عاش فريق النصر منذ أن تولى الأمير الشاب فيصل بن تركي منصب «الرئيس» أوضاعاً متفاوتة ومستويات متأرجحة في السواد الأعظم من المواسم الثلاثة، وفي خضم تلك الفترة أبرم «كحيلان» بحسب ما يحلو لجماهير النصر أن تطلق عليه صفقات وافرة ما بين مدربين ولاعبين أجانب، ولاعبين محليين، إضافة إلى تصعيد اللاعبين من الفئات السنية، وكذلك التخلي عن آخرين، «الحياة» تصفحت كتاب النصر في فترة رئاسة فيصل بن تركي الماضية وستقلب «صفحات» الأوضاع النصراوية على مدى أربعة أيام متتالية: تعهد رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي منذ تسلمه زمام الأمور في «البيت الأصفر» بإحداث ثورة في التعاقدات الأجنبية والمحلية منها، وتغير شكل الفريق بما يتلاءم مع حجم تاريخه، العلاقة الرئاسية لمن تلقبه الجماهير النصراوية ب«كحيلان» بدأت في عام 2008 عندما صدر قرار من الاتحاد السعودي بتكليفه في ما تبقى من الموسم بعد استقالة الرئيس حينها فيصل بن عبدالرحمن وفور تسلمه للرئاسة ب «التكليف» أعلن الأمير فيصل بن تركي تعاقد ناديه مع الأجانب المصري حسام غالي، والعماني حسن ربيع، وسط ترحيب كبير وحفاوة من جماهير الفريق بهذه الخطوة، التي أعطت إيحاء بطموح الرئيس وقوة تعاقداته، خصوصاً أن الأسماء كانت ذات سيرة مميزة، فحسام غالي جاء من أقوى دوري في العالم «البريميير ليغ» وتحديداً من نادي توتنهام، إضافة إلى حسن ربيع الذي قدم أداء لافتاً في بطولة الخليج مع منتخبه حينها. صفقتان كانتا البداية ل20 صفقة على مدى 4 أعوام مع الرئيس ذاته، إذ انطلقت الرحلة بعد أن قدم العماني حسن ربيع أداء باهتاً ولم ينجح في هز الشباك طوال 14 مباراة، على رغم أن مركزه يتطلب ذلك وهو «الهجوم»، فتم الاستغناء عن خدماته وشرعت الإدارة في التنقيب عن أجنبي مميز آخر، فتعاقدت في موسم 2009 مع كل من الأرجنتيني فيكتور فيغاروا، والكوري الجنوبي لي تشن سو، إضافة إلى استمرار المدافع البرازيلي ايدير غاوتشو والمصري حسام، ومع انتصاف الموسم ظهر الأرجنتيني فيغاروا وحسام غالي بمستوى عالٍ شفع لهما بالاستمرار لمدة أطول، فيما رحل لي تشن سو في حادثة غريبة، عندما تسلل من دون علم النادي ولم يعد مرة أخرى حتى تم فسخ العقد، فكان البديل الغيني باسكال فيندونو، والذي قدم في تجربته هو الآخر أداء مميزاً لدى تجربته مع النصر، ولكن الخروج من كل البطولات تسبب في وجود رد فعل لدى الإدارة، ولم تعد الفرصة مواتية لبقاء المصري حسام غالي ولو أن وقوعه في مشكلة المنشطات وإيقافه أغضبت اللاعب، خصوصاً بعد اكتشاف براءته من استخدامها، فاتفق الطرفان ودياً على إنهاء العلاقة، ومع موسم 2010 كانت الاستقطابات النصراوية مغايرة بعض الشيء، إذ اتجهت بوصلة الإدارة نحو القارة الأوروبية، وتحديداً دولة رومانيا عندما استقطبت كلاً من لاعب خط الوسط بيتري، ومواطنه رازفان، فيما تمثل الخيار الآسيوي في المدافع الأسترالي جون ماكين، مع المحافظة على الأرجنتيني فيكتور فيغاروا للموسم الثاني على التوالي بعد تقديمه عطاءات مميزة في موسمه الأول. هجوم جماهيري شرس جاء ضد اللاعبين رازفان وبيتري نظير أدائهما الباهت والذي لم يرتق إلى طموحات الجماهير، إذ لم يستفد الفريق من خدماتهما مع تواضع أداء رازفان وعدم تأقلمه مع الفريق، وكثرة إصابات بيتري الذي كان يقدم مستويات جيدة، ولكنه يغيب بشكل متكرر، مما حدا من فائدة التعاقد معه. وعند نقطة الانتقالات الشتوية ودع الفريق رازفان وعوضه بالكويتي بدر المطوع، الذي شكل قوة كبيرة لخط هجوم النصر بتسجيله 13 هدفاً في فترة وجيزة، ولكن الجماهير لم تكن راضية عن فكرة الإبقاء على الاسترالي ماكين، الذي لم يصنع الفارق في خط الدفاع، علاوة على أنه اللاعب «الآسيوي» الثاني في صفوف الفريق، وكانت المطالبات تنادي بإبعاده والاستفادة من وجود الآسيوي المطوع بالتعاقد مع لاعب لاتيني أو أفريقي يفيد الفريق.في موسم 2011 تخلصت الإدارة النصراوية من الروماني بيتري، والاسترالي جون ماكين، والأرجنتيني فيغاروا، وافتتحت جولتها في سوق الانتقالات بمفاوضات إدارة نادي القادسية الكويتي من أجل تمديد عقد المهاجم بدر المطوع، ولكن تلك المحادثات لم تؤت ثمارها إذ بقي اللاعب قدساوياً، ومن الأسباب التي دفعته إلى ذلك هو ارتباطه بعمله «العسكري»، فما كان من إدارة النصر إلا أن أعلنت إغلاق باب المفاوضات مع اللاعب، ونظير طول الانتظار لحسم صفقة «الآسيوي» المطوع لم تنجح الادارة في ضم لاعب من قارتها في ذلك الموسم، واكتفت بجلب المدافع الجزائري عنتر يحيى نجم بوخوم الألماني، وخوان مارسير الذي خرج من الأرجنتين للمرة الأولى، على رغم بلوغه سن ال30. كما استعارت الكولومبي خوان بابلو بينو من فريق غلطة سراي التركي، وحتى بلوغ فترة الانتقالات الشتوية، قُطعت علاقة الفريق بأجانبه الثلاثة، عنتر يحيى ومارسير لأسباب فنية، وبينو بعد تعرضه لإصابة قوية ستبعده عن الملاعب 3 أشهر وهي الفترة المتبقية على نهاية الموسم، ففضلت الإدارة إنهاء فترة إعارته، وتعاقدت مع البرازيليين واغنر وريتشي في خط الوسط، والمهاجم الجزائري الحاج بوقاش، وهذه المرة نجحت في التعاقد مع آسيوي وهو الكوري الجنوبي كيم سو، ونجح مع هذا الرباعي الفريق في الوصول لنهائي كأس الملك كأفضل عمل للنصر منذ فترة طويلة، إلا أن ذلك لم يعني شيئاً لا للإدارة ولا للمدرب ماتورانا فتمت مخالصة مالية مع اللاعبين الأربعة. ومن بين تلك الأسماء ال16 ما زالت جماهير النصر تطالب حتى الآن بعودة الكويتي بدر المطوع، ومع الموسم الجديد والتعاقد مع أربعة لاعبين جدد يبلغ عدد الأجانب منذ رئاسة الأمير فيصل بن تركي في النصر 20 اسماً.