تتدفق أعداد كبيرة من دول مجلس التعاون الخليجي على الأحساء هذه الأيام للتبضع من أسواقها بمختلف أنماطها القديمة والحديثة والتي يجدون فيها الأسعار المناسبة. ويتردد الزوار غالبا على أسواق المواد الغذائية والفواكه والخضار واللحوم والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والسجاد والمستلزمات المنزلية والكماليات النسائية والرجالية، سيما من دولة قطر؛ لقربها من الأحساء وكونها معبرا لعدد من دول الخليج. وأكد عدد من الباعة، أنهم يستبشرون بتسوق الخليجيين، دون جدال حول السعر، مشيرين إلى أن دور الإيواء السكنية من فنادق وشقق مفروشة تكتظ بالنزلاء الخليجيين. تاريخية القيصرية ويقع سوق القيصرية في قلب مدينة الهفوف ويتميز بمبناه المصمم على الطراز الإسلامي المبني في العهد العثماني، ويمثل وجه الأحساء بملامحه التاريخية والتراثية، ويعد أقدم الأسواق في شرق الجزيرة العربية وأول سوقٍ مسقوف فيها. ويعد سوق القيصرية مجمعا رئيسيا لعدد من المحلات، تتكون داخل شبكة متعددة من ممرات طويلة ضيقة، متوزعة حسب تخصصها وأهميتها. وتقع محلات السلع الغذائية على طول الواجهة، وكذلك الأحذية، وذلك في طريقين موازيين للواجهة وتقع محلات بيع «المشالح» والعباءات النسائية والأقمشة في النهاية الجنوبية، والسجاد والفرش على طول الجانبين الشمالي والشرقي، وتقع محلات الأواني في الوسط إضافة لمحلات الصرافة، وفي مجملها تشكل صفوفا من محلات، وبين كل مسافة يوجد ممر عرضي، وليس لها مدخل محدد، وتقود الممرات الخلفية إلى مستودعات، ومباني سكنية لحي الرفعة. وتبلغ مساحة السوق حوالي 1500 متر مربع، مبنية من الحجر الجيري والطين، وتبلغ سماكة حوائطها سابقا 60 سم، والسقف محمول على الحوائط وعوارضه من جذوع النخل أو خشب الكندل. يذكر أن سوق القيصرية الأثري قبل احتراقه، كان يعج بالمتسوقين من دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يزال يشهد إقبالا كبيرا في موقعه المؤقت. وتمنى ملاك المحلات من أمانة الأحساء إعادة بناء السوق وفق تخطيط جديد، وأن يتم تحويله إلى مزار ثقافي وتراثي وتجاري ومعلم بارز في المنطقة.