شعائر عظيمة يعيشها المسلمون وأيام مباركة فيها الخير الوفير، إنها هدايا ومنح من خالق هذا الكون تجتمع في قلوب المسلمين لأداء فريضة الحج التي انتهت بخير وأمان، وسوف يرجع منها من قام بها بكل صدق واخلاص كيوم ولدته امه، إنها شعائر وعبادات يجب ان تقترن بمشاعر صادقة، اننا في هذه الايام المباركة التي يجتهد فيها الجميع بالصدقة والتسبيح والتكبير والتهليل والحمد والشكر لخالق عظيم. اننا بحاجة للحظات من الصدق ومراجعة الذات وشعور مختلف، هو أن نعمل على تسخير النفس لحب واخلاص ونبذ الفرقة والاختلاف، ويجب ان ينطلق شعورنا من عمق صادق ونية صافية وبعد عن الضغينة. إن طاعة الله وحبه وتطبيق شعائره تكون مرتبطة بإخلاص في النية، ويكون العمل خالصا للخالق وان نبتعد عن كل ما يشتت نفوسنا او يعمق اختلافنا. ان وقفة يوم عرفة يجب ان تكون وقفة للنفس ونبذ كل كراهية وعنف، يجب ان نعكس رسالة هذا الدين العظيم وهذه الوقفة العظيمة في كل مناحي الحياة، يجب ان تنطلق من أعماقنا مشاعر وشعور يعكس حب هذا الدين وسماحته، يجب ان نقضي على كل صور بثها بعض من يدعي انه يدين بدين التسامح والحب والرحمة والرفق والطمأنينة والسكينة، ان يوم عرفة يجسد اعظم صور التلاحم والإخلاص. ويجب ان تكون هذه الوقفة الصادقة الخالصة لله اعظم رسالة للبشرية. اننا اصحاب رسالة تحمل الحب والسلام لكل بقاع الارض. لقد وقفنا في يوم الحج العظيم بقلوب مطمئنة نوحد خالق هذا الكون، ونردد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك. اننا نلبي لخالق عظيم، فيجب ان تكون تلبية صادقة تحمل اعظم مشاعر وأقوى شعور. نعم شعور ينشر التسامح في كل موقع وفي كل موقف ومع كل شعوب العالم. يجب ان نقضي على صور نشرتها بعض النفوس المريضة التي تسيء لدين عظيم. ان هذه الشعائر وهذه الايام المباركة هدية عظيمة، يجب ان نستفيد منها في تطهير نفوسنا والتواصل مع بعضنا، ورفض كل صور تعمق اختلافاتنا، اننا بحاجة لوقفة في يوم عرفة، يقفها كل مسلم مع نفسه ليجدد عهده مع ربه. وقفة فيها تطهير وتجديد المشاعر للحفاظ على هذه الرسالة العظيمة وهذا الدين العظيم، الذي سيكفل لنا سعادة الدارين.. اللهم تقبل منا جميعا، وسخر نفوسنا لطاعتك بصدق وأمانة.