قال سكان في العاصمة الليبية: إن طائرات مجهولة حلقت قبيل فجر الإثنين، فوق طرابلس، حيث سمع دوي انفجارات في المدينة التي تشهد مواجهات مسلحة بين ميليشيات متناحرة. وحلقت اولى هذه الطائرات حوالى الساعة 2,00 بالتوقيت المحلي من الإثنين. وقال أحد السكان: إن دوي انفجار قوي سمع بدون التمكن من التعرف على الطائرات، ولا على مكان الانفجار الذي تلته انفجارات أخرى. وأضاف هذا الرجل لوكالة فرانس برس، أن "الانفجارات كانت تسمع بوضوح في أحياء شرق طرابلس" على بعد نحو 15 كلم عن وسط المدينة. وقالت قناة التلفزيون المحلية، ليبيا أولا، القريبة من الضابط المنشق اللواء خليفة حفتر: إن "الطيران العسكري قصف عدة مواقع" بالقرب من طرابلس بدون أن تضيف أية تفاصيل. ويشن اللواء حفتر عملية ضد "المجموعات الإرهابية" التي تفرض سلطتها في بنغازي (شرق) منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ولم ترد أية تفاصيل من مصدر رسمي عن تحليق الطائرات الذي يتزامن مع مواجهات بين كتائب الزنتان (غرب) المتحالفة مع "الوطنيين" والتي تلقى تأييد حفتر، وكتائب مصراتة (شرق طرابلس) المتحالفة مع الاسلاميين للسيطرة على جسر يعتبر منفذاً إلى المطار يقع في جنوبطرابلس خاضع لميليشيات الزنتان. تجدر الإشارة، إلى أن الأممالمتحدة، أصدرت بياناً عبر بعثتها للدعم في ليبيا، حذرت فيه من التصعيد الخطير في المواجهات المسلحة التي تشهدها طرابلس وضواحيها، واستنكرت بشدة قصف الأحياء السكنية وإصابة المدنيين وتهجيرهم وإلحاق الضرر بالممتلكات. غلق المجال الجوي وفي سياق متصل، أعلنت مصادر ملاحية مصرية بمطار القاهرة، أنها تلقت إشارة من المراقبة الجوية الليبية، صباح الإثنين، تفيد غلق المجال الجوي الليبي أمام حركة الطيران لسوء الأوضاع الأمنية، وإلغاء وتأخر عدد من رحلات طيران الشركات الليبية . وقالت المصادر، أمس: إنه بعد إنهاء إجراءات ركاب رحلة الخطوط الليبية رقم 206 والمتجهة إلى مطار " معيتيقة " القريب من طرابلس تلقت سلطات مطار القاهرة إشارة من المراقبة الجوية الليبية تفيد بغلق المجال الجوى الليبى أمام حركة الطيران لسوء الأوضاع الأمنية. وأشارت المصادر، أنه تم إنزال ركاب الطائرة وعددهم 149 راكبا، وإلغاء الرحلة، ونقل الركاب إلى أحد الفنادق، لحين إعادة فتح المجال الجوى الليبى مرة أخرى، بينما تأخر وصول عدد من رحلات الطيران للخطوط الأفريقية والليبية والبراق إلى وقت مفتوح لحين إعادة فتح المجال الجوى . يذكر أن رحلات مصر للطيران إلى ليبيا متوقفة إلى المطارات الليبية خاصة بنغازى وطرابلس، بينما تقوم الشركات الليبية بتنظيم رحلات إلى مطارات إقليمية فى ليبيا. مواجهات طرابلس والأحد تبادلت الفصائل الليبية إطلاق النار والقذائف في أجزاء مختلفة من طرابلس، متجاهلة المناشدات الدولية بوقف لإطلاق النار ينهي قتالاً مستمراً منذ أكثر من شهر. ويأتي الصراع في العاصمة في إطار الفوضى المتفاقمة في البلاد، حيث يتطلع مقاتلون ساعدوا في الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة عام 2011 الى الفوز الآن بنصيب من السلطة والثروة النفطية. وتتصارع الميليشيات من أجل السيطرة على العاصمة في أسوأ اشتباكات تقع منذ الانتفاضة التي دعمها حلف الأطلسي. وأمكن سماع دوي إطلاق النار قرب المطار ومن أجزاء أخرى من العاصمة، ولكن القتال كان أقل ضراوة مما كان عليه السبت، حينما تحول جزء كبير من المدينة لساحة معركة. وأجبرت المعارك الأممالمتحدة والحكومات الغربية على إجلاء دبلوماسييها مخافة أن تنزلق ليبيا إلى حرب أهلية. واندلع أغلب القتال بسبب المطار الدولي في طرابلس الذي يسيطر عليه مقاتلون من الزنتان منذ أن اقتحموا العاصمة خلال حرب 2011. ولا تملك حكومة ليبيا الهشة جيشا وطنيا، وكثيرا ما تضع المقاتلين السابقين على كشوف الرواتب بوصفهم قوات أمن شبه رسمية، في خطوة تسعى لاستيعابهم داخل الدولة الجديدة. ولكن الكتائب المتخاصمة المدججة بالسلاح مرتبطة بفصائل سياسية متنافسة وتكون في الغالب موالية لمناطقها الجغرافية أو مدنها أو قادتها المحليين اكثر من ولائها للحكومة المركزية. وأدت معركة منفصلة في مدينة بنغازيالشرقية إلى تعقيد الوضع الأمني، حيث طرد تحالف من المتشددين الإسلاميين والمقاتلين السابقين الجيش من المدينة. وأصدرت مجموعة من الإسلاميين في بنغازي تضم جماعة أنصار الشريعة بياناً ،اليوم، يرفض فكرة الديمقراطية والأحزاب السياسية العلمانية في ليبيا. وقالت المجموعة في البيان، إنها لا تقاتل من أجل الديمقراطية ولكن في سبيل الله وللدفاع عن الأرض. وبعد ثلاثة أعوام من إنهاء حكم القذافي، فإن جهود ليبيا الهشة في السير نحو الديمقراطية قريبة من الفوضى. وأدى القتال على مدى شهر في طرابلسوبنغازي إلى مزيد من الاستقطاب للفصائل السياسية والميليشيات المتحالفة معها. النواب مستمرون سياساً، أفاد مصدر بديوان الرئاسة بمجلس النواب لوكالة الأنباء الليبية بأن مجلس النواب الليبي سيواصل عقد جلساته. وكان المجلس قد عقد جلسة تشاورية بطبرق، الأحد، تم خلالها مناقشة استكمال مشروع اللائحة الداخلية من قبل اللجنة المكلفة بذلك، وتشكيل اللجنة القانونية والتشريعات لاستكمال بقية اللجان تمهيداً لمباشرة أعمالها. وأكد رئيس المجلس عقيلة صالح عيسى، أن مجلس النواب شكل لجنة برلمانية للاتصال بجميع الأطراف المتنازعة في ليبيا، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار. وأضاف، أن هذه اللجنة تقف على مسافة واحدة من الجميع، وستعمل على حثّ كل الأطراف المتنازعة على الالتزام بتطبيق قرار مجلس النواب القاضي بالوقف الفوري غير المشروط لإطلاق النار والإنهاء التام للعنف. وفي حديث متصل أكد عقيلة، أن الأطراف الدولية رحبت بطلب المساعدة الدولية، مضيفاً أن جهود الخيّرين من هذا الوطن وكذلك من الداعمين بالخارج تصب كلها في اتجاه التوصل لوقف فوري لإطلاق النار. يشار إلى أن الحكومة الليبية ومجلس النّواب الليبي طالبا بالمساعدة الدولية لفرض الأمن.