* هل اختفى بيت القصيد من القصيدة الحديثة، أم أنها تحولت إلى بيت قصيد؟ استهل الشاعر الدكتور أحمد بن عبدالله السالم إجابته مشيرا إلى أن بيت القصيد هو البيت الأبرز في القصيدة ، والبؤرة التي يكثف فيها المبدع الفكرة التي تجول في خاطره ؛ تتكون لدى المبدع الموهوب في اللاشعور لتظل النقطة المضيئة في النص ، تشع بظلالها على المعنى، يتمحور حولها النص ، لتكشف الغرض وتخلد في ذهن المتلقي.. مشيرا إلى أن هذا ما نجده في نماذج عديدة من شعرنا العربي القديم والحديث، حتى في شعر التفعيلة في بعض أسطره أو مقاطعه. وقال السالم: لا أظن أن اختلاف العصر ذو أثر في بروز ذلك أو عدمه ، بل إن الموهبة التي يملكها الشاعر هي التي تضيء النص بالمعنى الأساس ، أو البيت الشارد الذي يظل في الأذهان، ولو قلبنا الطرف في أدبنا العربي وما أنتجه المبدعون في القديم والحديث ؛ لوجدنا أبياتاً مكثفة المعنى ، يرددها متذوقو الشعر ، ويستشهد بها المتحدثون ، وتحفظها الأسفار، كما أن صدى بعض الأبيات في قصائدي يوقظ حسي للحظة إبداعه ، وحينما أستعيد اللحظة ، أجد أني عاجز عن تذكر تفصيلاتها ؛ لأنها ومضة ، أو خاطرة عبرت دون استئذان . وأختتم السالم إجابته مشيرا إلى أن الشعر يجب أن يكون كذلك ؛ لذلك قلَّ أن تجد بيت القصيد في شعر المناسبات المتكلف ، أو في النظم المصنوع ، مع اقتناعه التام بأن بيت القصيد في الشعر القديم أكثر تحققا منه في الشعر الحديث ، وفي العمودي من الحديث أكثر منه في شعر التفعيلة .