على الرغم من تقلص نسبة المصابين بالأنيميا المنجلية في المملكة إلى 0.3 % حسب آخر إحصائية قدمتها وزارة الصحة عام 1433، إلا أن نسبة حاملي المرض تبلغ 4.3 %، ولم يوقف برنامج فحص ما قبل الزواج أمراض الدم الوراثية وفقا لما ذكره عدد من الاستشاريين في هذا المجال. وأكدت استشارية في الأمراض الباطنية والمعدية أن عدم سن قوانين تمنع الزواج بين المصابين بمرض "الأنيميا المنجلية" وغيرها من الأمراض الوراثية الخطيرة أسهم بشكل كبير في زيادة عدد المصابين بهذه الأمراض. وقالت الدكتورة ضياء الحجاج إن برنامج الفحص ما قبل الزواج لم يمنع ولادة أطفال مصابين بمرض فقر الدم "الأنيميا المنجلية"، مرجعة ذلك إلى عدم سن قانون يمنع الزواج بين المصابين، مشددة على أن أنظمة المملكة لا تنص على منع الزواج بين المصابين باعتباره من الحقوق لدى الأفراد. وأكدت الحجاج في الوقت نفسه أن الحالة الوحيدة التي يمنع فيها الارتباط بين الرجل والمرأة في حال الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيذر". ونصحت الحجاج، خلال محاضرة بعنوان "الأنيميا المنجلية"، قدمتها مؤخرا في القطيف، الأفراد المصابين بعدم الزواج لما له من آثار سلبية على الجيل الجديد، خاصة أن نسبة إصابة المواليد في حال ارتباط شخصين حاملين للمرض تبلغ 25%، وتكون نسبة حمل الأطفال للمرض 50% والأطفال السليمين 25%، فيما تصل نسبة الإصابة في حال ارتباط شخص سليم بآخر حامل للمرض إلى 50%. وذكرت أن مضاعفات الأنيميا المنجلية تتمثل في السكتة الدماغية نتيجة انسداد الأوعية الدموية في الدماغ وقد يتعرض المصاب أيضا لنوبات صرع وتنميل في الأطراف وصعوبة في الكلام وفقدان للوعي، مشيرة إلى أن المضاعفات الأخرى تتمثل في متلازمة الصدر الحاد وهذه الحالة المرضية مميتة يحدث خلالها ألم شديد في الصدر وحرارة وصعوبة في التنفس، نتيجة انسداد الأوعية الدموية في الرئتين بالخلايا المنجلية أو بسبب التهابات الرئتين. وختمت الحجاج أن الأنيميا المنجلية من أكثر أنواع فقر الدم شيوعا على المستوى العالمي بشكل عام وفي أفريقيا والشرق الأوسط بشكل خاص، حيث يسبب المرض تكسر كريات الدم الحمراء، مؤكدة أن العلاج يتمثل في شرب السوائل بكثرة وخاصة الماء وكذلك عدم التعرض للإجهاد وكذلك عدم التعرض للبرد الشديد.