شدد عدد من المسؤولين والأكاديميين على عمق مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي وجهها إلى الأمّتين الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي، مشيرين إلى أنها شخّصت الحال التي تمر بها الأمة حالياً تجاه قضاياها المصيرية، نتيجة التخاذل في درء الفتن بين المسلمين ومحاربة الإرهاب. وقالوا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية: «إن كلمة الملك عبدالله، أكدت من جديد مواقف المملكة العربية السعودية الراسخة تجاه دعم القضية الفلسطينية، وأن المزايدة عليها من الأكاذيب التي يروّج لها البعض للنيل من مكانة المملكة الإسلامية». وأشار مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية اللواء الدكتور أنور بن ماجد عشقي، إلى أن كلمة الملك عبّرت عن استشعاره هموم الأمة الإسلامية كاملة، محذرة من مغبة الإفراط في التشتت والتشرذم بين المسلمين، ومؤكدة أهمية الاجتماع على كلمة الحق في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية. وأضاف عشقي، أن هؤلاء الذين يتسمون بأسماء المسلمين ويقتلون النفس التي حرّم الله، هم إرهابيون يشوّهون سمعة الإسلام والمسلمين، ويزرعون الفتنة بينهم، ويعملون على تمزّيق الأمة، والله عز وجل حذّر منهم في كتابه الكريم حينما قال سبحانه: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب» مبيناً أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز حذّر من التهاون مع هذه الفئة، لأن وبالها سيصل إلى العالم أجمع من دون استثناء. من جهته، قال عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الدكتور سعد بن تركي الخثلان، كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين، مسددة وموفقة، وتحمل مشاعر الصدق والمسؤولية، إذ أوصى فيها قادة وعلماء الأمة الإسلامية بأن يقوموا بواجبهم وأن يقولوا كلمة الحق، وألّا يخشوا في الحق لومة لائم، لأن الأمة تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة. وأضاف: «إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطرق في كلمته إلى الجماعات الإرهابية التي تقتل المسلمين باسم الإسلام، ولديها فهم منحرف للشريعة الإسلامية وجرأة على استباحة الدماء وتكفير أكثر المسلمين». وأكد أن ما يتعرض له الأبرياء في فلسطين من قتل وتشريد ما هو إلا صورة من صور الإرهاب، الذي تناوله خادم الحرمين الشريفين بكلمته في معرض وصفه لما يتعرض له الإخوة في فلسطين من مجازر جماعية من الصهاينة المعتدين تحت سمع وبصر العالم. إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى السابق وأستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي بن دبكل العنزي، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين شخّصت وضع الأمة في جوانب عدة، منها محاربة الإرهاب بشتى أنواعه وأساليبه، وكشف الصمت الدولي تجاه ما تتعرض له فلسطينالمحتلة ممثلة بغزة، من تدمير وسفك دماء أهلها، وتعرية الإرهابيين الذين يستغلون الدين لتبرير مخططاتهم العدوانية ضد الدول الإسلامية. وأضاف العنزي أن «الإرهابيين يرتكبون أفظع الجرائم باسم الدين الإسلامي، وجعلوا الدين أمام أعين من لا يعرفه بأنه دين إرهاب وقتل، بينما الدين الإسلامي هو دين التسامح ودين الإنسانية والرحمة، مؤكداً أن سياسات المملكة واضحة تجاه هذه الشرذمة، وهي عانت من الإرهاب وحاربته في الوقت ذاته، ودعت إلى رؤية دولية لكشف أساليبه وقطع الطريق على من يدعمه». و قال مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هي دعوة «لاستنهاض همم العالم الإسلامي، خصوصاً القادة والعلماء والنخبة المفكرة منهم، ونداء لليقظة والوقوف بحزم أمام ما أصاب الأمة الإسلامية من فتنة وتفريق وتمزيق وتشويه لصورتها». وأكد طيب في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية، أن كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هي أيضاً «دعوة لأداء الواجب بإحقاق الحق وإزهاق الباطل، والوقوف في وجه كل من يريد الاستئثار بتمثيل الإسلام واختطافه وتقديمه للعالم بصورة الإرهاب والتطرف والكراهية. وهي تأكيد على عدم التخاذل نحو أداء المسؤولية التاريخية في نبذ العنف والتطرف، والاستفادة من عِبَر وتجارب الماضي في التعامل مع الإرهاب». ولفت إلى أنها كانت «أكبر تعبير عن التنديد والاستنكار والشجب للإرهاب بكل أنواعه وأشكاله، في وقت تجاوز فيه الظلم حد الإفراط، وتشتد وطأة الاستبداد، وتعدت الجرائم الإنسانية الخطوط الحمر، مثلما حدث من مجازر جماعية في غزة ضُرب فيها بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية». وأشار مدير جامعة الملك عبدالعزيز إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تؤكد أن المملكة سباقة لمكافحة الإرهاب والتحذير من تبعاته وأخطاره، متحملة لمسؤوليتها، مؤدية لواجبها، إذ دعت إلى إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب قبل 10 أعوام في مؤتمر الرياض، واستمرت في مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال تعاونها الأمني الوثيق مع مختلف دول العالم من منطلق أداء واجبها الإنساني والأخلاقي. وأضاف: «إن خادم الحرمين الشريفين ألقى باللوم والمسؤولية على كل من اتخذ الدين مطية، ومارس القتل والتنكيل بالنفس البشرية التي حرمها الله باسم الدين والدين منهم براء، فأعطوا بذلك صورة مشوهة عن الإسلام الذي جاء للبشرية جمعاء، وأساؤوا إلى الإسلام بأفعالهم وإجرامهم، وأصبحت صورة الإسلام لدى من لا يعرف حقيقته ورسالته السامية مقرونة بهؤلاء الإرهابيين».