إن عشت يا راسي كسيتك عمامة *** وان مت يا راسي فدتك العمايم هل توقع ابن سرار قائل البيت السابق ان يردّد هذا البيت بعد مماته، وتتناقله الأجيال من بعده؟ السؤال هنا: مَن مِن شعراء هذا الزمن سوف تخلد أبياته بعد مماته وتردّدها الأجيال القادمة من بعده؟ سؤال يتبادر في ذهني دائماً فنحن نشاهد قصائد الشعراء التي تشدُّنا أبياتهم وتستوقفنا روعة التصاوير الشعرية فيها في الوقت الحاضر، كما أننا نشاهد كذلك قصائد ليس لها من صفات القصيد سوى الوزن والقافية، وللأسف نرى أن هناك شعراء لهم في السابق قصائد وابيات تسطر بماء الذهب، ولكنهم انتهجوا نهجاًَ في الوقت الحالي ينسف ما بنوه خلال الأعوام السابقة من خلال أبيات ليس لها من الشعر حظ، فالأفضل لهؤلاء احترام ماضيهم أو الابتعاد عن القصيد والالتهاء بلعب الحديد. نرى أن هناك شعراء لهم في السابق قصائد وأبيات تسطر بماء الذهب ولكنهم انتهجوا نهجاً في الوقت الحالي ينسف ما بنوه خلال الأعوام السابقة.إن الطفرة الشعرية التي نعيشها الآن وما تحظى به الساحة من قوة إعلامية مرئية ومسموعة واستخدام غالبية الشعراء والمتلقين للتقنية الحديثة كمواقع الشبكات العنكبوتية والمنتديات الادبية، وصفحات التواصل الاجتماعي كتوتير وفيس بوك بلا شك لها الأثر الواضح والملموس في معرفة ذائقة المتابع الذي أصبح أكثر إداراكاً في معرفة القصيد العذب من العكر. والجميل هنا أنه من خلال استقرائنا لردود الشعراء وجدنا وبإجماع الأغلب منهم أن المتلقي أصبح أكثر وعياً منه في السابق بل وأكثر تمييزاً بين القصيد الغث من السمين والقصيد الهادف من غيره، وهنا كذلك رسالة واضحة من الشعراء إلى الشعراء للارتقاء في الطرح واقتناص الفجوات التي من خلالها يؤدي الشاعر رسالته الشعرية التي تشهد له بعد مماته ويشهد له بها مَن سوف يردّدها في المستقبل. ختاماً روى البخاري في صحيحه عن أبي ابن كعب أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال «إن من الشعر لحِكماً». [email protected]