رأى المحلل السياسي الدكتور أنور عشقي أن الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى العلماء برّأ فيها ذمته، حينما قال في النهاية: «اللهم إني بلغت اللهم فاشهد»، ونبّه إلى الأعمال التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، وأنها تشويه لصورة الإسلام بيد أن الإسلام هو دين السلام وليس دين الإرهاب. وأوضح عشقي خلال حديثه مع «الحياة»، أن هناك جماعات إرهابية تلبس ثياب الإسلام وليست هي دين الإسلام، مبيناً أن كلمة الملك تحمل المسؤولية للعلماء والقادة العرب والمسلمين والمجتمع العالمي للوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب. ولفت إلى أن الملك حذّر في خطابه الموجه أمس من أن هذه الأعمال الإرهابية إذا ظلت كذلك فإنها ستكون سلوكاً تخريبياً للعالم أجمع، مشيراً إلى أن الملك وجّّه تحذيراً إلى الدول الكبرى والدول التي أصبحت تدعم الإرهاب من أنها أول من سيكتوي بناره إذا اتخذت مواقف سلبية تجاه ما يحدث من تهديد للأمن في العالم. وأشار إلى أن الملك شخّص الحال التي يمر بها العالم جيداً بقوله إن الإرهاب انتقل من الفرد إلى الجماعة، وأكد أن ما تقوم به إسرائيل في فلسطين إرهاب دولة، وكذالك الأعمال التي يقوم بها النظام السوري بقتل شعبه. وبيّن عشقي أن ما دار في جلسة الملك مع العلماء والأمراء الذين قدموا للسلام عليه كان حول ضرورة الوقوف ضد الإرهاب، وقال إن المملكة آمنه ومستقرة، ولكن إذا كان هناك أي عمل يخل بأمن المملكة فإننا جميعاً يجب أن نهب لمواجهته. وقال عشقي إن الجهات المتخاذلة التي ذكرها الملك في خطابه ربما يقصد بها العلماء المسلمين الذين لم يشخصوا الأعمال الإرهابية على حقيقتها ولم يعطوها حقها الشرعي. موضحاً أنه كان يقصد بالجهات المتخاذلة المجتمع الدولي، إذ إنه عندما شُيد مركز دراسات الإرهاب كان يهدف إلى نقل رسالة للعالم بأن الإرهاب لا يواجه بالجانب الأمني فقط وإنما بالفكر والجهود العلمية والنفسية والاجتماعية والسياسية، مشيراً إلى أن دول العالم أيدت ما قام به خادم الحرمين من جهود لإنشاء هذا المركز، ولكنها في نهاية المطاف تخاذلت ولم تحرص على دعم مركز دراسات الإرهاب.