واصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جهوده السبت لإيجاد حل للخلاف على نتائج انتخابات الرئاسة الأفغانية ويلتقى لليوم الثاني مع المرشحين في انتخابات الرئاسة والرئيس الحالي حامد كرزاي. وأثارت الأزمة الناجمة عن نتيجة جولة الاعادة بين المرشحين عبدالله عبدالله وأشرف عبد الغني مخاوف في واشنطن بشأن انتقال سلس للسلطة في أفغانستان في الوقت الذي تستعد فيه معظم القوات الأمريكية للانسحاب من البلاد بنهاية هذا العام. واجتمع كيري اثناء الليل مع معاونيه بعد أن امضى يوم الجمعة في اجتماعات مع عبدالله وعبدالغني وكرزاي والممثل الخاص للأمم المتحدة يان كوبيس. واجتمع مرة اخرى أمس مع عبدالله وعبدالغني في السفارة الامريكية. وأظهرت النتائج الأولية لجولة الإعادة تقدم عبدالغني المسؤول السابق بالبنك الدولي بفارق نحو مليون صوت. ورفض عبدالله النتيجة ووصفها بأنها «انقلاب» على إرادة الشعب كما تحدث عن وقوع تزوير كبير. وحثت الولاياتالمتحدة اللجنة المستقلة للانتخابات على الا تعلن النتيجة النهائية لحين مراجعة فرز الأصوات كما طلبت من معسكري المرشحين الا يبادر اي منهما بإعلان فوزه في الانتخابات. ولم يكشف اي من المعسكرين المتنافسين عما دار في المحادثات التي تجري في سرية. وقال محمود سايقال العضو البارز في معسكر عبدالله عقب اجتماع الجمعة «تبادلا الآراء خلال الاجتماع. أراد كيري مزيدا من المعلومات عن المشكلة». وتركزت المحادثات بين كيري والاطراف الافغانية على التفاصيل الفنية لعملية الاقتراع وحجم عملية مراجعة فرز الاصوات التي ترضي كلا من الطرفين. وتناولت سبل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تضم كل الأطياف. ورفض مسؤولون امريكيون التحدث بالتفصيل عن فكرة تشكيل حكومة وحدة التي رفضها المرشحان حسب مسؤول امريكي. وقال مسؤول كبير في الادارة الأمريكية «تعاني البلاد من انقسامات عديدة ومن المهم في هذه المرحلة وفي هذا المجتمع ضمان تشكيل حكومة وطنية ذات قاعدة عرضية وتمثل جميع الاطياف وموحدة قدر الإمكان». «النتيجة متقاربة بغض النظر عما سيحدث وعما ستسفر عنه عملية مراجعة فرز الاصوات». وفي تصريحات للصحفيين الجمعة قال كيري إن انتقال افغانستان لدولة تعتمد علي نفسها على المحك ما لم تستيعد الانتخابات شرعيتها. وقال مسؤولون امريكيون ان عدة أفكار طرحت وإن الولاياتالمتحدة لم تتقدم باقتراح شامل بعد وذكر المسؤول الأمريكي أن كيري حذر الطرفين من التخلي عن جهود التوصل لحل وسط. هجوم ميدانيا، أعلنت السلطات الباكستانية ان متمردين قدموا من افغانستان قتلوا ثلاثة جنود باكستانيين على الاقل في هجوم فجر السبت في منطقة قبلية شمال غرب باكستان. وقالت السلطات الباكستانية ان حوالى عشرين متمردا مزودين بأسلحة متطورة عبروا الحدود لشن هجوم على مركز حدودي في منطقة باجور المحاذية لولاية كونار الافغانية. وقال احد رجال الامن في باجور لوكالة فرانس برس ان «اثنين من رجال الامن وجنديا قتلوا في هذا الهجوم»، كما جرح جندي ومدني. وصرح مسؤول حكومي ان المتمردين فروا بعد تدخل القوات الباكستانية. ولم تتبن اي جهة الهجوم لكن السلطات الباكستانية نسبته الى حركة طالبان باكستان التي تنشط منذ سبع سنوات ضد اسلام اباد. وتشن القوات الباكستانية منذ منتصف يونيو هجوما في شمال وزيرستان في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان القريبة من افغانستان حيث ينشر الجيش حاليا ثلاثين الف رجل في اطار حملة عسكرية واسعة على متمردي طالبان والقاعدة. وقال المسؤول الحكومي لفرانس برس ان هذا الهجوم «قد يكون ردا على الهجوم العسكري الباكستاني في شمال وزيرستان». وأكد مسؤول عسكري كبير في بيشاور كبرى مدن المنطقة الهجوم وحصيلة القتلى وقال ان هؤلاء الجنود قتلوا عندما اصاب صاروخ آلية بالقرب من المعبر الحدودي. واضاف ان «جنديين جرحا ونقلا الى المستشفى الرئيسي في باجور». ويعتقد ان رجل الدين المتشدد الملا فضل الله الذي يقود حركة طالبان باكستان التي تخوض حركة تمرد على حكومة اسلام اباد يختبىء في مكان على حدود كونار. ويشن الجيش الباكستاني حملة في شمال وزيرستان القبلية منذ 15 يونيو لضرب معاقل المتمردين الذين استخدموا المنطقة منطلقا لهجمات في جميع انحاء هذا البلد النووي. وبقيت المنطقة لفترة طويلة معقلا للاسلاميين المتشددين من كل الجماعات، بما فيها حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة ومقاتلين اجانب بمن فيهم الاوزبك والطاجيك. ومنذ بدء الهجوم اعلن الجيش انه قتل حوالى 400 متمرد وخسر عشرين جنديا، في ارقام يستحيل التحقق منها من مصدر مستقل اذ انه لا يسمح لوسائل الاعلام بدخول المنطقة. وقال مسؤول امني آخر السبت ان القوات البرية تقصف مخابئ الناشطين بالمدفعية وقذائف الهاون في منطقة دهقان الجبلية التي تبعد حوالى 25 كيلومترا غرب ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان. وأضاف ان «اربعة مجمعات سكنية لمقاتلين اجانب على الاقل دمرت وما زلنا نتلقى معلومات عن الاضرار». تقدم للجيش وأعلن الجيش الباكستاني الخميس انه على وشك السيطرة على ميرانشاه كبرى مدن المنطقة الشمالية الغربية التي يشن منها هجومه لطرد مقاتلي حركة طالبان باكستان والقاعدة الذين اتخذوها موئلا لهم. وأعلنت السلطات الباكستانية الاربعاء ان اكثر من 800 الف نازح تسجلوا منذ بداية الهجوم العسكري في شمال غرب البلاد، مشيرة الى ان المنطقة القبلية المستهدفة اصبحت شبه خالية من المدنيين. ومنذ بدء الهجوم هرب سكان هذه المنطقة المحاذية لافغانستان الى المدن والمناطق المجاورة وخصوصا الى بانو ولاكي مروات وكرك وديرة اسماعيل خان وبيشاور في الشرق الافغاني. وكان عدد سكان شمال وزيرستان النائية، والتي يصعب الوصول اليها، يقدر بما بين 500 الف ومليون نسمة قبل هجوم الجيش الباكستاني.