أكد عدد من السياسيين والأمنيين أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها أمس للأمتين العربية والإسلامية لامست الحقيقة، وشخصت الواقع المرير للوطن العربي من حروب لجماعات ارهابية شوهت صورة الإسلام والمسلمين، مؤكدين أن كلمته تضمنت المجازر الجماعية التي تحدث في فلسطين، والتي لم تستثن أحداً من الأطفال والنساء والرجال والبنى التحتية. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي: إن كلمة الملك المفدى تعبر عن الوضع القائم في المنطقة بشكل عام، ونحن جزء من هذه المنطقة، ولا يمكن أن نتجاهل ما يحصل فيها، ولذلك حرص خادم الحرمين الشريفين منذ 10 سنوات على الوعد بان يتم اجتثاث الارهاب من جذوره، ولكن ما لاحظناه أن الكل انصرف عن أن يشارك في اداء دوره ويباشر مهامه، وترك الأمر على العمل الامني، مؤكداً أن العمل الأمني لن يكون كافيا وحده للقضاء على الفكر الضال، ولا شك أنه هام وأساسي لمواجهة إرهاب الفئة الضالة والأعمال الارهابية وما شابهها من نشاطات حركية، ولكن يظل الفكر الذي استخدم في تشويه سماحة الاسلام وبث الفتنة بين الشعوب الاسلامية، وهذا الفكر لا يمكن مواجهته بالعمل الأمني وليس هناك امكانية لمواجهته أمنياً، ولذلك يؤكد -حفظه الله- على ضرورة ان يتصدى كل شخص ومسئول من أهل العلم لهذا الفكر؛ لما يحتويه من تشويه للعقيدة الاسلامية السمحة. وأضاف التركي: نسمع ونتابع تهديدات من التنظيمات الإرهابية بالمنطقة بشكل عام وموجهة للمملكة، وتسعى لاثارة الفتنة ومحاولة حث وتجنيد الشباب والتغرير بهم وتدريبهم وسحبهم لمناطق الصراع، مشيراً إلى أن المخاطر قائمة وموجودة، ولكن بحمد الله نعتمد «بعد الله» وما توفره الدولة من امكانيات على رجال الأمن واللحمة الوطنية التي نلمسها بين أبناء المملكة والتعاون بينهم، مؤكداً أن ذلك يشكل قوة تتصدى لمحاولات الجماعات الارهابية التي تسعى لإيجاد ثغرة للدخول من خلالها للمملكة لزعزعة الأمن. من جهته قال عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور حمد آل زلفة: إن الملك عبدالله من أحرص زعماء الأمة الإسلامية على أمن وسلامة المنطقة وعلى سمعة الدين الاسلامي، والذي امتهن بسبب الجماعات التي استخدمت الدين وسيلة من وسائل تفكيك الامة وسفك دماء المسلمين بأيدي من غرر بهم واعتقدوا انهم على الاسلام والاسلام براء منهم وما ينشرون على مواقعهم واعلامهم، كيف يقطعون رؤوس البشر ويقتلون الأنفس ويعملون ما لا يصدقه عقل ولا يؤمن به دين ولا انسانية، اضافة إلى ما يحدث في غزة وهو نتيجة لمن حاول أن يضعف جسد هذه الامة، ويجعلها رهينة لكل من سل سيفه من مناطق مختلفة ودول مجاورة على هذه الامة وادخلوا فيها الجراح تنزف والدماء العربية تسفك في كل مكان، مشيراً الى ان الدم العربي اصبح ارخص دم في العالم كله، والملك يقول للامة العربية انتم تهاونتم في عدم قول الحق، خاصة من قبل العلماء الذين للأسف البعض منهم يروج لهذه الافكار لاثارة الفتن التي تشكل أكبر مشكلة تعم الامة وتدهورها، مؤكداً ان الملك اصاب في كلمته، وجاء ليقول للعالم الاسلامي من موقع مسئوليته كخادم للحرمين الشريفين ومن مهبط الوحي، هل هذه الدعوة ستجد اذانا صاغية على المستوى العربي والعالم لما تشهده المنطقة من صراعات. وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور أنور ماجد عشقي: ان كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نبعت من استشعاره المسؤولية تجاه الامة الاسلامية ومعاناتها، وكونه المسئول عن خدمة الديار المقدسة، وأهمية الموضوع الذي تطرق له، مشيراً الى أن الملك تناول 4 محاور، وهي لب كلمته، أولها براءة الذمة، وثانيهما التنبيه، وثالثها تحميل المسؤولية، والرابع التحذير. واضاف عشقي: إن الملك اراد ان يبرئ ذمته من كل ما يراه من فتن محدقة بالأمة العربية والاسلامية وجميع العالم، ونبه الى ان هؤلاء الذين يقومون بهذه الاعمال ليسوا من الاسلام في شيء، وانما يتذرعون بالإسلام لخدمة مصالحهم، وثالث محور تحميل مسؤولية للعلماء، ثم قادة العالم الاسلامي، ثم المجتمع الدولي، وتفاقم الارهاب، ثم التحذير من الذين يتراخون في مكافحة ومواجهة الارهاب والقتل والدمار بانهم سيكتوون بناره. واشار «عشقي» الى ان خادم الحرمين الشريفين استطاع ان يشخص الحالة، وبيّن ان الارهاب يتفاقم، بدءا بالفرد ثم الجماعة ثم بالتنظيم، حتى وصل الآن للدول التي تمارس الارهاب كإسرائيل وسوريا، وبعض الحكومات التي تقوم بدعم الارهاب، سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة، واضاف: ان الملك اوضح انه لن يكتوي بنار الارهاب الذين ظلموا، انما أيضاً الذين قاموا بعملية الحياد لهذا الشر، والله حذر من الفتن، ومن كل انسان لا يبادر بإيقاف هذه الفتن بانه سوف يكتوي بها، ثم بين الملك ان الارهاب لن يكافح من الجانب الامني، وانما من عدة جوانب نفسية واجتماعية ودينية واجتماعية واقتصادية، لذلك طالب بإنشاء مركز لأبحاث الارهاب من 10 سنوات، وجميع العالم اشادوا به، ولكن لم يبادر باي عمل تجاه ذلك، رغم ان الملك مول هذا المركز، ولكن العالم ظل يتفرج. مؤكداً أن الملك حذر العالم من هذه الوقفات غير المسئولة تجاه الارهاب.