الحب كلمة تشكل عالما جميلا، وتسعد نفوسا وتحيي قلوبا، وأعظمه حب الخالق الذي أوجدنا من العدم، وأوجد بداخلنا خافقا لنحب ونعطي ونتواصل ونتراحم. ان الحب عالم رحب وواسع ولا تنعم به قلوبنا الا اذا توج بحب الله ورسوله، وحب من أعطانا الحنان والعطف والاهتمام حب الوالدين. ان الإبحار في الحب ومفاهيمه يحتاج لمجلدات لفك رموزه وأسلوبه وحالته. ولكي تعمر قلوبنا وتسعد بحب من حولنا من الأحبة يجب ان تبنى المشاعر على الصدق والوفاء. فما أجمل صداقة كان أساسها حبا صادقا ووفيا، وما أعظم الحب الاخوي وتضحياته. ان مشاعرنا الصادقة تجاه من حولنا نعمة عظيمة من الخالق، أوجدها لتعمر الارض بجمال النفوس الخيرة، وان الخالق اذا أحب شخصا حبب فيه خلقه، وحب الخلق وتعاملنا معهم تفرضه ظروف الحياة، وما دعاني للخوض في هذا الموضوع رسالة تلقيتها من أحد القراء، يطلب مني الكتابة في موضوع ما يسمى بالحب، وهو احساس يعيشه الكثير وخاصة في مرحلة من مراحل العمر تجاه إنسانة معينة، ويحس او تحس ان نهاية الكون سوف تحدث اذا لم يوفق معها. انه احساس مبني على وهم أوجده من أحس بالوهم ان خفقة القلب يجب ان تبنى على احساس صادق وفي جو نقي، اسمحوا لي ان أتطرق لبعض من عبارات ذلك الشاب، ان الرجل عندما يتعلق قلبه بانسانة وتصبح كل حياته ترفضه بسهولة، وما يحدث من الشباب عندما يربط إنسانة بعبارات من الحب، ويرسم لها عالما جميلا، وبعد فترة ينسحب بسهولة مخلفا لها حسرة وألما، إن القارئ كان يتكلم بحسرة عن اوضاع عاشها ومر بها هو وكثير من بني جنسه، ممن تعلق بوهم سماه حبا، وتعلق قلبه بفتاة قد تكون قريبة او عابرة في طريقه، او بنت شاهدها او صادفها او سمع عنها من عبارات القارئ الكريم، أستنتج ان تلك المشاعر التي تحسها تلك الفئة بعيدة كل البعد عن مفهوم الحب الذي يجب ان يكون له أسس لبناء اسرة سعيدة، ان الاحساس الذي يعيشه البعض في فترة معينة نتيجة نظره وهمية، وكلمات تردد عبر وسائل الاتصال انها أوهام وكلمات غزل وغرام، تنسج بيتا أوهن من بيت العنكبوت. ان مثل هذه المشاعر لا يمكن ان تكون اساسا لسعادة دائمة بين طرفين، كل منهم عاش خيالا فهوى عند اول موقف حقيقي؛ لاختبار ذلك الشعور المغلف بعبارات من النرجسية والأحلام الوردية. ان تخلي تلك الاطراف المحبة التي عاشت عالمة وحدها، تصطدم عند اول موقف يجمعها مع من أحبته أو أحبها، وبنى لها برجا من الخيال، ونسي ان الحب تعامل وتواصل وتضحية وموقف. الحب معايشة في القرب والبعد. الحب بحاجة ان يعيش وسط ظروف المحبين؛ ليزداد قوة ورغبة، وحنين الحب ليس كلمات وعبارات لا تترجم واقع المحبين. ان الفراق والانقطاع بعد فترات الوصال الوهمي الذي عاشه كل طرف بخياله، إن المشاعر الصادقة تولد مواقف اصدق وعلاقات أقوى للاستمرار. إن رسالة القارئ الذي يتحسر فيها على مشاعر عاشها لفترة مع نماذج تتسلى بالمشاعر. الحب يجب ان يكون نبضا صادقا يصدر من عمق اصدق، ويتعايش مع ظروف أصعب لنعيش عالما حققنا جماله بقلوب تفدي من تحب بعيونها.