الاشادة بالابيات الشعريه التي تنطوي على الفخر لاتصدر الا من متذوق للشعر ومتعمق بالمعرفه في القصايد سواء كانت هذه القصايد من الشعر الفصيح او الشعر الشعبي العامي ومن الصعب تحديد بيت بعينه وذلك لاختلاف الذائقه واختلاف الاراء ولكن تبقى الابيات التي تستحق الاشادة وهي موقع حفظ واهتمام من محبي الشعر وتتناقل عبر الاجيال والعصور ومن الصعب اندثارها حيث اصبحت الصدور دواوين لحفظها حتى لو حصل تحريف في تراكيب الابيات او تغير البعض منها او من الفاظها لكنها تبقى راسخه في ذاكرة كثير من شرائح المجتمع سواء كانت فصيحا او شعبيا ويختلف الفخر من شاعر لآخر فأحدهم يفتخر بقومه وعشيرته واخر يفتخر بنسبه واخر يفتخر بنفسه وافعاله وهكذا فليس الفخر محصورا على احد بعينه او مجتمع ومن النماذج التي توضح طريقة الفخر على سبيل الاستشهاد بيت للشاعر عمرو بن كلثوم من قصيدته : اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا نرى تصوير الشاعر الجميل للفخر في بيته الشعري مفتخرا بأفراد قبيلته وان الفخر ينشأ لديهم منذ سن الفطام للاطفال وهذا فخرا هو اعتزاز من الشاعر بقومه وكذلك قول الفرزدق ايضا في الفخر : عقولنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جنّا اذا ما نجهل يتضح من قول الشاعر صفة الجمع فهو يفخر بجمع وليس شخصا ويقصد قومه وبالاحرى قبيلة وكل بيت من بيوت الشعراء نتشيد بعذوبتها وقوتها وتاخذ من الهيبة ما تخيف الاخصام ،، ولا يختلف الشعر الشعبي عن الفصيح في القوة والجزالة حيث يوجد فيه من الابيات ما تتصف بالقوة والجمال والهيبة ومنه مثلا قول الشاعر خلف بن هذال ان دندنت طبلة الحراب دندنا بايات حق علي وبلال دندنها هنا نرى ان الشاعر يتكلم بلسان دولة موقف لا يتخلى عنه ابن وطن وهذا بيت فخر يحفز الهمم في قلوب الرجال وكذلك ابيات الشاعر الامير/ محمد احمد السديري التي لا تقل عن الفخر والاعتزاز والتصوير المبدع الجميل حين يقول : نعطي ولا نتبع عطانا بالاقوال ونبذل ونسكت كننا ما عطينا وان باعوا الشيمة بدينار وريال حنا دخلنا سوقها واشترينا وهناك بيت للشاعر /راشد بن الذيب يتميز بفخر الشاعر بنفسه ويعتز بالعوائد والسلوم التي تربى عليها وله ان يفتخر بها واخذ هذا البيت معلما تتناقله العامة عبر السنين حين قال: اشرب الفنجال واكب البياله تابع سلمي لسلوم الاوليني كذلك في الفخر بيت للشاعر محمد بن سرار الشهراني مفتخرا ومعتزا ضمن قصيدة له جزلة وجميلة جميع ابياتها تتصف بالفخر والحماس ومنها هذا البيت ان عشت ياراسي كسيتك أعمامه وان مت يارسي فدتك العمايم وطبعا لايمكن تحديد بيت بعينه لكي نقرر الاشادة به ونميزه عن بقية ابيات عموم الشعراء ولا احد يملك القرار في تميز ابيات الشعراء ولكن نحن نشيد بابيات حفظت وتناقلها العامة عبر الزمن ونعلم ان هناك من القصايد سواء كانت من الشعر الفصيح او العامي ما يوجد بها ابيات اجمل واقوى مما استشهدنا به وهذا يرجع الى ذائقة المتلقى واطلاعه على الكثير منها ، ولكن المعروف ان ابيات الفخر تظل مسلكا لكثير من الشعراء في وصف المواقف التي يعتز بها المجتمع وتجسد للعوائد والسلوم الحميدة والطيبه التي بالمجتمع ويحق لنا الافتخار بها.