تتجه أنظار مديري الصناديق الاستثمارية الساعين وراء عوائد أفضل إلى الأصول التركية التي تركب موجة استثمارات المحافظ الأجنبية، بفضل تزايد نضج أسواق المال والنمو القوي ، والآمال في الحصول على درجة التصنيف الاستثمارية من شركة تصنيف ثانية. ومن أسباب اهتمام الصناديق بتركيا تنوع متزايد في منتجاتها الاستثمارية بين أول إصدار صكوك سيادي في سبتمبر الماضي الذي قوبل بإقبال كبير من الخليج وبين طائفة متنوعة من سندات العملات الأجنبية تصدرها البنوك والشركات.وأظهر استطلاع لبنك أوف امريكا ميريل لينش في يناير، أن مديري الصناديق العالمية يضعون تركيا والصين وروسيا على رأس الأسواق المفضلة لمستثمري الأسهم في الأسواق الناشئة. وحسب بيانات بورصة اسطنبول بلغ صافي استثمارات الأجانب في الأسهم التركية 5.3 مليار دولار العام الماضي مقابل صافي مبيعات بلغ ملياري دولار خلال 2011 ويستحوذ الأجانب على ثلثي رسملة السوق تقريبا، وزادت الاستثمارات الأجنبية في الأسهم التركية، وارتفعت سوق الأسهم 53%خلال 2012 لتصبح إحدى أكبر بورصات العالم ربحا وارتفعت 8% هذا العام. وتشير بيانات البنك المركزي التركي إلى زيادة تدفقات المحافظ العام الماضي بنسبة 60 % مسجلة 35 مليار دولار. وحققت محافظ السندات المملوكة للأجانب زيادة صافية بواقع 16 مليار دولار في 2012. وذكر مصرفيون أن التدفقات المالية على السندات تجاوزت 1.5 مليار دولار هذا العام. وقال جيامبتستا اتزيني نائب رئيس شركة بي.ان.واي ميلون كوبريت تراست في دبي ، إن تركيا تحت أنظار معظم مستثمري المحافظ الدولية في العالم. وأضاف أنها أصبحت أكبر الأسواق الناشئة في المنطقة إثارة مع عمق سوق المال والبيئة التنظيمية المواتية وتنوع المنتجات الاستثمارية. وأصدرت البنوك التركية سندات بعملات أجنبية بقيمة 10.5 مليار دولار خلال 2012 وربما تصل هذه القيمة إلى 12.5 مليار إن شملت إصدارات من شركات مثل اناضولو ايفيس وتوبراش لتكرير النفط. ومن المرجح أن تظل شهية المستثمرين للأصول التركية قوية هذا العام مع انخفاض نسبة الدين العام إلى الناتج الإجمالي عن 40% وتوقعات بنمو اقتصادي نسبته 4% تقريبا هذا العام وتراجع عجز حساب المعاملات الجارية الذي يعد نقطة ضعف كبيرة في اقتصاد البلاد. وسجل الاقتصاد التركي أسرع نمو في أوروبا خلال 2011 بارتفاع 8.5 % لكن الطلب الداخلي تراجع العام الماضي وقادت الاستثمارات الصافية النمو بعد تنويع الشركات صادراتها في أسواق جديدة. وقال وزير المالية محمد شيمشك هذا الشهر إن الاقتصاد نجح في هبوط ناعم وأن هذا العام سيشهد عودة لنمو قوي ومتوازن نسبته 4% تقريبا. وأضاف ايريك لندنبوم مدير محافظ ديون الأسواق الناشئة في شركة انفسكو في نيويورك «في المطلق تبدو تركيا غنية، لكن إن فكرت في الخيارات المتاحة لمديري الصناديق فهي ليست مرتفعة التكلفة.