ليس هناك رأيان في أن ما يحدث في المنطقة من تعقيدات وأزمات وعواصف في المنطقة، وازدياد موجة الإرهاب وانتشار التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سوريا والعراق، وما يحدث من احتراب طائفي وإرهاب متعدد الأطراف والأشكال في بعض الدول العربية، ومحاولات الجماعات الحوثية إحداث حالة من عدم الاستقرار في اليمن، والمتغيرات الجيوستراتيجية الإقليمية والعالمية، يتطلب اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهتها ويستدعي اتخاذ تدابير أمنية وتأهب يتماشى مع هذه التداعيات الخطيرة، لتعزيز الأمن الوطني والحفاظ على الاستقرار والدفاع عن تراب الوطن، والوقوف صفا واحدا مع قيادتنا الحكيمة، وتعزيز الوحدة واللحمة الوطنية، على أن يكون المواطن رجل الأمن والرقيب وخط الدفاع الأول عن الوطن. وليس هناك أدنى شك، أن المملكة قادرة بإذن الله على حماية حدودها وأمنها، ولديها قوة عسكرية ضاربة لكل من تسول له نفسه العبث باستقرار وأمن المملكة وقطع يد المعتدي، ولن تسمح بأي حال من الأحوال لأي تجاوزات للمساس بأمن الوطن لأن أمن الوطن خط أحمر. ولقد أرسلت تدريبات «سيف عبدالله» العسكرية الاستراتيجية التي جرت مؤخرا في المنطقة الشرقية رسالة للعالم، مفادها أن المملكة دولة سلام واستقرار وتنبذ الإرهاب وتدعم الوسطية والاعتدال، ولكنها في نفس الوقت تعتبر أمن الوطن خط أحمر ولن تسمح لكائن من كان بالمساس بالأمن الوطني، ولن تقبل تحت أي ظرف من الظروف التدخل في شؤونها الداخلية، وستضرب بيد من حديد على الإرهاب والتنظيمات الإرهابية أو أي جهة تحاول المساس بشبر من أراضي المملكة وستحافظ على سيادتها، وقواتنا المسلحة الباسلة التي أصبحت من أفضل القوات في العالم تدريبا وتسليحا وتأهيلا وتنظيما، لديها جاهزية كاملة للذود عن الوطن وقطع الأيدي التي تمتد إليه وتحاول المساس بأمنه واستقراره. وليس هناك شك أن المنطقة تواجه مخططات مختلفة من خلال منظمات إرهابية ظلامية تستخدم للأسف الإسلام كغطاء والإسلام بريء منها وتسعى لإحداث الفوضى وتحقيق أهداف مريبة وتخريبية. والمملكة قادرة على حماية مكتسبات الوطن وأراضيه، وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين وتجنيبهم مخاطر ما يحدث في المنطقة، بحنكة وحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يضع أمن الوطن ورفاهية المواطن في المقام الأول. وكان -حفظه الله- أول من حذر من خطورة التنظيمات الإرهابية وطالب بضرورة التعامل معها بحزم وقوة خاصة أن الأوضاع المتدهورة في المنطقة تستدعي الحيطة واتخاذ الإجراءات لمواجهة مخططات جماعات العنف والإرهاب ومن يقف وراءها. وهناك إجماع في المملكة على أن المحافظة على أمن الوطن واجب وطني وديني، فالوطن مظلة والقيادة صمام أمان له، والمواطنين سياجه وحصنه الأول، وعلينا أن نكون جميعا رجال أمن للحفاظ على أمن الوطن واستقراره. إن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الظلامي لها مخططاتها وترغب في تخريب المجتمعات العربية وإعادتها للعصور الحجرية، ونحن على يقين بأن الإرهاب الظلامي سيفشل وسيحل الأمن والسلام والتعايش السلمي.