واصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كابول أمس، جهوده الديبلوماسية لمحاولة إنهاء أزمة نتائج الانتخابات الرئاسية في أفغانستان التي تهدد بإغراق البلد في الفوضى. والتقى لليوم الثاني المرشحين المتنازعين اشرف غاني الذي كشفت النتائج الأولية فوزه، وعبدالله عبدالله والرئيس حميد كارزاي. وتتركز المحادثات بين كيري والأطراف الأفغانية على التفاصيل الفنية لعملية الاقتراع، وحجم عملية إعادة فرز الأصوات المشبوهة بالتزوير لإرضاء المرشحين، إضافة إلى سبل تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة تضم كل الأطياف. وقال مسؤولون أميركيون إن أفكاراً عدة طرحت، من دون أن تقدم واشنطن اقتراحاً شاملاً، لكن كيري حذر الطرفين من التخلي عن جهود التوصل إلى حل وسط. وأول من امس، وافق غاني على اقتراح الأممالمتحدة إعادة التدقيق ببطاقات التصويت في 8050 مركز اقتراع، ما يعني مراجعة 3.5 ملايين صوت، لكن عبدالله اعتبر العدد «منقوصاً»، إذ يريد أن يشمل الإجراء 11 ألف مركز، بينها تلك التي تعد أكثر من 595 بطاقة، أو تلك التي أدارها رجال فيما كانت مخصصة للنساء. وعملية تدقيق مماثلة ستتطلب أسبوعين، بحسب الأممالمتحدة، لكن الوقت يضيق لأن الجدول الزمني للانتخابات ينص على تنصيب الرئيس الجديد في الثاني من آب (أغسطس). ميدانياً، قتل 8 مدنيين بينهم 4 نساء من عائلة واحدة في انفجار قنبلة يدوية الصنع لدى مرور سيارتهم بمنطقة بانغوي في ولاية قندهار (جنوب)، وذلك بعد أيام على إصدار حركة «طالبان» أوامر لرجالها بتجنب استهداف مدنيين. وقالت الحركة في بيان أصدرته في الرابع من الشهر الجاري: «يجب أن نحرص جداً لدى زرع العبوات الناسفة لاستهداف العدو، ونفكر في حياة الناس العاديين». وفي مدينة جلال آباد (شرق)، قتل شخصان في انفجار قنبلة جرى التحكم فيها عن بعد لدى مرور سيارة تابعة للجيش لم تلحق بها أضرار. في باكستان، أعلنت السلطات أن حوالى 20 متمرداً قدموا من أفغانستان قتلوا ثلاثة جنود على الأقل في إقليم باجور القبلي (شمال غرب) المحاذي لولاية كونار الأفغانية، ثم فروا بعد تدخل القوات الباكستانية. ويشن الجيش الباكستاني منذ منتصف حزيران (يونيو) هجوماً واسعاً في إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب).