طالبت مختصتان من وزارة الصحة بضرورة تغذية قسم الطوارئ بالكفاءات الطبية ذات الخبرة والدراية بالمرضى، منتقدتين تعيين حديثي التخرج، ومؤكدتين في الوقت نفسه على حاجة مرضى فقر الدم المنجلي للعناية الخاصة. ووصفت الاستشاريتان ضياء الحجاج وسوسن ال عبدالحي خلال ندوة طبية نظمت مؤخرا بمحافظة القطيف بعنوان «نسعى لزراعة الأمل في رحم الألم» بحضور 70 مريضا بفقر الدم المنجلي والمعروف محليا ب «السيكلسل» الدور الذي يلعبه الطبيب الاستشاري في حياة مرضى فقر الدم بقولهما «هو من يحول حياته لراحة أو جحيم»، مشيرتين إلى أن المسئولية تقع على كل من المريض والطبيب والأهل والمستشفى والمجتمع، وأن لكل مريض معاملة مختلفة حسب درجة المرض وطريقة التعامل ومدى الاهتمام والابتعاد عن المسببات للنوبة. وأكدت استشارية الأمراض المعدية والباطنية الدكتورة ضياء الحجاج على عدم أحقية الطبيب في تحديد درجة الألم الذي يعانيه المريض، مشددة على حقوق وواجبات المريض ومنها حق المريض باختيار الطبيب المعالج ومعرفة الخطة العلاجية كون المريض مسؤولا كذلك في نجاح العلاج، مشيرة الى وجود تخوف لدى الاطباء من خطورة استخدام «المغذى» في التعامل مع حالات مرضى فقر الدم المنجلي باعتباره مصدرا رئيسيا للالتهابات، منتقدة إصرار المرضى في بعض الأحيان على إجراء الأشعة «في غير محله». وأوصت بشكلٍ «جاد» أن يسعى المريض لأن يكون جزءًا من خطة العلاج ويناقش الطبيب بشرط أن يفهم «جديًا» ماهية المرض لا لمجرد النقاش فقط، مشددة على أهمية أن يدرك المريض طبيعة المرض «بعقلانية» فضلًا عن معرفة التطعيمات. وطالبت المرضى بالصبر والتحمل وعدم اليأس والبدء بتغيير النفس ومن ثم الغير ومواصلة النشاط للوصول لكافة الحقوق المرجوة. بدورها، أكدت ال عبدالحي أن فقر الدم المنجلي «السيكلسل» يعتبر من أمراض الدم الوراثية الخطيرة، مشيرة الى أنه في الوقت الحالي لا يوجد علاج شاف لفقر الدم المنجلي. وأن العلاج الشافي المعروف حالياً هو زراعة خلايا الدم، لافتة الى ان العملية متوافرة في مراكز محدودة وتكاليفها عالية ومضاعفاتها كثيرة. ودعت المصابين إلى عدم الاستسلام للمرض ومساعدة المصابين على العيش وذلك بتخفيف الأعراض وعلاج المشاكل الصحية الحاصلة بسبب المرض. واشارت الى أن مسؤولية الاهتمام بهؤلاء المرضى تقع على المرضى أنفسهم وأهاليهم من جهة وعلى توافر العناية الصحية الجيدة لهم. من جهتها، أشارت الدكتورة زينب آل إسماعيل إلى أهمية تعاون الجميع وسعيهم لتحقيق المطالبات، لافتة إلى أهمية الدور الإعلامي في إيصال الصوت إلى الهيئات الطبية والملحقات الصحية. وأبدت سعادتها بخبر اعتماد الجمعية العمومية الذي يعد أولى البشارة والتحقيقات الفعلية على أرض الواقع لقائمة المطالب المتعددة لمرضى فقر الدم المنجلي. من جانبهم، ناشد عدد من مرضى فقر الدم المنجلي، المسؤولين في وزارة الصحة بتخصيص مستشفى خاص يتوافر فيه فريق طبي متكامل من مختلف التخصصات الطبية والصحية، سعياً إلى التخفيف من معاناتهم وآلامهم، مطالبين بالإسراع الى افتتاح مستشفى الأمير محمد بن فهد لأمراض الدم الوراثية بالقطيف.