قال مسؤولون في قطاع الطيران المدني إن مطاري القاهرةوتونس ألغيا معظم الرحلات المتجهة إلى ليبيا والقادمة منها لأسباب أمنية بعد أيام من اعلان الحكومة في طرابلس أن طائرات حربية مجهولة هاجمت مواقع جماعات مسلحة في العاصمة. وكانت الرحلات من تونس ومصر إلى ليبيا تعمل بشكل يومي تقريبا حتى يوم الخميس إذ انها حلقة اتصال حيوية بالعالم الخارجي لليبيين والاجانب مع تصاعد القتال بين الفصائل المتنافسة في العاصمة. وتستخدم ليبيا مطار معيتيقة الصغير في طرابلس في حركة الطيران المدني منذ ان تحول المطار الرئيسي الى ميدان معركة في الشهر الماضي. وقال مسؤولون ان برج المراقبة والمدرج و20 طائرة على الاقل دمرت. وعند السفر الى معيتيقة يمكن للمسافرين ان يروا الدخان المتصاعد من المعارك في المطار الرئيسي وحوله. والجماعات المسلحة التي أطاحت بمعمر القذافي في عام 2011 انقلبت على بعضها البعض منذ ذلك الحين ونشرت الفوضى في البلد المنتج للنفط وأثارت المخاوف من انها قد تصبح دولة فاشلة. وفي طرابلس يتقاتل فصيلان أحدهما من الزنتان والاخر من مصراتة من أجل السيطرة على المدينة منذ أكثر من شهر. غير ان مسؤول طيران ليبيا قال ان الرحلات الجوية من تونس الى بلدة الابرق في شرق ليبيا ومن مدينة الاسكندرية الساحلية في مصر مازالت مستمرة يوم الخميس. وقال مسؤول نقل تونسي ان الرحلات الجوية الى بلدة طبرق في شرق البلاد مستمرة أيضا. قال اللواء الليبي السابق خليفة حفتر إن قواته مسؤولة عن الضربات الجوية التي استهدفت يوم الاثنين فصائل اسلامية كانت تحاول طرد منافسيها من العاصمة الليبية في أسوأ معارك تشهدها طرابلس منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011. غير أن بعض المحللين شككوا في مدى قدرة طائرات قديمة الطراز من القوات الجوية الليبية -التي لحقت بها أضرار بالغة اثناء انتفاضة 2011 ضد القذافي- على القيام بهجوم ليلي وقطع مسافة الف كيلومتر من الشرق. واستخدم حفتر طائرات في بنغازي لشن هجمات على كتائب إسلامية ولكن بنجاح متفاوت. وقال سكان محليون إن إحداها ضربت ذات مرة موقع جامعة بدلا من معسكر لميليشيا. وتكهنت قنوات تلفزيونية ليبية بأن تكون دول مجاورة أو أطراف أخرى وراء الضربات الجوية الليلية. وابلغ سكان طرابلس عن سماع انفجارات مدوية أثناء الليل لكن المدينة كانت أهدأ يوم الخميس من الايام السابقة عندما اقتربت معارك الشوارع بين الجماعات المسلحة من وسط المدينة. وفي انتكاسة اخرى لليبيين قالت شركة الكهرباء الحكومية دون ان تذكر تفاصيل ان انقطاع الكهرباء أثر على معظم طرابلس وغرب ليبيا بسبب الاضرار التي لحقت بمحطة نقل الكهرباء الى الزاوية. وأدى هجوم جوي يوم الاثنين الى تصاعد المعارك بين الميليشيات الاسلامية والاكثر اعتدالا وجميع القوى الاخرى التي تتنافس على السلطة وتفسد الدولة. وخرجت طرابلس بدرجة كبيرة من سيطرة الحكومة حيث يعمل المسؤولون الكبار من طبرق في أقصى الشرق التي انتقل البرلمان الجديد اليها هربا من العنف في طرابلس وبنغازي.