الدمام – سحر أبوشاهين متوسط أعمار المصابين ب «فقر الدم المنجلي» في الشرقية أعلى من 45 عاماً.. والجنوبية والغربية بين 20 و 30. يُصدم بعض المقبلين على الزواج، المصابين أو الحاملين لأمراض دم وراثية ومنها «الأنيميا المنجلية» بعدم توافق فحوصهم الطبية لما قبل الزواج، الأمر الذي يضع المصرين منهم على إتمامه، أمام احتمال إنجاب أطفال مرضى مدى العمر وانعكاس ذلك على حياتهم اجتماعيا وماديا في ظل عدم سماح وزارة الصحة لهم بعلاج مجاني للأطفال المرضى الناتجين عن هذا الزواج في مستشفيات الحكومة. إعجاب بالخاطب تقول سيدة (تحتفظ «الشرق» باسمها) إنها أصرّت على الزواج من زوجها رغم علمها المسبق بعدم توافق الفحص بينهما، حيث تقدم لخطبتها وأعجبت به وبعد موافقة الأهل، صُدمت بنتائج الفحوصات، حيث إن كليهما حامل للصفة الوراثية لفقر الدم المنجلي، ما يجعلهما عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالمرض، وتوضح «تجاهلنا نتيجة الفحص ونصائح أهلي وأهله بمنع زواجنا، فقد كانت رغبتنا في الارتباط أقوى، بعدها تزوجنا وأنجبنا أبناء مصابين بالمرض»، مشيرة إلى أن زوجها موظف حكومي ولا يملك تأميناً طبياً، غير أن الحكومة لا تتكفل بعلاج أطفالها، ما دفعها وزوجها إلى تحمل تكاليف علاج الأبناء. تفاوت التكلفة تقول استشاري أمراض الدم، الدكتورة جليلة فيصل إبراهيم تحدث ولادة طفل مصاب بفقر الدم المنجلي، حين يكون أبواه حاملين للصفة الوراثية المتنحية للمرض، و يزداد احتمال الإصابة بنسب متفاوتة إذا كان كلا الأبوين مصابا أو كان أحدهما مصابا، بينما الآخرحامل للصفة، ويمكن معرفة الإصابة من عدمها عبرتحليل خلال الحمل، وعن التوافق الصحي بين المقبلين على الزواج تقول»ليس من حق الطبيب منع عدم المتوافقين من الزواج، ولكن واجبه يقتضي التوضيح لهما وللأهل احتمالات ولادة أطفال مصابين بالمرض، والذي هو مرض دائم مدى الحياة يؤثر على الأسرة ككل و يعرّض الطفل لدخول متكرر للمستشفى و قد يحتاج لنقل دم، كما أنه مكلف ماديا في الحالات الشديدة إذا لم يتوافر علاج مجاني، أما البسيطة فقد تحتاج نقل سوائل مرة واحدة سنويا لزوال الآلام الشديدة. نمط الأنيميا د.أحمد الصغير فيما كشف رئيس قسم أمراض الدم وزراعة خلايا الدم الجذعية في مركز الأورام في مستشفى الملك فهد التخصصي، الاستشاري أحمد الصغير، أن نمط الأنيميا المنجلية وشدة المرض في المنطقة الشرقية أخف من النمط السائد في جنوب وغرب المملكة، ومناطق أخرى من العالم، رغم ارتفاع حالات الإصابة بالمرض في الشرقية، ومتوسط أعمار المصابين بفقر الدم المنجلي في «الشرقية» أعلى منه في الجنوبية والغربية، منوّها بدور وزارة الصحة في الحد من نسب الإصابة، عبر إلزامية الفحص قبل الزواج، وتوعية المصابين بالمرض بضرورة المسارعة إلى العلاج لمنع مضاعفاته. زراعة النخاع الشوكي وأشار الدكتور الصغير أن زراعة النخاع الشوكي مفيدة للحالات الشديدة من مرضى فقر الدم المنجلي، حين تجرى في سن مبكر تجنبا للمضاعفات وزيادة لفرص النجاح، حيث تكون النتيجة الشفاء التام من المرض، مبينا أن متوسط أعمار من أجريت له زراعة النخاع الشوكي في سن صغير، متساوٍ تقريبا مع الشخص السليم. علاقة قبل الزواج وفسر مأذون الأنكحة الشيخ مالك الميلاد، إصرار الطرفين على الزواج مع معرفتهما المسبقة بعدم توافق الفحوصات الطبية، على احتمال وجود علاقة بينها قبل الزواج، مؤكدا أنه لم يصادف حالات مماثلة، إلا أنه سمع ذلك من بعض مأذوني الأنكحة، حيث تغلب رغبة الزوجين الشخصية على نصائح ذويهما، مشيرا إلى شرح الطبيب لهما خطورة إنجاب أطفال مصابين بأمراض الدم، منوها أن المأذون يتحرّج من التدخل بين الطرفين بتقديم النصائح، وقال «على الشاب والفتاة النظر لما قد يواجهانه مستقبلاً مع أبنائهما مهما اشتدت رغبتهما في الزواج، وعليهما صرف النظر عنه، حيث إن وجود طفل مريض في الأسرة يزعزع استقرارها، وينعكس على نفسية الزوجين بشكل سلبي».