يحظى قطاع السياحة في العالم باهتمام كبير، فهو يمثل مورداً اقتصادياً مهماً وأساسياً، فلم يعد النظر إلى قطاع السياحة على أنه من القطاعات الثانوية، كما يمثل الاستثمار السياحي ركيزة أساسية هامة في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، بما ينسجم ومصالح الوطن، وتحقق له الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني والاقتصادي المنشود من خلال تفعيل الترابط والتعاون المثمر بين القطاع الخاص والحكومة. الحقيقة، إن الشعارات التي يطلقها منظمو السياحة لدينا «جدة غير» و «تبوك تنسيك امك وأبوك» لم تعد تقنع المواطن، ولا حتى الطفل، ولا تفي بحاجة الأسرة والمجتمع، عندما يذهبون إلى مهرجان سياحي «عيش جوك» ويجدون فعاليات رائعة ومميزة لشاعر شعبي وقرد يدخن! وشبه حديقة حيوانات يوجد بها ثلاثة خرفان وأسد مريض عمره ثمانون سنة! كما أن اكبر كرشة واكبر طبق كبسة تثير حماسة رواد المهرجانات التي تقام في أيام العيد. متى يعي منظمو السياحة أن مفهوم السياحة العالمية قد تغير وتطور، وأن السياحة الشعبية والصحراوية لا تجدي نفعا، ومتى يتم العمل الجاد على تفعيل التنمية السياحية من خلال تطوير البرامج والأساليب والاستعانة بخبراء السياحة العالمية؛ لرسم وتنفيذ خطط سياحية إستراتيجية، تسعى إلى تحقيق الزيادة المستقرة والمتوازنة في الموارد السياحية، وتعميق إنتاجية القطاع السياحي، وبالتالي تنطوي على الارتقاء والتوسع بالخدمات السياحية واحتياجاتها. وراءهم ذاكرة أجدادهم وأمامهم عيون أطفالهم، وما بين التقاليد الأصيلة والحيوية المتصاعدة تتنوع المهرجانات العالمية، والتي تعتبر أحداثا بارزة بإمتياز، بدءا من مهرجانات اكتوبر في ميونخ إلى مهرجان الخريف في هونج كونج، ومهرجان " كريوز " في الولايات المتحدة الذي يعتبر من أهم عشرة مهرجانات في العالم، ويزور هذه المهرجانات الملايين كل عام. يوجد اعتراف عالمي بنعمة الأمن والاستقرار التي تتميز بها المملكة دوما، في إقليم مضطرب وفي الحفاظ على سلامة المواطنين وأمنهم واستقرارهم، وكذلك الزوار، ذلك وفق تقرير خاص اعدته الامم المتحدة، حيث اعتبر ان الأمن السياحي هو أهم مسارات الإستراتيجية الوطنية لتنمية القطاع السياحي بالسعودية، كما يجب أن يكتسب هذا المفهوم اهتماما كبيراً، ويتجاوز مسألة التنظير إلى التطبيق الإجرائي والانتقال من الممارسات الجزئية المتفرقة إلى الشمولية المتكاملة على أرض الواقع، وفق منظور مؤسسي استراتيجي، يعالج القضايا والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه القطاع السياحي.