شهر رمضان مناسبة دينية اجتماعية، في هذا الشهر نجد الوجه الديني للاحتفال برمضان متمثلا في قراءة القرآن، وملازمة المساجد. والوجه الاجتماعي في الزيارات واللقاءات في المنازل.. في هذا الشهر يقضي المبتعثون من الطلاب والزائرين السعوديين الشهر الكريم في مصر.. فهل تختلف العادات عن المملكة العربية السعودية، وما هو الشعور الذي يراودهم في هذه الأيام.. لذا، حرصت جريدة (اليوم) على مشاركتهم الأيام المباركة، ونقل مشاعرهم لذويهم بالأراضي السعودية.. في البداية، يقول عبدالرحمن الغامدي رئيس نادي الطلبة السعوديين بالإسكندرية: إنه العام الرابع الذي أقضي فيه شهر رمضان بمصر.. ولا يختلف كثيرا عن وجودنا بالمملكة، إلا انني أفتقد العائلة والأكلات المميزة من أيدي والدتي، والذهاب للجامع مع الوالد والاخوة.. كما حرصنا على تجميع الطلاب كل أسبوع في إفطار جماعي يضم من 15 إلى عشرين طالبا، في مسكن أحد الطلاب، ويتم التبادل فيما بيننا، فاليوم الإفطار عند عبدالرحمن، وغدا عند معاذ وهكذا على أن نشارك جميعا في طهي الأطعمة؛ لخلق الجو الأسري والترابط بين أبناء الوطن. وخلال هذه اللقاءات، اكتسبنا خبرات مختلفة في العديد من المجالات، وتم نقل بعض العادات الثقافية التي تختلف من مكان لآخر، فمثلا أهل الطائف تختلف في بعض العادات عن الرياض أو جدة أو الدمام، كما ساهم هذا التقارب في توليد أفكار جديدة لدورات تدريبية أو رياضية وكذلك مشروعات مستقبلية مشتركة.. كما أن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة لأني أشعر أن روح الاستقرار تخيم على أجواء رمضان في مصر. وأضاف البراء الوقداني نائب رئيس نادي الطلبة السعوديين بالاسكندرية وطالب هندسة بحرية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا: إن جميع الطلاب حريصون على أداء صلاة المغرب والتراويح في الجامع مع الاخوة السعوديين والمصريين، كما نحرص على طهي المأكولات السعودية بنفس الطريقة المتبعة في المملكة، مثل: السقط، ومختوم اللحم باللبن، وعيش الصاج. ويقول صالح الجعيد طالب دكتوراة بكلية الحقوق جامعة القاهرة: حرصت على مدى أربع سنوات قضاء رمضان بمصر مع أصدقائي وزملائي، بعد الأيام الثلاثة الأولى أفضل قضاء الليل في الخيم الرمضانية التي تتميز بها مصر عن السعودية، في جو من المرح، والسحور على أنغام الموسيقى حيث تقدم بعض الفنادق هذة الخدمة للرواد في شهر رمضان الكريم، كما نشاهد موائد الرحمن في المساجد والشوارع، وهي من علامات التكافل وإحساس الغني بالفقير، واشتريت فانوس رمضان مثل كل عام، وهذا العام أقوم بإهدائه لخطيبتي عندما أعود لأرض الوطن. ولأن الشعوب تختلف في أكلاتها. وكل منها يستمتع بالوجبات التي تربى عليها.. تقول داليا الشافعي طالبة ماجستير كلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة: بداية أوجه التهنئة للأهل بالمملكة، وأدام الله علينا العلاقات السياسية الطيبة بين مصر والمملكة، مع أمنياتي بمزيد من الاستقرار الأمني في مصر، ومزيد من التقدم والازدهار لوطني الحبيب. بينما تقضي الطالبة نورة شايع ماجستير تربية خاصة كلية التربية جامعة القاهرة، أيام رمضان في الصوم والصلاة بجامع الحسين، الذي يقع بالقرب من المنطقة التي تسكن بها، ولا تشعر بالغربة، فهي في بلدها الثاني ومع عائلتها، تقول: أشعر باطمئنان داخل مصر حتى في أصعب الأوضاع، وأصرت على استكمال الماجستير في مصر، وساعدتني أسرتي التي جاءت معي؛ من أجل استكمال دراستي. وأضافت أمينة الجندي طالبة دكتوراة خدمة اجتماعية بجامعة الأزهر: والدتي سعودية وأبي مصري، وعشت بالسعودية طوال عمري، وعندما جاءت الفرصة للدراسات العليا كنت أتمنى الابتعاث أن يأتي لمصر، وقد حدث وحصلت على الماجستير، والآن اقتربت من الانتهاء من رسالة الدكتوراة، وحريصة على دعوة جيراني المصريين وصديقاتي لتناول الأكلات السعودية، وأعتبر هذا نقلا للثقافة السعودية، كما أنه يوطد الروابط بين الجيران ويخلق روحا من المحبة والألفة. ويرى هائل محمد طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أن العادات الرمضانية في مصر لا تختلف كثيرا عن المملكة، ونقضي على الشعور بالاغتراب بتنظيم الافطار الجماعي مع الزملاء المغتربين، وشهر رمضان في السعودية إحساس آخر لا يعوض، فنفطر كل يوم في منزل من منازل الأقارب، حيث يتبادلون أطباق الأطعمة مما يجعله من الشهور المتميزة. ويقول عبدالرحمن الشهراني طالب السنة السادسة كلية طب جامعة الإسكندرية: لم أشعر بالغربة في ظل وجود اخواني من المملكة واخواني المصريين، والدراسة من أهم أسباب وجودي في رمضان بعيدا عن أرض الوطن، وأتواصل مع الأهل من خلال الإنترنت والجوال، وأضاف خضير العمري طالب دكتوراة بكلية الحقوق جامعة القاهرة: إنه عقب الإفطار وصلاة العشاء والتراويح نذهب للحسين والجلوس على الكافيتريات؛ للشعور بأجواء رمضان، التي تنفرد بها مصر عن أي دولة أخرى. بينما يتساءل محمد الحربي طالب السنة الرابعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهي بدلا من شهر روحاني، لست شيخا ولا داعية، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان، كنت صغيرا ناقما على أمي التي منعتني واخواني من مشاهدة فوازير رمضان، بينما يتابعها كل أصدقائي، وكانت إجابة والدتي شهر رمضان عبادة وليس فوازير، وفي هذه الأيام المباركة أرجو من الله أن يحفظ مليكنا وأرض المملكة الغالية على كل مسلم.