مع تعاقب الليل والنهار تمضي الأيام وتمر الشهور وتتوالى السنون وخلالها تحدث العديد من المتغيرات والكثير من التطورات الجوهرية في الأندية الكبيرة إلا النصر الذي مازال جامدا يرزح تحت وطأة الفقر الفكري الذي جعله يتقوقع في المؤخرة ،وبات مطمعاً للفرق الصغيرة قبل الكبيرة بعد أن كان الجميع يحسب له ألف حساب . منذ أعوام خلت وحتى عامنا الحالي ونحن مع بداية كل موسم رياضي نمني النفس بعودة النصر لماضيه الجميل، وأخذ نصيبه من البطولات أسوة بغيره من الأندية الجماهيرية التي عودتنا على صعود المنصات، ونثر شلال الفرح في أروقتها ورسم السعادة على وجوه جماهيرها في كل مكان . 13 عاما مضت بالتمام والكمال وجماهير الشمس محرومة من الفرحة التي تعتبر حقا مكتسبا لها ،حالها كحال بقية جماهير الأندية الكبيرة الأخرى التي تحتفي كل عام بالكعكة الذهبية ( وتقول ننتظر المزيد )، ومع ذلك لم تكِل أو تمِل أو تيأس تلك الجماهير المغلوب على أمرها بل ظلت صابرة وصامدة تلاحق فريقها في كل مكان لدعمه ومساندة لاعبيه علّ وعسى أن تتغير الأوضاع وتتحسن النتائج وتعود البطولات ولو بعد حين . وخلال تلك الأعوام الطويلة تربّع على سدة الرئاسة عدة شخصيات، ولكن الفكر الذي يُدار به النادي والسياسة العامة لم تتغير ( تطفيش لأعضاء الشرف ، اتخاذ القرارات بصورة عشوائية ، تعاقدات مع أنصاف لاعبين ، جلب لاعبين محليّين لفظتهم أنديتهم ، تهميش للاعبي الخبرة ) حتى أصبح الفريق بلا هوية . بما أننا الآن مقبلون على فترة الانتقالات الشتوية فإن الفرصة مواتية أمام إدارة النادي التي بدأت فعليا بإصلاحات جوهرية منذ أيام قليلة على الصعيد الإداري والفني وذلك بجلب لاعبين على مستوى عالٍ وفقاً لحاجة الفريق الذي يحتاج إلى تغيير صورته الباهتة "ورغم ذلك فإنني لا يمكن أن أهمِّش دور رئيس النادي الحالي الذي له الفضل بعد الله في جلب نخبة من اللاعبين المميزين كسعود حمود والزيلعي وعمر هوساوي والقحطاني وخالد الغامدي والسهلاوي واحمد عباس ، حيث صرف ملايين الريالات من أجل التعاقد معهم ، ولكنه في المقابل وقع في عدة أخطاء جسيمة نتيجة الاجتهادات الشخصية التي جانبها الصواب ،ولعل من أبرزها التعاقدات مع المدربين واللاعبين الأجانب وبعض اللاعبين منتهي الصلاحية ، ولو كانت هناك لجنة فنية مختصة بهذا الجانب مكوّنة من اللاعبين القدامى كماجد عبدالله ويوسف خميس وفهد الهريفي وغيرهم من اللاعبين الأكفاء ذوي النظرة الفنية الثاقبة لربما كان الوضع مختلفا 180 درجة . وبما أننا الآن مقبلون على فترة الانتقالات الشتوية فإن الفرصة مواتية أمام إدارة النادي التي بدأت فعليا بإصلاحات جوهرية منذ أيام قليلة على الصعيد الإداري والفني ،وذلك بجلب لاعبين على مستوى عالٍ وفقا لحاجة الفريق الذي يحتاج إلى تغيير صورته الباهتة التي قدّمها في الدور الأول ،وفي نفس الوقت المحافظة على حظوظه كاملة في المنافسة على بطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد على أن يتم استكمال العمل المنظم الذي يُعدّ عصارة للجهود الجماعية ( أعضاء شرف ، وأعضاء مجلس إدارة ) بعد نهاية الموسم تأهبا للموسم الجديد الذي يجب أن يكون مختلفا شكلا ومضمونا .. وحتى ذلك الحين سأُردد ( متى تعود يانصر ) ؟!!