ندد قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بالإجماع "بالأعمال الهمجية والمقيتة" للتنظيم الارهابي داعش، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اليوم الثاني لقمة الحلف في نيوبورت (بريطانيا) أن قادة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي ينددون ب "الأعمال الهمجية والمقيتة" التي يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية". وصرح كاميرون في اليوم الثاني لقمة الحلف "تهديداتهم تزيد من عزمنا على الدفاع عن قيمنا والقضاء على" التنظيم الذي يهدد بإعدام رهينة بريطاني بعد أن أعدم رهينتين أمريكيتين. وتحاول واشنطن التي تشن منذ مطلع آب/أغسطس غارات جوية على شمال العراق لوقف تقدم التنظيم، حشد تعبئة دولية. وعقد اجتماع صباح الجمعة في نيوبورت بمشاركة الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنساوألمانيا وإيطاليا بالإضافة إلى تركيا وبولندا وكندا والدنمارك. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "الجميع متفقون على ضرورة حصول رد دولي". وأضاف المصدر أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أشار إلى ضرورة "الانتباه إلى كل أوجه النضال ضد التنظيم بما في ذلك الجانب العسكري وأيضا التعاون مع الدول المجاورة حول مسألة المقاتلين الأجانب". كما حث كاميرون الدول الأعضاء على عدم دفع فدية للإفراج عن رعاياها المخطوفين بينما يحتجز تنظيم الدولة الإسلامية رهينة بريطاني ويهدد بقتله. وعلى خلفية تقارير بأن رهائن من فرنسا وإيطاليا أطلق سراحهم لقاء دفع مبالغ كبيرة، أكد كاميرون على سياسة بريطانيا القائمة على عدم دفع فدية. ولا تزال بين المواضيع الرئيسية مسألة شرعية تدخل دولي محتمل وشن غارات جوية على سوريا حيث غالبية الدول الغربية ترفض اعتبار الرئيس السوري بشار الأسد شريكا. وكانت مكافحة التنظيم محور عشاء لقادة دول الحلف مساء الخميس في قصر كارديف في ويلز. وقال الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن: إن الحلف سيدرس "بجدية" أي طلب يقدمه العراق لمساعدته في حملته ضد "الدولة الإسلامية". وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ترحيبه بفكرة تشكيل "قوة للرد السريع"، موضحا أن ذلك يجب أن يتم "بموجب القانون الدولي". وتحاول باريس من جهتها تنظيم مؤتمر دولي خلال أيلول/سبتمبر شرط أن يتم تشكيل الحكومة العراقية. وتدخل مسألة تسليم الأسلحة إلى المقاتلين الأكراد الذين يحاربون متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية بشمال العراق ضمن "الاستراتيجية الشاملة" لمكافحة التنظيم. وتزود سبع دول من بينها الولاياتالمتحدةوفرنسا وأيضا ألمانيا وإيطاليا مسلحي البشمركة بالسلاح أو تعهدت القيام بذلك. وتستعد ألمانيا خصوصا لتسليم 30 منظومة مضادة للدبابات و16 ألف بندقية و8000 مسدس إلى الأكراد. أما بريطانيا، والتي تعتبر محط الأنظار بسبب الاشتباه بأن المتطرف الذي أقدم على إعدام الصحافيين الأمريكيين يحمل الجنسية البريطانية، فقد تركت الباب مفتوحًا. وأضاف كاميرون : إن بلاده مستعدة للمساهمة ب3500 عنصر في قوة التدخل السريع للحلف من أجل مواجهة التهديدات الجديدة التي تشكلها الأزمة الأوكرانية والمتطرفين الإسلاميين في سورياوالعراق. وشدد على أن الحلف يحب أن يكون قادرا على التدخل بسرعة، معربا عن أمله في أن تتوصل الدول الأعضاء الجمعة إلى اتفاق حول قوة للتدخل السريع مقرها بولندا، ويكون بالإمكان نشرها "في أي مكان من العالم بغضون يومين أو خمسة أيام لا غير". إلا أن المصدر الفرنسي اعتبر أن العراقيل كثيرة لأن التنظيم أعلن إقامة "الخلافة" في أراض سورية وعراقية في الوقت نفسه. وأضاف "في العراق، هناك دولة تطلب المساعدة وهذا إطار محدد. في سوريا، هناك دولة ومعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية. إنها عملية أكثر تعقيدا على الصعيد السياسي والقضائي خصوصا وأن الأسد ليس شريكا".