدف استعادة أحياء انسحب منها ليل الثلاثاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي ربط بين انسحاب التنظيم وضربات جوية نفذها التحالف الدولي خلال اليومين الماضيين وأسفرت عن مقتل 45 مسلحاً متطرفاً. وفي بريد إلكتروني أمس، أشار المرصد إلى «سماع دوي انفجار شديد هز مدينة عين العرب ونتج عن تفجير مقاتل من تنظيم (داعش) نفسه بشاحنة مفخخة في المنطقة الصناعية بالمدينة، دون معلومات عن خسائر بشرية». إلى ذلك، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحي «داعش» لاسيما في شرق «كوباني» بعد هجومٍ شنه التنظيم لاستعادة الأحياء التي اضطروا إلى الانسحاب منها تحت وطأة الغارات. وتم الانسحاب ليل الثلاثاء بعد استهداف مواقع «داعش» الخلفية بالغارات ما خلَّف خسائر بشرية في صفوف مقاتلي التنظيم الذي كان تمكن الإثنين من دخول «كوباني» والسيطرة على 3 أحياء في شرقها قبل أن يعود وينسحب منها. وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، إن غارات الائتلاف الدولي العربي خلال اليومين الماضيين شَمِلَت إطلاق 23 صاروخاً وقُتِلَ فيها ما لا يقل عن 45 مقاتلاً متطرفاً، مؤكداً أن هذه الضربات «كان لها تأثير على قوة داعش». ومن داخل كوباني، قال مدير إذاعة «آرتا. إف إم» الكردية، مصطفى عبدي، إن «المتطرفين المسلحين بكل أنواع السلاح والأحزمة الناسفة يطوقون مدينة صغيرة، فيما يستبسل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية في الدفاع عن الأرض، إلا أنهم يحتاجون إلى أسلحة وذخيرة». وتوقَّع أن تساعد الغارات في منع سقوط المدينة «لكن المطلوب مد الموجودين بالسلاح فالمقاتلون الأكراد يعانون من نقص في الذخيرة والمواد الغذائية»، حسب قوله. واتهم عبدي السلطات التركية ب «عدم السماح بدخول الأسلحة والمقاتلين»، مضيفاً «السلطات التركية تفتح الحدود مزاجياً، انتظرَ 10 جرحى الثلاثاء أكثر من ساعة ليسمحوا لهم بالعبور وتُوفِّي اثنان منهم نتيجة النزف». وبدأ تنظيم «داعش» هجومه على كوباني في 16 سبتمبر الماضي وسيطر على منطقة واسعة في محيطها حتى فرض عليها حصاراً من 3 جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة. وبحسب المرصد السوري، قُتِلَ في المعارك أكثر من 400 شخص غالبيتهم من المقاتلين من الطرفين «داعش والمسلحين الأكراد» كما نزح أكثر من 300 ألف شخص. وكان الجيش الأمريكي أعلن أن طائرات التحالف الدولي نفذت 6 ضربات جوية استهدفت متشددي «داعش» قرب مدينة «كوباني» أمس الأول الثلاثاء وأمس الأربعاء. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيانٍ لها إن الضربات الجوية دمرت حاملة جند مدرعة ومركبات تحمل أسلحة وقطع مدفعية خاصة بالتنظيم. وأوضحت أن الضربات الجوية أتت ضمن 9 غارات جوية على مواقع في سوريا جرى تنفيذها خلال اليومين الأخيرين بالاشتراك مع دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام قاذفات ومقاتلات وطائرات يجري التحكم فيها عن بعد. وبحسب البيان، «غادرت كل الطائرات أماكن الضربات بسلام». في السياق نفسه، ذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن غارتين جويتين أخريين استهدفتا «داعش» قرب الرقة التي يتخذها التنظيم عاصمةً له في سوريا وأصابتا معسكراً لتدريب المتشددين، وأضافت أن غارة أخرى قرب دير الزور دمرت دبابة. وفي العراق، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الجيش الأمريكي نفذ مع بريطانيا وهولندا 5 ضربات جوية ضد «داعش» في الأراضي العراقية أمس الأول الثلاثاء وأمس الأربعاء.