تصاعدت الضغوط الدبلوماسية على روسيا لدفعها إلى التعاون لكشف خلفيات اسقاط الطائرة الماليزية، وأكدت روسيا استعدادها لتقديم مساعدة «كاملة» للتحقيق في سقوط الطائرة بما في ذلك ارسال خبراء، وقال مسؤول اوكراني بارز: إن متمردين موالين لروسيا سلموا أجهزة تسجيل صوت وبيانات رحلة طائرة الركاب التي أسقطت إلى مسؤولين ماليزيين أمس الثلاثاء، وقال رئيس الوزراء الاسترالي انه تم التلاعب في الادلة في موقع تحطم الطائرة الماليزية في محاولة للتستر. تسليم الصندوقين وفي التفاصيل، أوضح خايريل حلمي مختار، رئيس فريق التحقيق الخاص الماليزي، أن الانفصاليين الموالين لروسيا قاموا بتسليم الصندوقين الاسودين إلى فريق ماليزي في دونيتسك بأوكرانيا. وأضاف خايريل حلمي: «سوف نرسلهما إلى هولندا قبل العودة بهما إلى ماليزيا» بحسب وكالة أنباء بيرناما الرسمية الماليزية. وذكر مصدر حكومي في كوالالمبور انه تم تسليم الأجهزة في دونيتسك، أوكرانيا، إلى مجموعة من المسؤولين الماليزيين برئاسة عضو مجلس الأمن القومي الكولونيل محمد شكري. وقال المصدر إن الأجهزة بدت في حالة جيدة. واضاف: «ان ماليزيا ستحتفظ بها مؤقتا وستسلمها في نهاية المطاف إلى هيئة التحقيق المعنية». من جهة أخرى، قالت السفيرة الروسية لدى ماليزيا ليودميلا فوروبييفا إنها على اقتناع بأن الانفصاليين الموالين لروسيا ليس لديهم القدرة على إسقاط الطائرة حيث إنهم ليسوا مسلحين بنظام متطور للصواريخ ولا يملكون المعرفة الفنية. وأضافت في مؤتمر صحفي بمقر السفارة في كوالالمبور قائلة: «نظام صواريخ بي يو كيه هو نظام متطور للغاية ويحتاج إلى تدريب خاص لكي يمكنك تشغيله. أنا على اقتناع بأنه من المستحيل عليهم (المتمردون) امتلاك القدرة على فعلها». تحقيق مستقل وصوتت روسيا مع 14 دولة أخرى في مجلس الأمن الدولي لإدانة اسقاط طائرة الرحلة «إم إتش 17» التابعة للخطوط الجوية الماليزية، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي مستقل. لكن بعد ذلك كان عليها أن تجلس صامتة حول المائدة المستديرة للمجلس أثناء الهجوم عليها لدورها في حادث تحطم الطائرة، والذي حول دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا إلى فضيحة دولية. وعقب التصويت، قالت السفيرة الامريكية سامانثا باور: إن تقاعس روسيا أدى إلى الحاجة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن في المقام الأول. واضافت: «اننا نرحب بدعم روسيا للقرار»، واستطردت قائلة «لكن كان من الممكن ألا تكون هناك حاجة لاستصدار قرار إذا ما استخدمت روسيا نفوذها مع الانفصاليين يوم الخميس وحملتهم على إلقاء أسلحتهم وترك الموقع لخبراء دوليين». وتابعت باور قائلة: إن روسيا تستمر في إرسال رسالة دعم للمجموعات المسلحة من خلال «صمتها» على إسقاط الطائرة. وقالت: «لقد تبنينا قرارا.. لكننا لسنا ساذجين، إذا لم تكن روسيا جزءا من الحل فإنها ستظل جزءا من المشكلة». وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت: إن مأساة الطائرة الماليزية حدثت في سياق «محاولة روسيا لزعزعة استقرار دولة ذات سيادة». وأضاف جرانت: «ينبغي أن تكون أحداث الأيام الأربعة الماضية بمثابة جرس إنذار في موسكو وتدفع إلى إعادة النظر العميق في سياسات روسيا التي تقوم بدعم وتدريب وتسليح الانفصاليين الذين يتسمون بالعنف في شرق أوكرانيا». تشوركين يرد وردا على اتهامات باور، قال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة: إن واشنطن قد لا تكون على دراية بالجهود التي بذلتها روسيا لضمان وصول المحققين إلى موقع الحادث في أسرع وقت ممكن. واضاف: «ينبغي أن تكون السفارة الأمريكية أكثر اطلاعا». وعلاوة على الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل، طالب قرار مجلس الأمن أيضا بتمكين المحققين من الدخول إلى منطقة الحادث وتقديم المسؤولين عن الحادث إلى العدالة. وبموجب القرار فإن المنظمة الدولية للطيران المدني «أي سي ايه أو»، التابعة للأمم المتحدة، ستلعب «دورا محوريا» في التحقيقات. وتصدر دور روسيا في الصراع الأوكراني والإنفاق على الدفاع في أوروبا جدول أعمال المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي. وقال البيت الأبيض إن الزعيمين «اتفقا على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي بين الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو». تشديد العقوبات وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير «تشديد إجراءات» الاتحاد الأوروبي ضد روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال شتاينماير أمس الثلاثاء في بروكسل في مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «روسيا لم تنفذ اتفاقاتها بالقدر اللازم». وذكر شتاينماير أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة في نزع فتيل الأزمة بكافة السبل الدبلوماسية، وأضاف: «لكن من الضروري أن يرافق هذا الاستعداد ضغط أعلى؛ وهذا يعني الدخول في إجراءات مشددة». وأشار شتاينماير إلى أن روسيا لم تغلق حدودها مع أوكرانيا أمام نقل الأسلحة والمقاتلين، وقال: «يتعين علينا استخلاص النتائج من ذلك اليوم». وفي المقابل، رحب شتاينماير بتأييد روسيا لأول مرة في مجلس الأمن «لقرار يساهم في إدانة واضحة ونأي عن الانفصاليين في شرق أوكرانيا». مساعدة روسية واكدت روسيا أمس استعدادها لتقديم مساعدة «كاملة» للتحقيق في سقوط الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا بما في ذلك عبر ارسال خبراء، ورحبت بقرار الأممالمتحدة الذي يطالب بالسماح بالوصول بحرية إلى موقع تحطمها. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ان روسيا مستعدة لتقديم مساعدة كاملة (للتحقيق) بما في ذلك عبر ارسال الخبراء المناسبين». واضافت الوزارة «نعتقد ان مثل هذه الكارثة يجب أن تكشف ملابساتها بمشاركة المنظمة الدولية للطيران المدني». ورحبت موسكو بقرار مجلس الأمن الدولي الذي أقر بموافقة الدول ال 15 الاعضاء بما فيهم روسيا ويدين الهجوم على الطائرة مع المطالبة بتأمين الوصول إلى مكان تحطمها. وقال بيان الخارجية الروسية: «بعد مشاورات مكثفة، تم تبني مشروع. انه يشدد على ضرورة تحقيق دولي مستقل وموضوعي فعلا على اساس مبادئ الطيران المدني». واضاف انه من المهم ايضا ان «القرار يدعو كل الاطراف المشاركة في النزاع الى وقف الاعمال القتالية في منطقة الحادث، والتأكد من امكانية وصول الهيئات المشاركة في التحقيق مثل بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا، الى مكان الحادث». التلاعب في الأدلة في السياق، قال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت أمس الثلاثاء إنه تم التلاعب في الادلة في موقع تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا على نطاق صناعي كبير في اطار محاولة للتستر. وقال أبوت للصحفيين في كانبيرا: «بعد الجريمة تجيء عملية التستر. ما نراه هو أدلة يتم التلاعب بها على نطاق صناعي ومن الواضح ان هذا يجب أن يتوقف. هذا ليس حادثا انه جريمة». وأضاف ابوت ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت حتى الان انه «صالح كأقواله» بموافقته على قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يضمن وصولا آمنا لمراقبين دوليين يحاولون تأمين الموقع. «صدمة وحزن» ونعت الحكومة الهولندية في كافة صحفها المحلية جميع ضحايا ركاب الطائرة الماليزية المنكوبة، وعددهم 298 شخصا. وشمل النعي الذي نشر أمس كافة أسماء الضحايا تحت عنوان «صدمة وحزن». ووقع النعي رئيس الوزراء الهولندي مارك روته باسم المملكة الهولندية. تجدر الإشارة إلى أن الطائرة الماليزية التي يشتبه في سقوطها يوم الخميس الماضي في شرق أوكرانيا جراء قصف صاروخي كان أغلب ركابها من الهولنديين. كما نشر البرلمان الهولندي بغرفتيه وشركات سياحية ومطار سخيبول الدولي وشركة «كي إل إم» الهولندية للطيران إعلانات نعي كبيرة في الصحف. كما نعت منظمات متعددة باحث الإيدز الهولندي المرموق عالميا جويب لانجه وشريكة حياته جاكلين فون تونجيرين، اللذين كانا على متن الطائرة في طريقهما إلى مؤتمر الإيدز العالمي في مدينة ميلبورن الأسترالية. ميدانيا، قال متحدث باسم العملية العسكرية الاوكرانية في شرق البلاد أمس الثلاثاء إن مفجرا انتحاريا يقود حافلة صغيرة ملغومة هاجم نقطة تفتيش أوكرانية الليلة قبل الماضية. وقال متحدث باسم «عملية مناهضة الارهاب» ضد الانفصاليين في شرق اوكرانيا لقناة 112 التلفزيونية: «تعرضت نقطة تفتيش للهجوم من جانب مفجر انتحاري في حافلة مليئة بالمتفجرات» ولم يعط المزيد من التفاصيل. وقررت أوكرانيا التعبئة الجزئية لمواجهة النزاع الدموي في شرق البلاد. وصادق البرلمان الأوكراني امس الثلاثاء في كييف على مرسوم للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ينص على ذلك.