حقيقة غريب عدم التزامنا بربط حزام الأمان الذي اتفق العالم على أهميته فوضعه مصنّعو السيارات كجزء أساس ووسيلة مهمة للسلامة وهم الأعلم بصناعتهم! ولذلك بدلاً من أن نرجو السائقين أن يربطوا حزام الأمان، كان الأصح أن نخضع المهملين لفحص سلامة عقلية، لعلنا نتوصل إلى أسباب إهمالهم لهذا الأمر اليسير والمهم. فحزام الأمان سبب لعودة السائق لأولاده حياً! وقد جعل ديننا العظيم المحافظة على الحياة ضرورة من الضروريات الخمس وعاقب من اعتدى على هذه الحياة بالخلود في نار جهنم، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن ربط حزام الأمان يرفع نسبة الأمان إلى 75%، وكم فقدنا من أرواح وللأسف بسبب إهمالنا! ودليل على تحضر السائق! فالتحضر ليس بترديد الكلمات الإنجليزية أو تقليد التصرفات التي تؤخر ولا تقدم، بل بالاستفادة من الوسائل التي توصلت إليها الحضارة البشرية للرقي بالفكر والمحافظة على الحياة. وحماية لكرامة السائقين وميزانياتهم التي تتألم بما يكفي، من الغرامات التي أرهقتها والبحث عن الواسطات للتخلص منها! وقاية من الإعاقات! وقد ذكر الدكتور ياسر البحيري استشاري العظام والمفاصل وجراحة العمود الفقري مجموعة من الحالات التي قام بمعالجتها "لأناس أدخلوا إلى المستشفى بكسور في العمود الفقري" وذكر من الحالات "حالة سيدة كانت برفقة زوجها تسافر من الرياض إلى القصيم لزيارة بعض الأقارب وكان زوجها يجلس في مقعد السائق ويقوم بالقيادة وكان يربط حزام الأمان. أما السيدة فكانت تجلس في المقعد الجانبي بجانب السائق بدون أن تربط حزام الأمان وكان يجلس في حجرها ابنها البالغ من العمر عشرة أشهر. وبقضاء من الله تعالى فقد تعرضوا لحادث في الطريق أدى إلى انقلاب المركبة بعد ارتطامها بمركبة أخرى. وكان نتيجة هذا الحادث المؤسف إصابات مختلفة في هذه العائلة الصغيرة حيث إن الزوج ولأنه كان يربط حزام الأمان فقد تعرض فقط لكسر بسيط في عظمة الترقوة اليسرى. أما الطفل الصغير فقد توفي في الحال بعد الحادث نتيجة ارتطامه بزجاج المركبة الداخلي. أما بالنسبة للسيدة فقد حصل لديها كسر في العمود الفقري في الفقرات الصدرية العليا نتج عنه كسر وخلع وإصابة شديدة للنخاع الشوكي أدت إلى شلل نصفي" أمر مؤلم! إذن لماذا لا نربط حزام الأمان وهو أمر سهل ويسير؟!.