في كل يوم استيقظ صباحا في السادسة والنصف وأتوجه الى عملي, إلا اني اليوم استيقظت متأخرا 10 دقائق فقلت "عادي" عشر دقائق لن تؤثر فكل شيء سهل عندنا, استعددت للخروج واذا بأخي الأصغر قد ترك رسالة على جوالي قائلا: "حبيب قلبي, سيارتك معي,دبر عمرك, اخوان ونمون صح؟" قلت : "تمون ونص" وقلت أيضا: "لا مشكلة" فما أسهل تعدد وسائل النقل لدينا وبالذات صباحا ووقت الذروة فامتثلت مباشرة أمامي 4 خيارات إما أن أتصل بزميل يمر علي على طريقه وأنا متأكد أنه سيوافق ولن تكون نفسيته "شينه" على الصبح, أو أن ألتفت نصف التفاتة فقط لأجد سيارة الأجرة تقف أمامي, أو أن أركب حافلة لأي شركات النقل المتعددة لدينا والتي تقف كل دقيقتين بعشرة أمتار على يمين منزلي, والخيار الرابع أن أذهب عشرة أمتار يسار منزلي لأركب "المترو" بالتالي مع وجود كل هذه الخيارات "عادي". وصلت إلى عملي ولم تؤثر علي الدقائق العشر التي تأخرتها إطلاقا, كل شيء سالك ولم أتوقف أثناء الطريق أبدا خاصة أننا في وقت الذروة, كلما قابلت زميلا وأنا متوجه للمكتب قابلني بابتسامة قائلا: "صباح الخير" وأثناء الدوام اتصل بي صديقي قائلا "وش رايك تخاويني للكويت بكرا, بشتري سيارة" قلت له: تم, وبما ان جواز سفري قد انتهى فدخلت على موقع الجوازات ووجدت ثلاثة طرق لتجديده إما أن أحصل على رقم عن طريق الانترنت وأراجع بنفسي خلال نصف ساعة وأجدد الجواز , أو أن يأتيني مندوب شركة شحن يأخذه ويجدده ويعيده خلال ساعتين أو قبل أن أركب الطائرة أمر على طريقي بشباك الجوازات وأجدده وأنا "أتفنجل شاهي أخضر" بالتالي "عادي". وحين عدنا من الكويت جاءني اتصال من وكالة سيارتي لعمل الصيانة الدورية فطلبوا موعدا يناسبني للحضور واستلام السيارة من البيت وعمل الصيانة ومن ثم اعادتها وتوقعتها هذه المرة ان تكون مكلفة نظرا لتوقعي بتغيير بعض القطع فيها وفوجئت بأن تقرير الصيانة يوضح بأنها لا تحتاج لأي تغيير نظرا لجودة الطرق وانعدام المطبات المفاجئة ووضوح الاشارات المرورية وعدم استخدام الفرامل بشكل كثير ومتكرر نظرا لعدم الازدحام وتكدس السيارات نهائيا. وفي يوم الخميس اصطحبت صديقا آخر لتناول العشاء فقال لي "والله ياخاطري بعشا بحري و أخبر لك مطعم بالبحرين عليه خوش بحري فقلت "عادي" اتجهنا الى الجسر ووصلنا خلال أقل من ربع ساعة. وحيث إن نظام الجمارك الجديد سريع جدا فإنه يطابق بين بصمة عين السائق ومعلومات لوحة السيارة فيتأكد انك صاحبها أو مصرح لك بالخروج بها خلال ثوانٍ دون الحاجة للتوقف عند الموظف. كما أن نظام الجوازات الجديد يستخدم نفس التقنية بصمة للعين وجهازا يكتشف مدى صلاحية جوازك أو بطاقتك وهما في جيبك حين مرورك أمامه بالسيارة ويقرأ معلوماتك تلقائيا دون الحاجة للوقوف عند الموظف، بل إن موظفي الجمارك والجوازات تفرغوا فقط لتوديعنا آملين عودتنا بالسلامة بأقرب وقت نظرا لاشتياقهم الشديد لنا, صدقوني منذ أن تحركنا من منزل صديقي بالدمام لم نتوقف الا عند المطعم بالبحرين ولم نتوقف عند اشارات المرور ولا الجسر ولا الازدحامات نهائيا فكل شيء كان "لا مشكلة" , لكن فجأة سمعت أحدا يوقظني ويقول "ماجد.. صباح الخير " فقلت: "عادي" عفوا.. صباح النور!!..ألقاكم السبت المقبل, في أمان الله. * ماجستير إدارة أعمال - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن