لم تكن خسارة النصر الأخيرة أمام منافسه التقليدي الهلال 3-صفر، سوى تواصل لما يحيط بالفريق النصراوي من عشوائية في العمل الإداري والفني، إذ ساهمت هذه الخسارة في تعرية العمل الإداري والفني وإبراز عيوبه الواسعة بشكل واضح، فالخطوط البيانية لمستويات النصر الفنية داخل الملعب تتراجع إلى الأسفل دون التقدم خطوة واحدة إلى الأعلى، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ماذا تفعل إدارة النادي من اجتهادات محبطة لجماهير النصر التي تتوق يوما ما لعودة فريقها نحو جادة البطولات موسما بعد موسم دون جدوى، على الرغم من تعدد الانتدابات المتوالية التي جلبتها إدارة النادي لتدعيم الفريق، فعلى صعيد الأجانب لازال النصر بعيدا جدا عن تحقيق الحد الأدنى من فائدة الفريق الفنية، خصوصا في المواسم الثلاثة الأخير عدا المهاجم الكويتي بدر المطوع، والذي فرطت الإدارة في الحفاظ عليه في صفوف الفريق ووقفت عاجزة عن إحضار بديله هذا الموسم، على الرغم من الحاجة الفنية الماسة لتواجده في النصر، وما زاد الإحباط في نفوس الجماهير النصراوية هو ضعف المردود الفني لأجانب الفريق، في اجترار متواصل للإخفاق الإداري في هذا الجانب، منذ تسلمها مهام إدارة الفريق، بل وزادت وطأة المشاكل الفنية بإحضار مدرب الفريق الحالي، الذي اخفق في إعادة هيبة الفريق أو خلق انضباط تكتيكي، وسط تراجع فني لأغلب لاعبيه دونما تدخل إداري أو فني حاسم منذ بداية الموسم، مع غياب الفرصة الكاملة لتصعيد لاعبي النادي من درجة الأولمبي أو الشباب. الفرصة الأخيرة لاتزال متاحة أمام إدارة النصر بخطوات جدية في تصحيح أوضاع الفريق، وأولها التخلص من بعض اللاعبين المستهلكين فنيا وخصوصا المقبلين من أندية أخرى، الذين استغنت أنديتهم عن خدماتهم بمحض إرادتها ورؤيتها الفنية، كما أن فترة الانتقالات الشتوية ستكون فرصة مواتية لإحضار رباعي أجنبي مميز من اللاعبين المحترفين ذوي الكفاءة الفنية، بعيدا عن عشوائية الاختيار وتخبطه، وتظل إقالة الجهاز الفني الحالي مطلبا فنيا بعد عجزه عن إضفاء أي تقدم ملموس على صعيد العمل الفني داخل الفريق. وفي المشهد الشرفي الغامض لايزال الدعم المادي غائبا في وضع محير حتى بعد الاجتماع الشرفي الواسع قبل نحو شهرين، وهو مازاد أوضاع الإدارة النصراوية إحراجا أمام الجماهير التي تجد صعوبة في تأمين مرتبات اللاعبين، غير ما ينتظرها من استحقاقات مادية عالية لتدعيم صفوف الفريق في الفترة المقبلة، نحو إعادة النصر للطريق الصحيح في المنافسة الحقيقية على البطولات، دون الاكتفاء بدور الفرجة على المنافسين، وتقبل الخسارة تلو الأخرى وهو ما تكرر هذا الموسم أربع مرات حتى الآن وفي وقت باكر، في دليل قاطع على حجم التراجع النصراوي المحبط لجماهيره موسما بعد موسم.