أنا القادمُ من ذاكرة النسيانِ والهائمُ في قافلة العرفانِ ما حايدتُ عن أسرارِ هذا الكونِ منذ انْفَتَحَتْ روحي على الكونِ.. فما في سُكَّةِ الروحِ حيادْ عابرٌ أجمعُ ما يسقطُ لي من شَجَرِ الأقدارِ كي أُطْعِمَ كينونَتِيَ الجوعى غربةٌ أُخرَى هِيَ الآنَ على بَوَّابَةِ الروحِ تَدُقُّ الطَّرْقَةَ الأولى، وقد شَدَّتْ على أكتافِها سَلَّةَ أحزانٍ جِداَدْ غربةٌ أخرى .. وإبريقٌ من الصمتِ يُساقيني على قارعة العَتْمَةِ أكوابَ السهادْ وخُطَى الأشياءِ في أودية الليلِ بِطَاءٌ مثل أنفاسِ الجمادْ حَطَبُ العادةِ لا يُدْفِئُني .. والنارُ نارٌ عاقرٌ من فكرةِ الوَقْدِ وسرِّ الاتِّقادْ كيف لي يا ليلُ أنْ أكتبَ .. أنْ أبقرَ بطنَ العُزلةِ الحُبلَى لأستخرجَ أطفالَ المدادْ ! بَدَأَتْ حربي معي.. هذا أنا أقتلُ بِي نفسي ولا ثَمَّةَ حزنٌ أو حدادْ هأنا أجمعُني وَسْطَ جوازِ السَّفَرِ المُمْتَدِّ حتَّى مغربِ التابوتِ من شمس المهادْ في سواد الوقتِ أقتادُ مواويلي ولا أعرف مَنْ يغفرُ لي هذا السَّوادْ عابرٌ بين فراغَينِ فسيحَيْنِ .. مُغِذٌّ في صحارَى وحدتي .. أَتَّكِئُ الوقتَ وأمضي موغلاً في (رُبْعِيَ الخالي) من الوعيِ ومن لون الرشادْ أيُّ اسمٍ ستُناديني بهِ الريحُ ! وهل ثَمَّةَ اسمٌ للذين اشتركوا في حفلة الأرضِ قليلاً .. أوقدوا نارَ حكاياهُمْ عُجاَلَى، ثمَّ أَطْفَوْهاَ وما أَبْقَوْا رمادْ عابرٌ بالحقلِ لا أملكُ في زَوَّادَةِ الأقدامِ ما يكفي من المشيِ لكي أمشي إلى البيدرِ في يوم الحصادْ أَيُّ ظِلٍّ أَتَفَيَّاهُ إذا ضَيَّعتُ أشجارَ المجازاتِ فلا بُدَّ من الشِّعرِ إِذًا .. لا بُدَّ من ظلٍّ على الرُّوحِ ولا بُدَّ من الوردةِ في حقل القتادْ آهِ يا تغريبةَ الريحِ .. أَيُّ ظِلٍّ أَتَفَيَّاهُ إذا ضَيَّعتُ أشجارَ المجازاتِ فلا بُدَّ من الشِّعرِ إِذًا .. لا بُدَّ من ظلٍّ على الرُّوحِ ولا بُدَّ من الوردةِ في حقل القتادْ آهِ يا تغريبةَ الريحِ .. أنا الحائرُ في بيدِ النبوءاتِ وكانت حيرتي أُولَى دياناتي، إِذِ الحيرةُ باكورةُ أديانِ العبادْ لم أجدْ في الطُهْرِ ما يُصلِحُ أيَّامي لكي أنسجَ للعالَمِ قمصانَ اتِّهامٍ بالفسادْ وأنا القادمُ من ذاكرة النسيانِ والهائمُ في قافلة العرفانِ ما حايدتُ عن أسرارِ هذا الكونِ منذ انْفَتَحَتْ روحي على الكونِ.. فما في سُكَّةِ الروحِ حيادْ عابرٌ أجمعُ ما يسقطُ لي من شَجَرِ الأقدارِ كي أُطْعِمَ كينونَتِيَ الجوعى وألتفَّ على البرد الذي يزحفُ كالأفعى إلى أقصَى شرايينِ الفؤادْ كُلَّما ضاقَتْ بِيَ الأرضُ تَوَطَّنْتُ مدادي فمدادي يمنحُ الأرضَ امتدادْ أينَ لا أينَ بلادي .. وبلادي لم تكن خارطةً تقفزُ من بين خطوطِ الطولِ والعرضِ.. بلادي حيثما أشعرُ أنِّي في البلادْ!