▪▪ جميل أن يحلم الإنسان بالأفضل.. (يعرش) مع صنوف الآمال.. بعيداً عن واقع لا يرتضيه.. وقد رأيت لوحة في مدينة الملاهي العالمية (ديزني لاند) بمدينة (فلوريدا) الأمريكية.. خلال الثمانينيات من القرن الماضي.. لوحة لا تختلف في حجمها.. عن لوحات الإعلان في شوارعنا.. عن (الكبسة) وتوابعها.. وعن صنوف الكريمات والعطور.. وبضائع الأوهام السّمجة.. منها كريمات (تنتيف) الشعر من الأجساد العربية.. قرأت ما تحمله تلك اللوحة العجيبة.. وفيها قول جميل.. جعلني أحفر معانيها داخل حياتي بشيء من التفصيل.. تقول: (إذا استطعت الحلم بشيء فيمكنك تحقيقه). ▪▪ جميل أن يحلم الإنسان بالأفضل.. (يعرش) مع صنوف الآمال.. بعيداً عن واقع لا يرتضيه.. وقد رأيت لوحة في مدينة الملاهي العالمية (ديزني لاند) بمدينة (فلوريدا) الأمريكية.. خلال الثمانينيات من القرن الماضي.. لوحة لا تختلف في حجمها.. عن لوحات الإعلان في شوارعنا.. عن (الكبسة) وتوابعها.. وعن صنوف الكريمات والعطور.. وبضائع الأوهام السّمجة.. منها كريمات (تنتيف) الشعر من الأجساد العربية.. قرأت ما تحمله تلك اللوحة العجيبة.. وفيها قول جميل.. جعلني أحفر معانيها داخل حياتي بشيء من التفصيل.. تقول: (إذا استطعت الحلم بشيء فيمكنك تحقيقه). ▪▪ وعندما تدخل مدينة (ديزني).. وترى عالم المستقبل الذي تخيّلوه.. تعرف معنى ذلك القول.. مقولة ملهمة ومهمة.. يمكن غرسها حتى في أدغال أفريقيا.. وغابات الأمازون.. وفي مضارب بني عبس.. على سطح المريخ العربي.. وكالعادة، عندنا كل شيء عربي حتى يثبت العكس. ▪▪في هذا الشأن.. شاهدت.. كغيري.. فيلم أمانة الدمام.. زرعوه أسفل صفحة (اليوم الإلكتروني).. لمن أراد (التعريش) مع خيال سكان أمانة الدمام.. إلى أعماق التاريخ الماضي.. مروراً بحاضر التاريخ، إلى أن تمّ تنصيبنا في قمة هرم عام (1450).. كما تقول معالم الفيلم: من حق الأمانة أن تحلم.. وتتخيل مستقبل مدينة جعلوها (متشنجة).. الفيلم من إنتاج نفس العقول الحالمة بمستقبل مختلف.. في ظل تجاهل متطلبات الحاضر.. لهم أن يؤلفوا الكتب والأفلام.. بعد اجتثاث ذاكرة المدينة.. ولهم أن يستعينوا بأصوات (مطوّرة) غير سعودية للتعليق.. وأن يستعينوا بأشهر الاستوديوهات (الخنفشارية).. لإنتاج صور أحلام تبهرهم.. يداعب خيالهم أطراف أناملهم.. ولكن هل ترسم هذه العقول المستقبل؟! ▪▪ الواقع يعبّر عن عجز.. كنتيجة، ليس من الإنصاف مُطالبتنا كمواطنين بتصديق تحقيق تلك الأحلام.. هل يمثل الفيلم صور واقعهم؟!.. قناعة تشكّلت بداخلنا.. وبكل قسوة.. لدرجة يصعب تفتيتها أمام فيلم التطلعات (المودماني).. والسؤال: ماذا يحمل هذا الفيلم من رسالة للمواطنين في مدينة الدمام؟!.. للفيلم متاهات.. وعنوانه يختلف عن محتواه.. فالعنوان: كيف تصبح مدينة الدمام مستقبلاً؟!.. وإذا بنا أمام