عادت مجموعة أولي من الشاحنات ضمن قافلة مساعدات روسية إلى بلادها السبت بعد أن فجرت عاصفة من الغضب في العواصم الغربية الجمعة بدخولها أراضي أوكرانيا دون موافقة الحكومة في كييف. في وقت تعرضت فيه مدينة دونيتسك أكبر معقل للانفصاليين لقصف عنيف. وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية أمس: إن المساعدات الإنسانية وصلت إلى وجهتها في جنوب شرق أوكرانيا مضيفة إنها تعتزم مواصلة تعاونها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضافت في بيان «نؤكد عزمنا مواصلة التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محاولة تقديم مساعدات إنسانية لسكان جنوب شرق أوكرانيا». وقد تهدئ عودة الشاحنات التوتر إلى حد ما مع وصول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للعاصمة الأوكرانية في وقت لاحق السبت لإجراء محادثات تهدف لإنهاء الأزمة في أوكرانيا. ودخلت القافلة المكونة من نحو 220 شاحنة مطلية باللون الأبيض ومحملة بأغذية معلبة وزجاجات مياه شرق أوكرانيا الجمعة. قال صحفي من رويترز عند معبر دونيتسك أزفارينو على الحدود بين روسياوأوكرانيا من حيث عبرت القافلة الحدود الجمعة: إن نحو عشر شاحنات عادت إلى روسيا من هناك، وإن عددًا آخر يقترب من الحدود. وفي وقت سابق عرض التلفزيون الروسي لقطات مصورة لتفريغ عدد من الشاحنات في مركز توزيع في لوجانسك بشرق أوكرانيا. ويسيطر الانفصاليون على المدينة، ولكن القوات الأوكرانية تطوق لوجانسك التي تعاني من انقطاع امدادات الكهرباء والمياه منذ أسابيع، وحذرت وكالات الإغاثة الدولية من أزمة إنسانية في المدينة. وقال حلف شمال الأطلسي: إن القوات الروسية تطلق نيران المدفعية على القوات الأوكرانية داخل أوكرانيا. وتنفي روسيا تقديم مساعدات مادية للانفصاليين في شرق أوكرانيا، وهي منطقة يتحدث سكانها الروسية وتتهم كييف بشن حرب ضد مدنيين أبرياء بمساندة الغرب. إدانة دولية وأدانت الدول الغربية وكييف بشدة القرار الروسي السماح بعبور الحدود الروسية الأوكرانية لقافلة من الشاحنات. وفي اتصال هاتفي مساء الجمعة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما وميركل: إن روسيا دخلت في «تصعيد خطير» في أوكرانيا من خلال الحشود العسكرية الكبيرة على الحدود وإرسالها قافلة إنسانية. وقال البيت الأبيض في بيان: إن أوباما وميركل أعربا عن «قلقهما» حيال العدد الكبير من الجنود الروس المنتشرين قرب الحدود مع أوكرانيا، وحيال وجود الطاقم العسكري الروسي في أوكرانيا، وحيال إطلاق المدفعية الروسية النار على الأراضي الأوكرانية». وقال البيان: «إنه أمام هذا التصعيد الخطير أكد أوباما وميركل أهمية وقف إطلاق نار ثنائي يعقبه إغلاق الحدود ومراقبة فعالة للحدود الروسية الأوكرانية». كما شددا على «ضرورة» أن تغادر القافلة الأراضي الأوكرانية معتبرين أن إرسال هذه القافلة من 300 شاحنة بدون إذن كييف يشكل «استفزازًا إضافيًا وانتهاكًا لسيادة أوكرانيا». وكانت واشنطن طالبت قبل ذلك أن تسحب موسكو القافلة «فورًا» مهددة بفرض عقوبات جديدة على موسكو. وأدان حلف شمال الأطلسي دخول قافلة المساعدات معتبرًا أنه «انتهاك فاضح من قبل روسيا لالزاماتها الدولية ولسيادة أوكرانيا». أما الاتحاد الأوروبي، فقد عبر عن «أسفه» للخطوة التي قامت بها موسكو التي قررت من جانب واحد بعد انتظار دام أسبوعًا إرسال الشاحنات التي تقول: إنها محملة بمساعدات إنسانية إلى المدنيين في شرق أوكرانيا. لكن كييف تقول: إن هذه الشاحنات شبه فارغة. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا لإجراء مشاورات في جلسة مغلقة الجمعة إثر دخول قافلة المساعدات الروسية إلى أوكرانيا دون موافقة كييف. وفي ختام المشاورات تحدث السفير البريطاني لايل غرانت بصفته رئيس المجلس عن «قلق كبير من التحرك غير الشرعي والأحادي الذي قام به الاتحاد الروسي»، موضحًا أن هذا التحرك يمكن أن يؤدي إلى تصعيد. من جانبها قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: إن أكثر من 130 شاحنة دخلت الأراضي الأوكرانية، بينما أفاد مسؤول في الإدارة الإقليمية فرانس برس أن عشرين شاحنة وصلت بعد ظهر الجمعة إلى وسط لوغانسك معقل الانفصاليين. قصف دونيتسك ميدانيًا تعرضت مدينة دونيتسك أكبر معقل للانفصاليين لقصف عنيف على غير المعتاد السبت، وربما يكون ذلك في إطار جهود الحكومة لتحقيق تقدم قبل يوم الاستقلال الذي يوافق اليوم الأحد. وقال مراسلو رويترز في دونيتسك: إن معظم القصف يستهدف الضواحي، ولكن دوي الانفجارات يسمع في وسط المدينة. وفي حي لينينسكي في دونيتسك قال رجل اسمه جريجوي: إنه كان في دورة المياه صباح السبت حين سمع صوت صفارة تنبئ بقدوم قذيفة. وقال: «ثم وقع انفجار وحين خرجت لم أجد نصف المبنى». وانهار سقف المبنى وتحول لكومة من الأنقاض، وقال جريجوري: إن ابنته (27 عامًا) نقلت للمستشفى بعدما أصيبت في الرأس ثم التقط صورة من وسط الأنقاض قائلًا: «هذا حفيدي». وفي منطقة سكنية أخرى على بعد خمسة كيلو مترات شمالًا من وسط المدينة أصيب متجر وعدة منازل. وقال سكان: إن رجلين مدنيين قتلا. وفي العاصمة الأوكرانية تجري الاستعدادات على قدم وساق للاحتفال بيوم الاستقلال بعد 23 عامًا من انهيار الاتحاد السوفيتي وتتضمن عرضًا عسكريًا. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في مراسم: «نحن شعب مسالم. نحن مستعدون للتضحية ونحن نبذل الدم والعرق من أجل حقنا في الحياة في ظل هذا العلم، وتحت هذه السماء ووسط هذه الحقول».