ارتفع صافي الاستثمار الاجنبي في أسواق المال المحلية الى نحو 8 مليارات درهم منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الاسبوع الماضي منها نحو 5.7 مليار درهم سجّلت لصالح المستثمرين الاجانب من غير العرب الامر الذي عكس مدى ارتفاع مستوى الثقة في التعاملات والتي عادت الى اعلى مستوياتها منذ العام اكثر من ست سنوات. وبلغ صافي قيمة الاستثمارات الاجنبية غير العربية التي تدفقت على سوق ابو ظبي للأوراق المالية منذ يناير الماضي وحتى منتصف سبتمبر الجاري نحو 3.1 مليار درهم، فيما وصلت قيمتها في سوق دبي المالي 2.6 مليار درهم بحسب الاحصائيات الرسمية. وقال خبراء ماليون إن ظاهرة تدفق الاستثمارات الاجنبية غير العربية الى الاسواق المالية كانت لافتة للنظر خلال الاشهر الماضية خاصة في ظل استمرار ارتفاع وتيرتها حتى في الاشهر التي شهدت فيها الاسواق تراجعات قوية تحت ضغط من جني الارباح او البيع بدافع الخوف. وأكدوا ان اشهر الصيف التي يعتبرها البعض فترة ركود التعاملات في الاسواق سجّلت اكبر صافي شراء قياسي للأجانب من غير العرب وبلغت في ابوظبي على سبيل المثال 1.4 مليار درهم، فيما وصلت قيمتها في دبي اكثر من مليار درهم. وأضافوا ان ارتفاع سيولة الاجانب غير العرب المتدفقة الى الاسواق منذ بداية العام يأتي نتيجة قناعة هذه الشريحة من المستثمرين بالفرص المتوافرة والعوائد الكبيرة التي يمكن تحقيقها مقارنة مع بقية الاسواق الاخرى على مستوى العالم. وأشاروا الى ان ترقية الاسواق ضمن مؤشرات مورجان ستانلي خلال النصف الاول من العام الجاري لعب دورًا كبيرًا في زيادة حجم السيولة الاجنبية المتدفقة الى الاسواق، معربين عن اعتقادهم بأن الفترة المتبقية من العام الجاري ستشهد تدفق المزيد من الاستثمارات الاجنبية. وبرر عطا المفارجة مدير عام شركة اوراق الاسلامية للخدمات المالية الاسباب الكامنة وراء التدفق الكبير للاستثمارات الاجنبية غير العربية الى الاسواق المالية قائلا ان هناك العديد من العوامل التي تضافرت وساهمت في زيادة مستوى سيولة هذه الشريحة من المستثمرين ومنها المكانة العالية من الاحترام التي تحظى بها الامارات على مستوى العالم. وأكد المفارجة ان الانفاق الحكومي المتواصل وما لذلك من اثر ايجابي على كافة الانشطة الاقتصادية ساهم في زيادة اهتمام المستثمر الاجنبي غير العربي بالاستثمار في اسهم الشركات الوطنية نظرًا لإدراكه بنسب العوائد العالية التي سيحققها مقارنة بتلك التي يمكن ان يحصل عليها في الاسواق الاخرى. وأصاف: من هنا لم يكن من المستغرب ملاحظة الزيادة الكبيرة في حجم الاستثمارات الاجنبية في غالبية الشركات المدرجة في اسواق المال ومن المتوقع ارتفاع هذه الاستثمارات خاصة في قطاع البنوك وبعض الشركات العقارية التي تواصل المحافظة على تحقيق نسب نمو جيدة في ربحيتها بدعم من المشاريع الضخمة التي تنفذها في الوقت الراهن او ستنفذها في المرحلة القادمة.