شارع واحد يشكّل بطولة الفيلم.. فهل سيكون هذا الشارع مغرداً وحده في مستقبل مدينة الدمام؟!.. ليس من حقي التقليل من شأن الأفكار والطموحات والآمال.. لكن من حقي التساؤل عن مؤشر لا يكذب على المستقبل.. انه مؤشر الواقع وشواهده. ماذا يحمل هذا الفيلم من رسالة للمواطنين في مدينة الدمام؟!.. للفيلم متاهات.. وعنوانه يختلف عن محتواه.. فالعنوان: كيف تصبح مدينة الدمام مستقبلاً؟!.. وإذا بنا أمام شارع واحد يشكّل بطولة الفيلم.. فهل سيكون هذا الشارع مغرّدا وحده في مستقبل مدينة الدمام؟!.. ليس من حقي التقليل من شأن الأفكار والطموحات والآمال.. لكن من حقي التساؤل عن مؤشر لا يكذب على المستقبل.. إنه مؤشر الواقع وشواهده. ▪▪ الواقع يقول: نحن في وضع.. لا يمكن أن يقود إلى تحقيق معجزة.. ومن الشواهد أيضاً المشاريع الحزينة في شوارع المدينة.. ولم يرد في الفيلم وجود أي نفق.. ورد التأكيد على وجود كبارٍ علوية.. يعني أن سكان الأمانة.. غير مقتنعين بالأنفاق.. ومع ذلك.. يعملون على تنفيذ المزيد. ▪▪ يتحدث الفيلم عن الحدائق وبنائها حول الشارع المعجزة.. وهم يقطعون الأشجار في الشوارع والميادين.. وهناك وضع الحدائق.. حوّلوها إلى قصور أفراح.. وأسواق.. ومواقف سيارات.. وبنوك.. ومساجد.. وبعضها تمت إزالته.. شاهدوا أول حديقة ب(الدمام).. حديقة الملك سعود.. لتعرفوا أنواع الخيال الذي تعيشه الحديقة.. هل هناك فيلم قادم عن وضعها؟!.. وإذا كان هناك.. فأرجو أن يسمحوا لكاتبكم بالتعليق عليه.. فحنجرتي ذهبية. ▪▪ فات الإخوة الأعزاء في أمانة الدمام الرجوع إلى المبادئ العامة للتخطيط.. كجزء من أبجديات الحياة العربية.. سمعت في قريتنا الرابضة على احد سفوح جبال غامد منذ أكثر من ألفي عام.. أن علينا «مدّ الرجل على قد اللحاف».. هكذا العرب تقول.. المثل محاضرة ثرية لأصول اللعبة.. من هذه المبادئ ما نسمّيه بالواقعية.. أي قيام التخطيط على أساس الاحتياجات الفعلية.. والموارد المتاحة.. ومن المبادئ: الشمول.. الاتزان.. التكامل.. التعاون.. والمرونة. ▪▪ كل الشواهد أمامنا تنسف كل ما ورد في هذا الفيلم.. ولو كنت مسؤولا لفتحت تحقيقاً للمحاسبة على الأحلام التي لا تحترم حتى العقول.. إذا كان لدينا كل هذا الخيال.. فلماذا لا نراه اليوم قبل بكرة.. إذا كان الفيلم يعبّر عن العقول الحالية.. فمستقبلنا واضح.. ومستقبل مدينة الدمام واضح.. وبقي السؤال: هل تتوقعون تحقيق هذا الخيال بأيدٍ سعودية؟!.. وهل سيكون هناك حراسة على جسور المشاة المكيفة؟!.. أم أن الفيلم يحلم بعدم وجود ناس في حاجة إلى سكن؟!.. وهل سيكون نزع الملكيات برخص الماء الذي نهدر؟!.. علينا الانتظار حتى عام (1450).. فهل هناك قوة قادرة على إيقاف (عداد) سير العمر إلى ذلك الوقت؟!.. هل يستطيعون تحقيق المعجزة؟!.. عقل الحاسب الآلي يستطيع.