أعلنت السلطات الليبية في بيان، استئناف الرحلات في مطار مصراتة، وفتح مطار معيتيقة قرب طرابلس، لتعويض إغلاق مطار العاصمة الذي تحول لجبهة قتال جديدة بين المليشيات المتناحرة، ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي لمعالجة الخلافات السياسية بالحوار السياسي. وأعلنت وزارة النقل وهيئة الطيران المدني، في بيان استئناف الرحلات الداخلية والدولية في مطار مدينة مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، وفي مطار معيتيقة العسكري في الضاحية الشرقية للعاصمة. وسيتيح فتح هذين المطارين خصوصاً عودة آلاف الليبيين المحتجزين منذ الأحد في مطارات عدة بالعالم. ومطار معيتيقة قدرته محدودة، ويستخدم غالباً لرحلات الشخصيات المهمة أو تلك العسكرية. لكن ميليشيات إسلامية تسيطر عليه منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وكان مطار مصراتة الدولي أغلق الإثنين ل"دواع تقنية" بعد إغلاق مطار طرابلس، الأحد، إثر مواجهات دامية. مطار طرابلس وتقول رويترز في تقرير عن مطار طرابلس: في البداية تنطلق طلقة واحدة يفرغ على أثرها المقاتلون الليبيون المتناحرون مدافعهم المضادة للطائرات، بينما يحتمي الآخرون وهم يجلسون القرفصاء، في مطار طرابلس الدولي . وحتى ليل السبت كان المطار يستقبل الليبيين العائدين إلى الوطن، لتمضية شهر رمضان، والعمال الأجانب المغادرين، لقضاء عطلاتهم، لكن اليوم تحول المطار الرئيسي إلى ساحة قتال بين الميليشيات المتصارعة، وهو مؤشر على الفوضى التي تعيشها الدولة المصدرة للنفط. وتناشد الحكومة المركزية الضعيفة بجيشها غير الموجود تقريباً على الأرض المقاتلين للتهدئة، ولكن الطرفين لا يظهران بادرة على التراجع في أسوأ اشتباكات بين فصائل المقاتلين في العاصمة طرابلس منذ نوفمبر تشرين الثاني. وأبدى المقاتلون من منطقة الزنتان في شمال غرب البلاد، استعدادهم للدفاع عن المطار الذي حموه في غياب القوات الحكومية، عندما شاركوا في السيطرة على طرابلس في أغسطس عام 2011 عند الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال محمد رمضان، رئيس المجلس المحلي في الزنتان، التي تملك الحصة الأكبر من المقاتلين: إن الطرف الآخر قرر للأسف استخدام لغة السلاح. و"الطرف الآخر" في النزاع والمتهم من الحكومة بمهاجمة منطقة المطار، يوم الأحد، هم فصائل جاءت بشكل رئيسي من مدينة مصراتة الساحلية وهم منافسون لمقاتلي الزنتان. ولا تزال الخلافات الاقليمية والقبلية تمزق ليبيا. وتزعم كل من الميليشيات المتنافسة أنها تعمل من أجل استقرار البلاد وتتهم بعضها بعضا بالتخلي عن مبادئ الثورة التي أطاحت بالقذافي. وخلال الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي أزاحت الفصائل خلافاتها جانبا، ولكن كل واحدة تسعى حاليا للسيطرة على طرابلس ويعتبر المطار الذي يقع على بعد 30 كيلومترا جنوبي العاصمة الجائزة الكبرى. وداخل المطار تصطف ذخيرة الدبابات إلى جانب شاحنات صغيرة عليها مدافع مورتر أو رشاشات في حين تتحرك دبابة روسية الصنع حول محطة الركاب ويتحرك برجها في كل الاتجاهات. ومع استمرار القتال حتى ساعة الإفطار عند الغروب يتبادل المقاتلون الأدوار لأخذ استراحة داخل محطة الركاب المكيفة فيجلسون على المقاعد وعربات نقل الحقائب بالقرب من مكاتب تسجيل إجراءات الوصول بينما يستأنف زملاؤهم إطلاق النار على الجبهة على بعد نحو كيلومتر واحد عند الطرف الآخر من المطار. وقالت الحكومة: إن 90 في المائة من مباني المطار والطائرات الرابضة هناك تضررت، ولكن من المستحيل تقييم حجم الأضرار بينما يتطاير الرصاص في الأجواء. واضطر وزير النقل إلى إلغاء جولة تفقدية داخل المطار في وقت متأخر من الاثنين، بعد تعرض محيط المطار للقصف بصواريخ جراد. وشاهد مراسل رويترز حوالي ست طائرات، لحقت بها أضرار، تركتها شركاتها الليبية أمام محطة الركاب في وقت متأخر من يوم السبت، مشيرا إلى أن احداها احترقت بالكامل في حين أصيبت الاخريات بفجوات كبيرة في الأجنحة أو الهيكل جراء زخات القذائف المضادة للطائرات. وقال رمضان، وهو يجلس على مقعد وراء مكاتب المبيعات لشركتي لوفتهانزا وأليتاليا الأوروبيتين: ان المدرج اصيب بالصواريخ، ويجب ان تصلحه شركة صيانة. كان مقاتلون يجلسون على مقاعد بالقرب من مقهى ومتجر للحقائب لم تمس بضائعه. وقال جندي: "لم يتضرر المدرج ولكن أصيبت قاعة الجمارك." في الخارج كان المقاتلون يرتدون ملابس عسكرية أو الجينز، وقمصاناً بيضاء، ويرتاحون أمام المدرج في حين أخذ آخرون يهتفون: "الله أكبر"، عندما كانت المدافع المضادة للطائرات تهدر على مقربة منهم. ومع حلول الليل كانت الحشايا تمد بالقرب من صناديق الذخيرة، ومعها التمر المخصص للإفطار. وقال رمضان، لدى سؤاله عن فرص نجاح وسطاء الحكومة في وقف القتال: انه لا توجد أي فرصة وان الطرف الآخر رفض الوساطة. الاتحاد الاوروبي من جهته, دعت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا إلى انعقاد مجلس النواب الليبي الجديد في أقرب وقت ممكن، وأكدت أن الاتحاد الأوروبي على ثقة بأن البرلمان الجديد سيكون في وضع يمكنه من تجسيد الإجماع الوطني لتشكيل حكومة تتمتع بدعم سياسي واسع. وعبَّرت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا عن قلقها البالغ من الاشتباكات العنيفة الأخيرة التي دارت في طرابلس. وشددت على أن اللجوء إلى العنف لن يحقق الأهداف، وأن معالجة الخلافات السياسية تتم من خلال الحوار السياسي بعزيمة جديدة. ودعت البعثة في بيان صحفي أمس، جميع الأطراف إلى وقف العنف فورًا والدخول في حوار هادف. وأوضحت أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة ومجلس النواب يوفران فرصة سانحة لإعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح.