تواجه صناعة الطاقة الشمسية نقصاً يلوح في الأفق في الألواح الفولطية الضوئية، وهو ما يعني انتهاء حالة من الركود استمرت سنتين بفعل إغراق السوق العالمية بهذه الألواح. العرض الفائض لهذه الألواح خلال الفترة الماضية دفع بالأسعار إلى الحضيض، وجعل الطاقة الشمسية أكثر تنافسية من قبل، ودفع الطلب إلى الأعلى. لكنه أدى كذلك إلى إفلاس عشرات الشركات، وأبطأ الاستثمار الرأسمالي في الشركات التي ظلت على قيد الحياة. وحيث ان من المتوقع أن تتضخم أعداد المنشآت العاملة بالطاقة الشمسية بنسبة 29 في المائة هذا العام، فإن التنفيذيين يستعدون الآن لأول حالة من حالات النقص منذ عام 2006. ستكون هذه الندرة في مصلحة أكبر الشركات المصنعة، بما فيها شركة يانجلي جرين إنيرجي هولدنجز، وترينا سولار، وهما في الصين. وربما تعمل الندرة أيضاً على إبطاء التطوير خارج الأسواق الرئيسية في آسيا وأمريكا الشمالية إذا قرر الموردون إعطاء الأولوية لأكبر زبائنهم. وربما تأخذ الشحنات إلى محطات الطاقة الشمسية الكبيرة، الأول على الأنظمة الصغيرة على أسطح المنازل، وهو ما يهدد واحداً من أسرع الأسواق نمواً في الصناعة. قال ستيفان دي هان، وهو محلل للطاقة الشمسية لدى شركة الاستشارات آي إتش إس: «إن إغراق السوق بالخلايا والألواح الشمسية قد انتهى بالتأكيد. لم تعد هناك طاقة فائضة ضخمة كما كانت الحال في السابق». يبين النقص الذي يلوح في الأفق مدى التوسع السريع في الطاقة الشمسية. ربما تقوم الصناعة بتركيب كميات من قدرة التوليد ستصل إلى 52 جيجا وات خلال العام الخالي، و 61 جيجا وات في عام 2015. وهذا يقارن بزيادة عن الرقم السابق ومقداره 40 جيجا وات في عام 2013، وأكثر من 7 أضعاف الرقم الذي طالب به المطورون قبل 5 سنوات، وفقاً لبيانات من تمويل الطاقة الجديد لدى بلومبيرج. تبلغ قدرة إنتاج الصناعة في الوقت الحاضر حوالي 70 جيجا وات، حسب تقديرات وحدة بلومبيرج، ويشتمل ذلك على كمية لا يستهان بها من المعدات القديمة التي لم تعد مربحة. لا يزال ميزان العرض والطلب أكثر تشدداً مما توحي به هذه الأرقام. تشير تقديرات دي هان إلى أن الطاقة تبلغ مستوى 59 جيجا وات، باستثناء خطوط التصنيع التي أصبحت قديمة. توازن بين العرض والطلب قال لوك جْرار، وهو نائب أعلى للرئيس لدى شركة REC Solar ASA النرويبجية المختصة بالألواح الشمسية، إنه بالنظر إلى «المعامل التي هي قادرة فعلاً على الإنتاج ولا تزال عاملة نشطة في السوق» فإن هناك توازناً بين العرض والطلب. كان عام 2006 هو آخر مرة كان من الصعب فيها العثور على إمدادات، حين قامت الصناعة الناشئة في ذلك الحين بتركيب محطات قادرة على توليد 1.5 جيجا وات فقط من قدرة التوليد. وفي السنة التي تلت ذلك، جمعت شركات التصنيع الصينية الكبيرة مبلغ 1.8 مليار دولار من خلال بيع الأسهم في وول ستريت، من أجل تمويل القدرة الإنتاجية الجديدة. باعت شركات التصنيع الصينية حوالي 5 مليارات دولار من الأسهم من عام 2005 إلى عام 2010، واقتنصت السيطرة على السوق من الشركات الموجودة في الولاياتالمتحدة وألمانيا واليابان. كما أن الطاقة الجديدة التي تمت إضافتها دفعت الأسعار إلى الأدنى واضطرت عشرات الشركات إلى الإفلاس. وتراجع سعر الألواح الشمسية من 2.01 دولارا بنهاية عام 2010 لكل كيلو وات، إلى 76 سنتاً لكل كيلو وات في الوقت الحاضر. وقد تراجع السعر بنسبة 12 في المائة هذا العام. التوسع في الوقت الحاضر ليس هناك أحد يتوقع حدوث جيشان كبير في الوقت الحاضر. قالت جيني تشيس، وهي كبيرة المحللين للطاقة الشمسية لدى وحدة تمويل الطاقة الجديدة في بلومبيرج، إن الطاقة الإنتاجية لهذا العام «من المتوقع أن تبقى على حالها بصورة أو بأخرى، لكنها ستظل متينة، مع وجود التوازن في عمليات البناء الجديدة للطاقة». بدأت بعض شركات التصنيع بالتوسع منذ الآن. في أيار (مايو)، بدأت الشركة الكندية للطاقة الشمسية بإنشاء معمل جديد لتصنيع الخلايا الشمسية في الصين، وهو مشروع مشترك مع شركة جي سي إل بولي للطاقة، والذي ستكون طاقته الإنتاجية الابتدائية 300 ميجا وات في السنة. قال شو كو، الرئيس التنفيذي للشركة الكندية، إن صناعة الطاقة الشمسية ذات طابع دوري، وهو تقترب من نقطة الانقلاب. وتقوم شركته بالتوسع الآن لأنه يتوقع حدوث نقص. وقال: «كل صناعة تمر في دورات. ومن المحتم أن نشهد دورة في صناعة الطاقة الشمسية». لكن شركات تصنيع أخرى بدأت ترى منذ الان نوعاً من التراجع. قال توم ويرنر، الرئيس التنفيذي لشركة صن باور، ومقرها في سان هوزيه في كاليفورنيا: «سيكون من المنصف أن نقول إن هناك نقصاً في العرض من الألواح الشمسية.» وتعمل معامل الشركة في الوقت الحاضر بكامل طاقتها، وأعلنت الشركة في تموز (يوليو) عن مصنع جديد يمكن أن يبدأ الإنتاج في عام 2017، سيكون قادراً على تصنيع 700 ميجا وات في السنة على الأقل. وهذا يعد أكثر من ضعف المعمل الذي سيدخل الخدمة في السنة المقبلة. سلسلة التوريد حين تصبح الألواح الشمسية نادرة، ستباع على الأرجح إلى الزبائن الذين هم أصحاب أكبر الطلبات، كما قال أنجيلو زينو، وهو محلل لدى مؤسسة ستاندارد أند بورز كابيتال آي كيو، في نيويورك. وقال زينو: «مشاريع الطاقة الكهربائية ذات النطاق الاوسع ستكون هي الوجهة التي ستذهب إليها الألواح الشمسية. إذا كان هناك ضيق في سلسلة التوريد، فنعتقد أن الجهات التي لن تحصل على ما تريد، لأن الأفضلية لن تكون لها، هي الجانب السكني من الطلب».