أعلن الامين العام للحلف الاطلسي «اندرس فوغ رسموسن» امس ان الدول الاعضاء في الحلف قررت امس تشكيل قوة رد سريع، يمكن ان تنشر لبضعة ايام في حال حدوث ازمة كما قررت الابقاء على «حضور دائم» في شرق اوروبا. واتخذت هذه القرارات التي قدمت خصوصا باعتبارها ردا على سلوك روسيا في أوكرانيا، من قبل مجلس الحلف الاطلسي في قمة نيوبورت (ويلز). وحلقت طائرات تابعة لسلاح الجو البريطاني وثماني دول أخرى بحلف شمال الاطلسي (الناتو) امس الجمعة فوق منتجع «سيلتيك مانور» في ويلز الذي شهد اليوم الثاني والاخير من محادثات زعماء الحلف حول القضايا الشائكة في العالم. وبعد مراقبة تشكيلات من الطائرات المقاتلة طراز «تايفون» و«ميراج» و«يوروفايتر» فوق المنتجع، ركز زعماء الناتو في جلستهم الاولى من محادثات يوم امس على علاقة الناتو بروسيا في أعقاب الازمة شرق أوكرانيا, والمخاطر التي يفرضها الارهابيون في العراقوسوريا، بالاضافة إلى سبل دعم التمويل للتحالف المكون من 28 دولة. وقال مسؤول بارز من الناتو «اليوم الاول من القمة في نيوبورت انتهى بعشاء عمل أجرى خلاله الزعماء محادثات واسعة تركزت على روسيا والتهديد الذي يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية». وأضاف المسؤول: «يركز الزعماء امس على رد فعل الناتو». وحول روسيا، دارت المحادثات حول اتخاذ إجراءات قصيرة المدى والعلاقة المستقبلية للتحالف مع جارته الشرقية بما في ذلك إعادة تقييم القانون التأسيسي بين الناتو وروسيا لعام 1997 الذي وضع نهاية للحرب الباردة. من جهته, أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في افتتاح اليوم الثاني لقمة الحلف في نيوبورت (بريطانيا) ان قادة الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي ينددون ب«الأعمال الهمجية والمقيتة» التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية. وصرح كاميرون في اليوم الثاني لقمة الحلف: «تهديداتهم تزيد من عزمنا على الدفاع عن قيمنا والقضاء على التنظيم الذي يهدد بإعدام رهينة بريطاني بعد ان أعدم رهينتين امريكتين». وتحاول واشنطن التي تشن منذ مطلع اب/اغسطس غارات جوية على شمال العراق لوقف تقدم التنظيم، حشد تعبئة دولية. وعقد اجتماع صباح الجمعة في نيوبورت بمشاركة الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنسا وألمانيا وإيطاليا بالاضافة الى تركيا وبولندا وكندا ودنمارك. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: «الجميع متفقون على ضرورة حصول رد دولي». وأضاف المصدر ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اشار الى ضرورة «الانتباه الى كل اوجه النضال ضد التنظيم بما في ذلك الجانب العسكري، وأيضا التعاون مع الدول المجاورة حول مسألة المقاتلين الاجانب». كما حث كاميرون الدول الاعضاء على عدم دفع فدية للافراج عن رعاياها المخطوفين، بينما يحتجز تنظيم الدولة الاسلامية رهينة بريطاني ويهدد بقتله. وعلى خلفية تقارير بأن رهائن من فرنسا وإيطاليا اطلق سراحهم لقاء دفع مبالغ كبيرة، أكد كاميرون على سياسة بريطانيا القائمة على عدم دفع فدية. ولا تزال بين المواضيع الرئيسية مسألة شرعية تدخل دولي محتمل وشن غارات جوية على سوريا، حيث غالبية الدول الغربية ترفض اعتبار الرئيس السوري بشار الاسد شريكا. وكانت مكافحة التنظيم محور عشاء لقادة دول الحلف مساء الخميس في قصر كارديف في ويلز. وقال الامين العام للحلف الاطلسي «اندرس فوغ راسموسن» إن الحلف سيدرس «بجدية» اي طلب يقدمه العراق لمساعدته في حملته ضد «الدولة الاسلامية». وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ترحيبه بفكرة تشكيل «قوة للرد السريع» موضحا ان ذلك يجب ان يتم «بموجب القانون الدولي». وتحاول باريس من جهتها تنظيم مؤتمر دولي خلال ايلول/سبتمبر، شرط ان يتم تشكيل الحكومة العراقية. وقال مسؤولون أوروبيون إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وهما زعيما أكبر قوتين عسكريتين في أوروبا، أبلغا أوباما في اجتماعات خاصة بأن واشنطن يجب أن تفعل المزيد وألا تكتفي بشن ضربات جوية على أهداف داعش وأن هناك حاجة لاستراتيجية شاملة. وقال مسؤول دفاعي غربي مطلع على المحادثات بين زعماء الحلفاء «لا يمكن أن يقتصر الأمر على قول: دعونا نقصف عددا قليلا من الأهداف ونرى ماذا سيحدث». وأوضحت فرنسا هذا الأسبوع أنها مستعدة للمشاركة في كل مناحي قتال داعش ومن بينها العمل العسكري. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن لندن لم تتخذ قرارا بعد بشأن المشاركة في شن ضربات جوية. وقال مسؤول بريطاني طلب عدم نشر اسمه «هناك احساس متنام بأن الأمر سيتطلب أكثر مما يحدث.. لكن يجب أن تتسم الأمور بالحرص والتوازن». ودعا الأوروبيون إلى استراتيجية عالمية لمواجهة خطر «الدولة» تضم الحكومة العراقية الجديدة ودولا مجاورة للعراق وأطرافا أخرى. وكان الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الولاياتالمتحدة قد انتقدا أوباما الأسبوع الماضي بعدما قالا صراحة: إنه لم يضع بعد استراتيجية لمواجهة داعش في سوريا حيث ذبح مقاتلو التنظيم صحفيين أمريكيين الشهر الماضي. وأكدت الولاياتالمتحدة في محادثات امس على الحاجة لنهج شامل وأقرت بأن محاربة الدولة الاسلامية في العراق ستكون لها تداعيات في سوريا أيضا.