في خلال السنوات العشر الماضية تعرضت المملكة لأكثر من (200) عملية إرهابية أو محاولة الشروع والبدء لتنفيذ عمليات إرهابية، ولكن ولله الحمد فقد استطاعت المملكة وبيقظة رجال أمنها ووعي مواطنيها اجهاض الكثير من هذه العمليات التي أرادت من خلالها أياد مجرمة المساس بأمن الوطن والمواطن. وما يحزن في هذه العمليات الإرهابية ويجعلها ذات تأثير معنوي أكثر منه تأثير تدميري هو أن جزءا كبيرا ممن قام بهذه العمليات والشروع في تنفيذها هم شباب من أبناء هذا الوطن. فقد كانت هناك أيادٍ تؤججهم وأفواه تشجعهم ومبادئ تغرر بهم للإنقلاب على وطنهم، المملكة العربية السعودية. وهو الوطن الذي شريعته مستمدة من القرآن والسنة. وفي الوقت الحالي الكل يشهد على قدرات المملكة على دحر أي عمل إرهابي واستطاعت من خلاله المملكة دحر كل من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن، ولكن بدأ تأثير الإرهاب يزداد من خارج حدودنا القريبة وبدأ الإرهاب يأخذ أشكالا وحشية أصبحت سمعة الإسلام والمسلمين تأخذ منحنى آخر ليستغل الغرب ما يحدث لتشويه سمعة الإسلام وتلفيق كل عمل إرهابي بشع بالإسلام. وما نراه في الدول التي طالتها رياح ما أطلق عليه الربيع العربي أصبح شيئا يحز في نفس كل مسلم غيور على سمعة الإسلام. ورغم ما نراه من ضلال في الجماعات الإرهابية خارج حدودنا، إلا أن بعضا من شبابنا افتتنوا بكلام وخطابات نارية هدفها تشويش أدمغة الشباب حديثي السن لجرهم لاقتتال دموي بين فرق كل واحدة تطلق على نفسها الجماعة التي تسير على درب الإسلام الصحيح. وأصبحت هذه الدول وبسبب انتشار هذا الإرهاب دولا مفككة غاب عنها الأمن والأمان. وكل ذلك يتم باسم الدين والدين منه براء. إن واجب كل مواطن هو إتقاء شرور كثيرة، سواء الفتن الطائفية التي من خلالها يتم تهييج الشباب أو تشكيك الشباب في أمور دينهم ودنياهم. فدور الأسرة كبير في تعليم الأبناء أهمية اللحمة الوطنية وحب الوطن والمحافظة على مقدراته. وما دعاة الفتنة الذين يؤججون مشاعر شبابنا والتغرير بهم إلا دعوة لشق الصف في بلادنا وهذا شيء لا تهاون فيه. لذا واجب على كل فرد من أفراد المجتمع أن يتصدى لكل كلمة باطلة بحق هذا الوطن. ويجب أيضا محاسبة كل من قامت الدولة بإعطائه ثقتها ليكون مسؤولا عن شبابنا وقام بالإنحراف عن ما هو مطلوب منه. سواء أكان ذلك مدرسا في صفوف مدرسية أو إماما يخطب من على منبر. فما جنت المجتمعات والدول التي انتشر فيها الإرهاب إلا كل الويلات وأصبح هدف الكثير من هذه المنظمات الإرهابية هو التغلغل والضرر بمملكتنا والتي هي منبع الوحي وبها اقدس بقع على وجه الأرض. لقد أصبح قطع دابر كل من تسول له المساس بتراب هذا الوطن أمرا ضروريا، فوقت المجاملات انتهى وفي حب الوطن لا توجد مجاملة أو تهاون. ويجب على شبابنا أن يعي أننا نعيش في أمن وأمان يتمناه الكثير ويوجد لدينا ولاة أمر يشهد لهم القاصي والداني بالحكمة ولدينا قنوات الاتصال معهم مفتوحة وأبوابهم مشرعة لكل مواطن، واما من اراد السوء لهذا الوطن فمعروف سلفا مصيره. حفظ الله هذا الوطن ووفق ولاة أمره لما يحبه الله ويرضاه.