صوبنا سهام نقدنا للقادسية عندما كانت نتائجه تحبو في شارع التعادلات، وتتسكع على أرصفة مكتوب عليها "مشي حالك"، لكن الحال تغير، والفريق بدأ يعيد العربة لسكة الانتصارات، ونجح في وضع خطواته الأولى على سلم العودة للأضواء، لا سيما أن الهدوء كانت لغته في استعادة هيبته. أصبح قادسية الخبر ضمن كوكبة الصدارة في ركاء، ووجه في مبارياته الأخيرة رسالة للجميع بأنه سيكون هذا الموسم ضمن المتنافسين لمغازلة "جميل". بالأمس، وتحديدا في الرس، كتب لاعبو القادسية على صفحات همتهم وإصرارهم أنهم سيودعون محطة التعادلات التي أرجعتهم عن ركب المقدمة لجولات عديدة، حتى فقد محبو بني قادس ثقتهم في فريقهم بسبب العقم الهجومي، ولا يلامون في ذلك، لأن إدارة النادي والقائمين على الفريق ارتكبوا خطأ كبيرا منذ فترة الإعداد بعدم البحث عن مهاجم يجيد الكتابة في دفتر الشباك، ويجيد الكلام في قناة الخشبات الثلاث، والغريب في الأمر أن هذه السلبية في فريقهم الكروي كانت واضحة للعيان، ولكن الجميع لم يحرك ساكنا تجاه هذه المعضلة، وكنا نعتقد أن فشل تجربة خالد الرجيب مع الاتفاق ستدفع صناع القرار في القادسية إلى خطف اللاعب لتدعيم خط هجومهم، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث وغادر وذهب الرجيب من حيث أتى "لهجر". إدارة القادسية محظوظة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي إدارة لم تواجه إعلاما يتربص بها بمناسبة وبدون مناسبة، كما كانت إدارات القادسية السابقة نعم.. القادسية فريق منظم، ويمتلك عناصر مميزة جدا، خطوطه مترابطة، ومواهبه متعددة، والأجمل أنهم صغار في السن للتو قد بدأوا في ترتيب أوراق نجوميتهم، والمستقبل أمامهم، ولكن المطلوب من صانعي القرار في القادسية أن يبحثوا عن مهاجم يترجم ما يقدمه فريقهم داخل المستطيل الأخضر، وأن لا يركنوا إلى النتائج الأخيرة، لأن دوري ركاء من أغرب المسابقات صعودا وهبوطا، خصوصا أن هذا الموسم يشهد تنافسا للصعود لا يقل عن خمس أو ست فرق في خضم النتائج الحالية. إدارة القادسية محظوظة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي إدارة لم تواجه إعلاما يتربص بها بمناسبة وبدون مناسبة، كما كانت إدارات القادسية السابقة، بسبب الحراك الدائم لهذا النادي في بيع عقود النجوم بين الفينة والأخرى، فالأجواء كانت مثالية بالنسبة لهم، والمطلوب استثمار هذه البيئة المهيأة للنجاح، شريطة أن يكون هناك عمل بسيط جدا على خارطة الفريق بالظفر بمهاجم يستطيع أن يرجح كافة الفريق عطفا على المستويات التي يقدمها بنو قادس في المباريات. فريق القادسية من الأندية التي تجيد تفريخ النجوم بسرعة فائقة، فهو واحد من الأندية التي تجيد الاهتمام بالقاعدة، والدليل أن معظم نجوم الأندية الكبيرة مكتوب عليها "صنع في القادسية" سعود كريري، وياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وياسر الشهراني وغيرهم الكثير، لذلك لا غرابة أن ينجح في تفريخ نجوم جدد.