في محاولة جبانة للتعدي على حدودنا الطاهرة ذهب ضحيتها جندي سعودي وصنديد مقاتل اسمه (فهد الدوسري). ولم تذهب دماؤه سدى, فقد تم إحباط المخطط الخبيث، وتم قتل ثلاثة من المجرمين الإرهابيين وأسر رابع في إشارة واضحة لكل من تسول له نفسه المساس بتراب المملكة، فحدود المملكة خط أحمر قاني. وقبل هذه الحادثة بأيام تصدرت أخبار ما يجري داخل العراق بعد إعلان ما يسمى دولة الخلافة أنباء مفادها بأن هذه الشرذمة أعلنت إلغاء أي حدود بين الدول. وبدأنا نسمع وكالات إعلامية تتحدث عن الحدود السعودية، وبدأ العالم يتابع أخبار ما يمكن أن يحدث بعد إعلان إزالة مسمى الحدود. فمن وكالة رويتر إلى مواقع التواصل الاجتماعي بدأ الكل يتحدث عن الحدود السعودية، لكن ماذا يعني الاقتراب من الحدود السعودية؟ الجواب بسيط، وهو أن العدو الذي يقترب من الحدود السعودية أو يفكر في المساس بتراب هذا الوطن, هو في الواقع في عداد المفقودين حتى قبل أن يصل إلى الحدود، وبمعنى آخر فكل من أراد ملامسة الحدود هو عدو يريد الانتحار. فمنذ نشأة المملكة العربية السعودية وتأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - كان أول شيء تم توضيحه للعالم أجمع هو أن المملكة ذات سيادة وتحترم سيادة حدود كل جيرانها. والمملكة دولة محبة للسلام وهدفها هو بناء الوطن والمواطن وليس الخوض في نزاعات وصراعات لا حاجة لها. وإلى يومنا هذا العالم أجمع يعلم بأن المملكة لم يسبق أن قامت بالاعتداء على أحد ولم تكن في أي يوم هي من بدأت أي نوع من التصادم المسلح سواء مع جيرانها أو غيرهم من البلدان القريبة والبعيدة. ورغم ذلك فلم تسلم حدود المملكة - ولمرات عديدة - من بعض من حاول اختبار الصبر السعودي، وكان في كل مرة يحاول فيها العدو الاقتراب من تراب هذا الوطن, يتفاجأ ببراكين غضب تقول له : مجنون من وده يمس السيادة. ومنذ أن بدأ ما يسمى الربيع العربي كانت هناك أبواق جاهلة أخطأت في قراءة اللحمة الوطنية في المملكة، ولم تقرأ ما يدور في المملكة بين الحاكم والمحكوم. وبعضها راهن على عناصر إرهابية ضالة ليتضح لهم أن أول من وقف ضدهم هم من عقلاء أهاليهم وذويهم وكل الشعب السعودي حتى قبل أن تعلن الحكومة السعودية موقفها. وفي الوقت الحالي هناك منظمات إرهابية طائشة همها زعزعة بلاد العرب والمسلمين، لكنها لا تعرف أن المملكة قلعة مستعصية على كل عدو، وحدودها مؤمنة - بعد توفيق من الله سبحانه وتعالى - ومن ثم بسواعد جنود بواسل ومنظومة دفاعية وقوة ضاربة متطورة سواء أكانت تابعة لوزارة الداخلية أو الدفاع أو الحرس الوطني. وأهم من ذلك هو قوة الجبهة الداخلية واللحمة القوية التي ظن الكثير ممن لا يعرف المملكة وحكامها وشعبها أن رياح ما أطلق عليه الربيع العربي ستكون ذات تأثير على الداخل السعودي. ليتفاجأ الجميع بأن الداخل السعودي لم يكن مشغولا إلا ببناء هذا البلد والمحافظة على مقدراته، وقبل أن يقوم أي عدو أحمق بأي محاولة للمساس بتراب هذا الوطن يجب عليه أن يعلم بأن مخططاته ستفشل حتى قبل أن تبدأ.