ارتبطت جمعية منارات العطاء منذ بدايتها بمشروع إفطار صائم حتى توقف المشروع لأسباب أوضحها مساعد المدير العام لجمعية منارات العطاء أحمد كريري في أن «إفطار صائم» هو مشروع رائد ونموذج عصري للعطاء الإسلامي، ولم يكن مشروع إفطار فحسب، بل كان يحمل معنى «تطوعي سر سعادتي»، ويهدف لاستقطاب الشباب وتفعيلهم في العمل التطوعي في الدرجة الأولى حتى وصل في عامه الأخير إلى ستة آلاف متطوع ومتطوعة موزعين على خمس محافظات من منفذ دولة الكويت وحتى منفذ قطر، وهو مشروع تربوي وعلى كل خط انتاج مشرف لديه هدف واضح أن يبني فريقا تطوعيا رائعا جدًا، والكثير من الموجودين في الجمعيات الخيرية والمؤسسات التطوعية هم من الذين نشأوا ابتداء معنا في «تطوعي سر سعادتي»، بيد أن في آخر سنة تعرض المشروع لنكسة مالية بسبب دخول إحدى الجهات وانسحابها بعد البدء في المشروع وذلك بعد تعهدها بتمويله، إضافة إلى انخفاض رغبة رجال الأعمال في تبني وتمويل المشروع. وفي حديث خاص ل «اليوم» قال «إن منارت العطاء هي مؤسسة دعوية مهتمة بتنمية الشباب وتهتم بالبرامج النوعية التي تؤثر وتتأثر وهي بعيدة كل البعد عن الجانب الإغاثي، وبدأت بمجموعة مناشط عام 1422ه وافتتحت مشاريعها بمشروع شبابي صغير ضمن مشاريع مكتب توعية الجاليات في السوق، واهتمت بالمعارض الدعوية والآن في الجيل الثالث من معارضها التي تجوب أرجاء المملكة «ملتقى الصحبة» ومقره شاطئ نصف القمر، كما نعمل الآن على إنجاز واجهة شبابية بمساحة 90 ألف متر مربع في موقع مقارب لمقر ملتقى الصحبة». وأضاف «توسعت مناشطنا وخرج تصريح رسمي باسم مكتب منارات العطاء التعاوني، وظلت برامج المكتب كما هي مهتمة بالشباب بعضويتهم قادة ومبدعين وتعزيز العقيدة والقيم وبناء الدعاة، ومفهوم القيادة لدينا لا يقوم على أفراد بل تشجيع المبادرات المدروسة وتنفيذها وتصديرها، والاهتمام بالشراكات مع الجهات التربوية وذات العلاقة بالعمل التطوعي». ويضيف أيضا: حصلت المنارات على المركز الأول على مستوى المملكة في مشروع حُكم دوليًا والمشروع تحت مسمى (بادر نحو مجتمعك)، وهو مشروع لاحتضان أي مبادرة اجتماعية في كتابتها وصياغتها وتأسيسها قانونيًا وتأسيسها اجتماعيًا والمساعدة في الدعم المادي، ونوفر لهم الشراكات اللازمة لدعم مشروعهم، أي أن أي مبادرة تقدم لنا نوفر لها الدعم اللوجستي بالكامل، ولدينا العديد من المسابقات، ومسابقة نداء الروح هي المسابقة الأولى في مجال الأفلام وشهدت حملة إعلامية ضخمة، وتركزت المسابقة على أهمية الصلاة، وتمت الدراسة لها وفق خطط مدروسة اعتمدت على توزيع الاستبانات ومناقشة الحلول، وخرجنا بهذه المسابقة بأربعة برامج منها برنامج تسويق البرامج والقيم، وبرنامج سفراء الصلاة. وردًا على الاتهامات التي تدور حول الهدر المالي في مشروع إفطار الصائم وبالتالي تعثره منذ سنوات، قال «الحديث عن الهدر المالي والبذخ الذي أشيع عن المشروع عارٍ عن الصحة، وأن المكافآت كانت لعدد من الأشخاص عملوا في الميدان، وحتى تكلفة المشروع ليست بالعالية، علما بأنه ليس إغاثيا بل تربوياً يفعل فيه الشباب وتطويرهم وإكسابهم القيم والأخلاقيات والمبادئ ومفاهيم العمل التطوعي، وهذا الأمر واضح على أرض الواقع، واستمر مدة ثماني سنوات وحقق الأهداف المرجوة بفضل الله ثم بفضل جهود الشباب، وتطوع المنارات ليس بمفهوم ضبابي بل واضح ويتضمن لماذا تتطوع وكيف ومتى ومع من تتطوع، والعلاقة بين المنارات والمتطوع بعقد يجمع الطرفين وفق معايير واستراتيجيات، وفي ما يخص المبادرات فيوجد لدينا اكثر من ثلاثين مبادرة جاهزة للانطلاق، مثل برامج التواصل الشبابية وتطوير الدعاة.