إذاعتنا السعودية ( البرنامج العام ) بقيادة سعادة الأستاذ والإعلامي المخضرم سعد بن محمد الجريس الذي طوّر وجدّد ونوّع فزاحمت بجهوده الكثير من الإذاعات وأثبتت قربها الحميم من المواطن والمستمع بشكل ملفت وجلي وذلك لتعدد برامجها الحية الصباحية منها والمسائية وشفافيتها. ولتجدّد دمائها بالعنصر الشبابي من المذيعين المتميزين. فما اجدر الإذاعة والتلفزيون أن يستقطبا هواة الإعلام من الأدباء الشباب ومن لهم أو عندهم موهبة الأدب نثراً أو شعراً حتى تستطيع أصواتهم المثقفة الأنيقة والمتوشحة بجمال العربية الرائع أن تجذب المستمع .. إنه مدرسة للمذيعين الشباب وقدوة لمن يرتقون المنصات الجماهيرية للخطب.. ليت إذاعتنا السعودية الغراء تستفيد من خالد وأمثاله في التدريب على القراءة الإذاعية فمثله كنز لا يجوز إهماله وثروة من الخطأ عدم استثمارها والمذيع قدوة .. كنا منذ عقود نستمع إلى الإذاعات العربية والأجنبية التي تتكلم بالعربية فكان المذيعون يسحروننا بجمال أصواتهم ونقاء لغتهم وحسن آدائهم فكنا نقلدهم ف ( منيرشماء ..وحسن الكرمى ومحمد رشاد رمضان في إذاعة لندن ) وغيرهم من الأصوات في الإذاعات العربية في القاهرة وبغداد والإذاعة السعودية في أول نشأتها ... كذلك . ولقد لفت نظري في الإذاعة السعودية في هذا العصر الأستاذ عبدالله الزيد وكان شاعراً وأديباً ورجلاً يحترم لغته وكلمته فلذلك تسمعه في نشرة الأخبار وكأنه يلقي قطعة أدبية لما في صوته من جمال وحنكة والأستاذ مطلق الذيابي- رحمه الله- كان شاعرا وفنانا قديرا ،وكذلك الأستاذ الصلهبي والحارثي والشهوان...وجاء بعدهم جيل ورثوا هذا العمل الإعلامي الجليل فمنهم من أحسَّ بثقل المسئولية وراح في سباق مع التطور الإعلامي نحو الأفضل لغة وأداًء وتلويناً صوتياً ومن هذه النماذج المشرفة الأستاذ الإعلامي الشاعر خالد بن عبدالله الغانم صاحب ديوان ( خلف قضبان الوحدة ) فالأستاذ خالد إعلامي ماهر ومذيع وشاعر..متميّز في الصوت وفي مخارج الحروف وفي الأداء وفي التزامه بالنحو العربي وخاصة في الأرقام التي ترِد في درجات الحرارة أو نشرات الأخبار والتي-وللأسف الشديد- يتعثر فيها كثير من المذيعين.. الأستاذ الغانم ظاهرة إعلامية جديرة بالاستماع لأنه يحترم لغته ويحترم نصّه ويحترم مستمعيه فالمستمع العربي المثقف ينصت لخالد الغانم فيحس كأنه يقطف زهوراً أو يتجول في مروج خضراء، فلا نشاز في الصوت ولا نشاز في اللغة ولا سرعة أو بطء في الأداء . بل يُنَضِّد صوته الكلمات وكأنها حبات لؤلؤ في سمط من الذهب.. إنه مدرسة للمذيعين الشباب وقدوة لمن يرتقون المنصات الجماهيرية للخطب.. ليت إذاعتنا السعودية الغراء تستفيد من خالد وأمثاله في التدريب على القراءة الإذاعية فمثله كنزٌ لا يجوز إهماله وثروة من الخطأ عدم استثمارها.