المعارض العقارية أحد أبرز أوجه التسويق التي ينبغي أن تختصر طريقا طويلا في العمل العقاري، ولكي تحقق ذلك لا بد لها من أن تنظم وفقا لخطط منهجية تضع في اعتباراتها أدبيات التسويق المعاصر وكيفية التعاطي مع الشأن العقاري ومتغيراته ومستجداته وتطوراته. وعندما نعقد مقارنة بين ما لدينا من معارض وتلك التي يتم تنظيمها خارجيا نجد الفرق شاسعا، وكأن معارضنا تنظم على عجل أو دون اهتمام بمعايير التنظيم، لذلك تفقد بالتأكيد الحضور العقاري المتوقع في مثل هذه الفعاليات التي تهم المعنيين وشرائح واسعة من المجتمع والمتابعين. وفي المنطقة الشرقية التي تعتبر إحدى أكبر مناطق المملكة نموا وتنمية ونشاطا عقاريا متميزا ومنافسا، ليس هناك سوى معرض عقاري واحد تنظمه شركة معارض الظهران، وهو معرض لا يجد تفاعلا أو قبولا كبيرا من العقاريين، وذلك لأن هناك مسافة بينهم والمعرض، في وقت يفترض أن يعكس المعرض أو الشركة التي تنظمه علاقة متجانسة مع العقاريين وبتنسيق مناسب وكاف معهم ومع مؤسساتهم غير أن ذلك لا يحدث فيكون الإخفاق نصيب المعرض علما بأن هناك فرصة ثمينة دوما لتحقيق تفاعل وتقارب بين المنظومة العقارية في المنطقة والمعرض لتطوير أسلوب العمل واستقطاب مزيد من الشركات والمجموعات العقارية الى فعالياته وبالتالي مضاعفة النتائج الإيجابية التي يمكن أن تتحقق. العقاريون مطالبون بتبني مبادرات للتسويق العقاري على نمط متطور يعبر عن تطلعاتهم والأدوار التنموية الكبيرة التي يقومون بها، فمعرض واحد لا يكفي ولا يعكس حجم المشروعات المتعددة التي ينفذونها، فالمعارض نافذة للنظر الى ما لدى الآخرين من تجارب. لعل رئيس اللجنة العقارية السابق بغرفة الشرقية اجتهد وحاول إيجاد صيغة تفاعلية تطور من دور المعرض، وتنظيم غيره من المعارض بصورة تواكب التطورات العقارية وتعبر عن تطور القطاع بالمنطقة، إلا أنه لم يجد آذانا صاغية تعي المتغيرات وتواكب التطورات بأفق واسع يستوعب النمو العقاري بالمنطقة وتداخله العميق مع دول الخليج المجاورة التي يمكن أن تجد في مثل هذه المعارض كثيرا من الفرص الاستثمارية التي تزهر بها المنطقة وتستقطبهم للمشاركة في عمليات التنمية العقارية المختلفة بكل شفافية ووضوح من خلال توفر خريطة واضحة لطبيعة الاستثمارات التي تسوقها المعارض وتقدمها بصور وأنماط متميزة. ينبغي أن تتطور معارض العقار في المنطقة بحيث تعكس بحرفية التطور الذي تعيشه وتفتح أبواب المستقبل لمزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، قياسا بالمقومات والمعطيات الكبيرة التي توجد بالشرقية التي تعتبر واعدة وتتقبل كثيرا من المشروعات كما ونوعا وتنمو بمعدلات عالية تتطلب المواكبة من خلال جهود احترافية متقدمة تدعم خططها في التنمية، والعقاريون مطالبون بتبني مبادرات لأعمال التسويق العقاري على نمط متطور يعبر عن تطلعاتهم وأدوارهم التنموية الكبيرة التي يقومون بها، فمعرض واحد لا يكفي ولا يعكس حجم المشروعات المتعددة التي ينفذونها ويعملون على تنفيذها، فالمعارض نافذة بالنظر الى ما لدى الآخرين من تجارب، كما أنها تكشف عن التطورات وما يمكن تطويره في المجال العقاري المتجدد دوما.