دارت معارك عنيفة الأربعاء بين عناصر في تنظيم دولة البغدادي وجيش النظام السوري الذي يحاول صد هجوم على مطار الطبقة العسكري معقله الأخير في محافظة الرقة في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني: «تستمر الاشتباكات منذ ليل الثلاثاء بين مقاتلي تنظيم دولة البغدادي من طرف وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر في محيط مطار الطبقة العسكري آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة». وقتل خمسة عناصر من «داعش» (الاسم الذي يطلق على تنظيم دولة البغدادي) منذ الليلة الماضية، وكانت المعارك اندلعت قبل عشرة أيام، لكن الجولة الحالية «هي الأعنف» بحسب المرصد. وتستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة. ويستخدم جيش النظام الطيران الحربي لقصف مواقع مقاتلي التنظيم. ويسيطر تنظيم دولة البغدادي على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة في شمال وشرق سوريا، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وكان تنظيم «الدولة» تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة اللواء 93 والفرقة 17 بعد معارك قتل فيها أكثر من مائة جندي سوري. وعمد النظام على الأثر إلى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع دولة البغدادي في الرقة ومناطق أخرى في سوريا. وقبل هجوم التنظيم في العراق في يونيو كان كل من النظام السوري و«داعش» يتجنب الآخر في سوريا، وتحدث خبراء عن «اتفاق ضمني غير معلن» حول ذلك. ويخوض مقاتلو المعارضة السورية المناهضون لنظام بشار الأسد معارك ضارية ضد «داعش» في مناطق عدة من سوريا، ويقولون: إن التنظيم من صنيعة النظام، وأنه «صادر الثورة السورية» بسبب جنوحه نحو التفرد بالسيطرة وممارساته المتطرفة من قتل وذبح وتكفير في حق كل من يعارضه. وكان آخر ما نسب إليه قطع رأس الصحافي الأمريكي جيمس فولي الذي اختفى في سوريا منذ 2012، بحسب ما ظهر في شريط فيديو تم تناقله الأربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي. على موقع «تويتر» عبر مناصرون لتنظيم دولة البغدادي عن تأييدهم لمعركة مطار الطبقة. وكتب أحدهم «إن القتال ما زال مشتعلًا في مطار الطبقة العسكري منذ 12 ساعة». غارات واشتباكات وعلى جبهات القتال الأخرى قتلت طفلة ومقاتل للجيش الحر في غارة على مدينة كفرنبل في إدلب الأربعاء، وبحسب وكالة «سمارت» أنّ الطيران الحربي قصف بصاروخين موقعًا بين مقر كتيبة «صقور كفرنبل» التابعة لتجمع «صقور الغاب»، ومقر لجبهة النصرة، ما أسفر عن مقتل طفلة ومقاتل من «صقور كفرنبل»، وجرح عدد من المدنيين ومقاتلي الكتيبة. في السياق شن الطيران الحربي غارة بالصواريخ الموجهة على مدينة سراقب دون تسجيل إصابات. والثلاثاء قتل عدد من قوات النظام السوري في اشتباكات مع المعارضة المسلحة بمناطق متفرقة في ريف حماة، وذكر مركز حماة الإعلامي أن عددًا من قتلى النظام وصل إلى مشفى حماة الوطني وسط استنفار كبير داخل المشفى، وأضاف المركز إن الجيش الحر استهدف مقرًا للقوات السورية بقرية قمحانة في ريف حماة أدى إلى قتلى وجرحى بصفوف قوات النظام، وقالت شبكة شام: إن المعارضة أعلنت سيطرتها على حاجز المداجن غربي قمحانة، كما قتل أكثر من 15 من عناصر النظام عندما حاولوا التقدم باتجاه تلة سرعايا في الريف نفسه. وأوردت شبكة سوريا مباشر أن عشرة ممن يسمون الشبيحة الموالين للنظام قتلوا أيضًا خلال تصدي كتائب المعارضة لمحاولتهم التسلل إلى قرية أرزة في ريف حماة. كما شهدت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي هدوءًا نسبيًا بعد توقف الاشتباكات بين كتائب الثوار وتنظيم دولة البغدادي، وأشار مراسل مسار برس إلى أن الطرفين يحشدان قواتهما بالقرب من مدينة مارع تمهيدًا لمعركة كبيرة قادمة، مضيفًا إن الضغط العسكري يزداد على المدينة نظرًا لأهميتها الاستراتيجية الكبيرة، حيث تعتبر أحد أهم معاقل الثوار في الريف الحلبي، وهي طريق إمدادات للأسلحة. وفي الريف الشمالي أيضًا شن الطيران الحربي غارات على بلدات عندان وتل رفعت وصوران والباب، إضافة إلى محيط مطار كويرس العسكري، موقعًا إصابات في صفوف المدنيين، ودمارًا كبيرًا بالمنازل. وقد تواصل نزوح أهالي مدينة حلب وريفها بسبب عمليات القصف من لدن قوات النظام من جهة، والمعارك الدائرة بين المعارضة وتنظيم الدولة من جهة ثانية.